كانت إلين تقترب شيئا فشيئا من الحديقة التي وجدتها اخيرا، وقد قررت بيع حبة واحدة فقط من الماس لذلك المحل لتدبر أمورها إلى حين عثورها على أنور....
دخلت الحديقة ومشت نفس الطريق الذي سلكته من قبل للوصول إلى المحل، وعلى بعد بضع أقدام كان البائع في الاتجاه المعاكس يبحث بدوره عنها،
بين أشجار الحديقة مشت إلين ببطء وهي تلتفت يمينا وشمالا بحثا عن المخرج الثاني المؤدي إلى محل الماس، وبدون أن تشعر وجدت نفسها فجأة بين أذرع قوية تطبق عليها بأقصى قوة ويد ضخمة بقفاز جلدي يكاد يخطف أنفاسها، حاولت التملص لكن دون جدوى أرادت أن تصرخ لكن صوتها كان مكتوما بعنف.
كرم: اهدئي.....
إلين (محاولة الصراخ): اممممممممممم
كرم (وهو يلاحظ البائع الذي يمر بالقرب منهما خلف الشجر): اهدئي صوفيا،
بقيت إلين تتلوى بين ذراعيه بلا جدوى فهو أشد قوة واضخم بنية، بينما بقي كرم يتبع البائع الذي بدا عليه أنه لم يلفت انتباهه اي شيء إلا أن اختفى تماما.
أبعد كرم يده عن فم إلين دون أن يفلتها تماما...
إلين: اللعنة عليك ما الذي تفعله، أتركني وشأني افلتني حالا.....
كرم: ما الذي تفعلينه، هل جننت إن أمسك بك ذلك البائع ستقتلين
إلين: قلت لك أتركني أنت تؤلمني...
كرم (وهو يمسكها من كتفيها ليجعلها تقابله تماما): كيف علمت بأمر الماس، وكيف تجرأت على أخذه وبيعه.
إلين: إذا فتلك الماسات لك
كرم: إن امسكوا بك وانت تحاولين بيعها ستقتلين أنت لا تعلمين حجم الخطر التي كنت فيه، فمئتي حبة بالنسبة لهم ثروة ولن يترددوا في قتلك كي يحصلوا عليها
إلين: مئتي حبة ؟؟؟؟؟
كرم: أجل فأنتِ أكيد لم تتعبي نفسك في عدها
إلين: أنا لم أجد غير ثلاث حبات فقط، وللتوضيح فأنا لم أسرق شيئا بل وجدتها بالصدفة وأنا أقلب جيب حقيبة سفري هذه.
كرم: اللعنة أظن أنها سقطت من الكيس
إلين (بشك): وما الذي جاء بهذا الكيس إلى جيب حقيبتي
تردد كرم في الإجابة لكنه لاحظ ما جعله يخرس تماما، فقال بدهشة....
: اللعنة إنهم رجال إيمانويل، إن امسكوا بنا سنقطع إلى أشلاء
ثم نظر إلى إلين التي بدت وكأنها تحاول رؤية ما يراه وقال....
: ما أهم شيء تحملينه في هذه الحقيبة؟
إلين: ما الذي تقصده؟
كرم (بتوتر): ما الشيء الذي لن تستطيعي أن تتركيه هنا
إلين: لن أترك شيئا هنا، هل أنت مجنون..
كرم وهو يسحب خوذتي الدراجة ليعطيها واحدة، أما أن تتركي هذه الخزانة المتنقلة هنا وتركبي الدراجة لننطلق فورا، وإما سأتركك هنا ليستلمك رجال إيمانويل السفاح، أمامك ثانية للتفكير....انتهت الثانية أنا ذاهب
إلين (بخوف وهي تفتح حقيبتها لتخرج منها ملفا): تمهل، حسنا انتظر سآخذ أوراقي المهمة وهويتي وجواز سفري، اللعنة عليك أيها الغبي كرم، لن يتبقى لي شيء أرتديه.... اللعنة عليك
كرم: أسرعي هيا سأشتري لك غيرها
إلين: أصمت لا أريد سماع صوتك
وقفت إلين بعد أن أخذت ما تحتاجه تنظر إلى الدراجة وهي ترتجف، فهي لم تتجرأ يوما على ركوب دراجة نارية، فبالنسبة لها هذا من الممنوعات في حياتها....
كرم: اركبي ما الذي تنتظرينه
إلين (بتردد): الدراجات النارية مميتة، سأقترح عليك شيئا، اذهب انت سآخذ أنا سيارة أجرة
رجال ايمانويل: تفرقوا مشطوا الحديقة والمنطقة كلها، يجب أن تعثروا على الفتاة حالا...
كرم: صدقيني الموت بالدراجة الآن أهون من الموت بين يدي هؤلاء
أمسكت إلين الخوذة ولبستها، ثم قفزت في رمشة عين من شدة الرعب خلف كرم وزادت التصاقا به حين أقلع الدراجة بأقصى سرعة...
ابتعد الثنائي عن حديقة الرعب، ودخلا معا الطريق السريع، فكان كلما زادت حدة صوت محرك الدراجة كلما تشبثت إلين بكرم أكثر وكلما زاد هو ابتساما ساخرا على خوفها الغير مبرر .....
بعد بحث طويل وجد رجال إيمانويل حقيبة إلين، في حين كان الثنائي قد وصلا أخيرا للشقة الباريسية في سلام.....
إلين (وهي تنزل من على الدراجة): لم أتخيل يوما أنني سأعيش هذا الجحيم كله. اللعنة على ما يحصل معي.
كرم: لما تركت الشقة بهذه الطريقة؟ ما الذي كنت تنوين فعله!
