01:CICADA

227 22 4
                                    

في ذلك المطعم الشعبي اصدقاء يجتمعون يثرثرون ، ازواج يتقاسمن الطاولات و ابتسامات انثوية غمَزَات تتطاير هنا و هناك ، جدات يوبخن حفيداتهن على تقصيرهن في تناول الطعام بحجة الجسد المثالي ، فتاة مكسورة الفؤاد  بعد انهاء علاقتها و عجوز يقضي عشاءه الاخير مع ابناءه و انا ، انا اجلس في تلك الطاولة البعيدة عن الجميع اراقبهم بينما اتناول طعامي في صمت ، كلما احدثت ضوضاء عن غير قصد استدار الجميع بوجوه عابسة و كأنني اعكر صفو حياتهم كحشرة الزيز التي  تعزف بجانب نافذتك بعد يوم متعب للغاية

لكنني حقا اشبهها فهي سئمت من وجهها و من بشرتها و من الظلام لذلك اخذت تزحف خارج نفسها لتغني و ها انا هنا ازحف للخروج من حياتي البائسة ، اتناول كأس الجعة امامي بعد يوم سيء كغيره ، المرة السادسة على التوالي الكتاب السادس الذي لا يلاقي اي رواجٍ كل روائي كان في عهدي مبتدأ اليوم هو يظهر على التلفاز يفتتح معارض و يوقع نسخا لا نهائية لمعجبيه

اتناول الكأس الثاني و الثالث حتى تنعدم رؤيتي ، تهرب قهقهة ضعيفة من فمي تتبعها دمعة على خدي. صوتي الداخلي يستهزأ و يستهتر بي يذكرني كمَّ السنوات التي ضيعتها

يستهتر بحماسي و ثقةِ الزائدة بحلمي التافه ، بكتباتي التي تصف حالي و حال اقراني ، خسرت ما تبقى من المال و ها انا اعيش مع والدتي التي تقلق كل يوم ان تموت و تتركني لوحدي ، توبخني ليل نهار لانني لا اشبه زملائي الذين حضرت جميع حفلات خطوباتهم زواجهم و ولادتهم ايضا لانني لم اجتهد و لم احصل على شهادة جامعية جيدة تمكنني من ابتياع منزل دافئ و سيارة فاخرة

لا الومها هي فقط تريد التفاخر بي تريد ان تثبت للجميع انها ام صالحة و ناجحة ، لكن اراهن انها فقط تجلس في ركن منزلنا الان تنتظر عودتي سالمة فقط. تلعن الشهادات و الاحباب و الابناء

حلمي كان ان اكون كاتبة تكتب ليلا و تتبضع مع والدتها في سيارة رياضية صباحا ، لطالما كانت صديقتي التي اكرهها يوم الاربعاء و احبها باقي الاسبوع

يرن هاتفي مرات و مرات و من غيرها يتصل ، اتنهد و بكسل ارد على اتصالها اغلق بعد طمأنتها

ابكي مجددا ، ابكي حظيّ العثر و اندُب ايامي الضائعة " فقط ،فقط لو كانت لدي فرصة لعيش حياتي من جديد ، فقط لو تمنحني السماء فرصة اخرى كي اصحح اخطائي ، اقسم انني لن اكون طائشة "

اغلق اعيني لمدة من الوقت ثم افتحها مع عزيمة و اصرار لا اعرف من اين ظهرو " حسنا دعنا نقدم على عمل مكتبي ، ندخر مبلغا منه و نقوم بأخذ دورات تكوينية ثم نقدم على عمل افضل و هكذا ، فكرة جيدة هانول لطالما امنتُ انك انسانة ذكية و شغوفة لا يزال هناك وقت لم تنتهي حياتي بعد ، هيا يا فتاة " تحدثت بينما تفتح هاتفها تبحث في محرك نافر ، تضغط على طلبها اعمال مكتبية الكثير من الخيارات امامها ، تقدم على جميعها تقامر بكل ما تملك تلعب مع القدر تتسائل اذا كان سيسخر منها كعادته ام يشفق عليها هذه المرة

?WHAT'S WRONG WITH MR.JEONحيث تعيش القصص. اكتشف الآن