𝐈 𝐃𝐨𝐧'𝐭 𝐋𝐢𝐤𝐞 𝐂𝐨𝐟𝐟𝐞𝐞 - 𝐘𝐌

I don't like coffee

⠀⠀
⠀⠀⠀⠀⠀⠀

هو صاخبٌ جدا ..
صوت ضحكاته تصدح بقوة في المكان الذي يُحيط به ..
يقفز هنا وهناك .. يُكلم هذا ويعود ليقهقه مع اخر ..

يعبس بطفولية في وجه صديقه لثواني ثم تتحول لمشاجرة شرسة وبعدها بقليل تجدهما بأحضان بعض يتبادلان الضحكات والاحاديث ..

كان طفلاً بجسد شابٍ بالغ .. 22 عاما تخالها ثمان ان امعنت النظر في تصرفاته ..
لطيف .. طفولي .. محبوب .. مثير .. صاخب ..
لا تدري هل هو طفل بريء ام شاب مثير بذلك الجسد وتلك التصرفات ..

انه بارك جيمين .. شاب من ذات مرحلتي الجامعية ..
من سلب انتباهي وجذب عيناي للتدقيق في تفاصيله الصغيرة ..

كنت أراه كـ كتاب مفتوحٍ امامي .. اعلم ما يحب وما يكره .. حفظت تفاصيله واهتماماته قبل ان احفظ دروسي ..!!

كلانا مر علينا عدة سنين دون محادثة فعلية تجمعنا ولم نتجاذب اطراف حديثٍ بما يولي اهتمام اي منا ..
رغم ذاك .. كنت مأخوذاً به !!

مين يونغي البائس !!
هذا هو اسمي ان ابعدت اخر صفة تُشير لحالي ..
أكبره بعدة شهورٍ هي سبع تُمثل فارق العمر بيننا .. ليست بالكثيرة بالنظر لاختلاف طباعنا وتصرفاتنا هنا الاختلاف الشاسع بيننا !!

كنت هادئاً عكس صخبه .. مملاً عكس مرحه ..
مرهقاً عكس طاقته التي لا تنفذ .. منعزلاً احظى بالقليل من العلاقات الاجتماعية عكسه تماماً فهو من يستطيع خوض المحادثات والقهقهة بعلو مع طلاب الجامعة اجمع !!

حتى بالنسبة لحالتنا المادية هناك فرق كذلك !!
كان يحظى بالكثير عكسي الذي كنت اعمل بدوامٍ جزئي لأوفر القليل من مُتطبات يومي !!

اظن غير المرحلة الجامعية .. لا شيء ليجمعنا !!

.
.
مساءاً كنت في مكاني المُعتاد ..
المقهى الذي اعمل به بعد الغروب لحين إنتصاف الليل .. بدأت العمل به منذ سنوات بعد تركي لوظيفة التوصيل التي كنت اعمل بها وأرتأيت هذا المكان لهدوئه ورفعته ولسببٍ صغيرٍ اخر ..!!

وهاهو السبب يجلس هناك .. يتخذ الزاوية المُعتادة له في ابعد مكانٍ وابعد طاولة .. وحيداً يجلس هناك ويتخذ كفه متكئاً لوجهه بعد اسنادها على الطاولة ..

ربما يرغب بذلك المكان لهدوئه عكس اجواء صخبه الدائمة !! .. اذ هو يكتفي بمُطالعة الشارع وصخب الشاحنات والمارة من زجاج المقهى ..

لا يصل اليه اي صوتٍ من هناك .. يكتفي بالتأمل فقط .. وربما كان اكتفائه باصوات الموسيقى الهادئة التي تملأ المقهى .. ويدع ساعات الوقت تأكل بعضها في ذات مجلسه ..