إلين (بصراخ وهي تصعد درج العمارة): لا شأن لك بهذا، وستشرح لي أمر الأحجار فورا.
كرم: حسنا كفي عن الصراخ يكفي صراخك الذي تحملته طول طريق العودة، لم أرى في حياتي امرأة بعمرك تخاف ركوب الدراجات يا لك من طفلة صوفيا
إلين (بصراخ اشد): كف عن مناداتي بهذا الاسم فوراااااااا.
……………………
إيمانويل: طلبت أن تأتوني بالفتاة وليس بخزانة ملابسها يا لكم من أغبياء
: سيدي وجدت رقم هاتف على هذه الورقة، ربما سيوصلنا لشيء ما.
إيمانويل: كفاكم تكهنات أريد حقائق أغربوا عن وجهي...
…………………….
كرم وهو يجلس على الأريكة بينما تقف إلين على رأسه مقطبة الحاجبين
إلين: أخبرني فورا هيا كيف وصلت تلك الأحجار إلى حقيبتي، ومن أين لك بها، ولما يلاحقك أولئك الأشخاص ولما يريدون أخذ الماسات منك....
كرم (وهو يرمي بجسده على الأريكة باسترخاء) : حسنا سيدي الشرطي، تريثي قليلا وسأجيبك على كل تساؤلاتك.
إلين: لا وقت لمزاحك الثقيل الآن أجبني حالا.
كرم: اففف حسنا، أولا تلك الماسات ليست لي.
إلين: أ تظن بأنني غبية، كفاك كذبا وأخبرني الحقيقة فورا.
كرم: أنا أخبرك الحقيقة، إن لم تصدقي فهذه ليست مشكلتي، إنها لصديقي في إيطاليا طلب مني أن آخذها معي حين جئت إلى باريس كي لا يأخذها منه أحد.
إلين: لما سيحاولون أخذها منه إن كانت له؟؟ أم أنه قام بسرقتها من شخص ما...!
كرم: لا أبدا الماسات له، أقصد الماسات حقه في ميراث والده المتوفي، وعمه الأناني أراد أن يأخذها منه. لهذا بعثها معي إلى هنا وسيأتي لاستلامها فور تجهيزه لأوراق سفره. هذا كل ما في الأمر
إلين: وما الذي كانت تفعله تلك الأحجار في جيب حقيبتي
كرم: آاااه حسنا كل ما في الأمر أنني وضعتها في حقيبتك حين شكوا في أمري في محل الماس، خفت أن يقوموا بحجزها وتضيع مني أمانة صديقي، أنا اعتذر منك
إلين: وبدأت بعدها بتتبعي كي تسترجعها مني، أليس كذلك، وجودك في مكتب إيجار الشقق لم يكن صدفة.
كرم: هذا صحيح، لم يكن لي حل آخر، إنها ثروة صديقي الوحيد وهو يتيم وليس له أحد غيري، أساسا لسنا مجرد أصدقاء، أنه بمثابة أخ لي...
إلين (وقد بدي عليها التأثر بكلام كرم): حسنا لا بأس لكن رجاءا خبأها جيدا، واطلب من صديقك أن يسرع في تجهيز أوراقه... لا أريد أن أعيش كابوس اليوم مرة أخرى.... فمشاكلي تكفيني.
ثم مدت له يدها وأعطته الحبات التي معها...
إلين: خذ هذه أيضا.
كرم: شكرا صوفيا، أنت فعلا فتاة جيدة
الين: إلين.... أدعى إلين كف عن مناداتي بهذا الاسم.
كرم: هههه إلين، اسم جميل فعلا تشرفت بمعرفتك أيتها الأميرة العصبية الحنونة.
إلين (وهي تحاول إخفاء ابتسامتها): توقف لا أحب أن يخاطبني أحد هكذا، وانصرفت إلى غرفتها قبل أن يحمر وجهها أكثر.
في تلك اللحظة تسلل إلى قلب كرم الحديدي شيء غريب، شيء دافئ ..... لم يصادف كرم فتاة مثل إلين يوما، لقد كانت غريبة، لا تشبه غيرها من الفتيات، تجتمع فيها صفات متناقضة، كالرأفة والقسوة، القوة والضعف، المرونة والصلابة، فتاة تحاول إظهار عكس ما هي عليه، تحاول الظهور بأقصى درجات من الرشد لكن في داخلها تسكن مجرد طفلة صغير صدقت أتفه كذبة بكل براءة....تحاول دائما التحلي بالقوة وهاهي تتعاطف مع شخص مجهول لم تعرفه بمجرد أن أخبرها بأنه يتيم..... آااه يا إلين لو تدرين ما الذي جعلتني أشعر به للتو.....إنه الإحساس بالذنب، هههه ضميري يؤلمني لأنني كذبت عليك هذه الكذبة الصغير، في حين أنني كنت اقتل بدم بارد ولم يتحرك ضميري يوما....
ترى إلى أين سأصل معك بعد، إلى أي مدى ستتغلب علي براءتك هذه
أخرجته إلين من أفكاره قائلة....
الين (بتردد): كرم أ لديك قميص يمكنني أن أرتديه لم يعد لي شيء ألبسه
كان كرم ينظر إليها وهو يبتسم، اللعنة على هذه الطفلة الكبيرة التي ستفقده عقله....
أنت تقرأ
شقة للإيجار
Randomسيدي (جاء ذلك السائق وهو يركض ويلهث وقد بدت على وجهه بعض الكدمات) .... عزيز(اكبر تاجر مخدرات في اوروبا): ما بك ما الذي حصل؟ : كرم يا سيدي.... كرم اخذ الصندوق بعدما استلمناه من الرجال وقام بضربي حتى فقدت الوعي وحين استفقت لم اجده... عزيز( وهو يقوم من...