في ذلك المطعم الشعبي اصدقاء يجتمعون يثرثرون ، ازواج يتقاسمن الطاولات و ابتسامات انثوية غمَزَات تتطاير هنا و هناك ، جدات يوبخن حفيداتهن على تقصيرهن في تناول الطعام بحجة الجسد المثالي ، فتاة مكسورة الفؤاد بعد انهاء علاقتها و عجوز يقضي عشاءه الاخير مع ابناءه و انا ، انا اجلس في تلك الطاولة البعيدة عن الجميع اراقبهم بينما اتناول طعامي في صمت ، كلما احدثت ضوضاء عن غير قصد استدار الجميع بوجوه عابسة و كأنني اعكر صفو حياتهم كحشرة الزيز التي تعزف بجانب نافذتك بعد يوم متعب للغاية
لكنني حقا اشبهها فهي سئمت من وجهها و من بشرتها و من الظلام لذلك اخذت تزحف خارج نفسها لتغني و ها انا هنا ازحف للخروج من حياتي البائسة ، اتناول كأس الجعة امامي بعد يوم سيء كغيره ، المرة السادسة على التوالي الكتاب السادس الذي لا يلاقي اي رواجٍ كل روائي كان في عهدي مبتدأ اليوم هو يظهر على التلفاز يفتتح معارض و يوقع نسخا لا نهائية لمعجبيه
اتناول الكأس الثاني و الثالث حتى تنعدم رؤيتي ، تهرب قهقهة ضعيفة من فمي تتبعها دمعة على خدي. صوتي الداخلي يستهزأ و يستهتر بي يذكرني كمَّ السنوات التي ضيعتها
يستهتر بحماسي و ثقةِ الزائدة بحلمي التافه ، بكتباتي التي تصف حالي و حال اقراني ، خسرت ما تبقى من المال و ها انا اعيش مع والدتي التي تقلق كل يوم ان تموت و تتركني لوحدي ، توبخني ليل نهار لانني لا اشبه زملائي الذين حضرت جميع حفلات خطوباتهم زواجهم و ولادتهم ايضا لانني لم اجتهد و لم احصل على شهادة جامعية جيدة تمكنني من ابتياع منزل دافئ و سيارة فاخرة
لا الومها هي فقط تريد التفاخر بي تريد ان تثبت للجميع انها ام صالحة و ناجحة ، لكن اراهن انها فقط تجلس في ركن منزلنا الان تنتظر عودتي سالمة فقط. تلعن الشهادات و الاحباب و الابناء
حلمي كان ان اكون كاتبة تكتب ليلا و تتبضع مع والدتها في سيارة رياضية صباحا ، لطالما كانت صديقتي التي اكرهها يوم الاربعاء و احبها باقي الاسبوع
يرن هاتفي مرات و مرات و من غيرها يتصل ، اتنهد و بكسل ارد على اتصالها اغلق بعد طمأنتها
ابكي مجددا ، ابكي حظيّ العثر و اندُب ايامي الضائعة " فقط ،فقط لو كانت لدي فرصة لعيش حياتي من جديد ، فقط لو تمنحني السماء فرصة اخرى كي اصحح اخطائي ، اقسم انني لن اكون طائشة "
اغلق اعيني لمدة من الوقت ثم افتحها مع عزيمة و اصرار لا اعرف من اين ظهرو " حسنا دعنا نقدم على عمل مكتبي ، ندخر مبلغا منه و نقوم بأخذ دورات تكوينية ثم نقدم على عمل افضل و هكذا ، فكرة جيدة هانول لطالما امنتُ انك انسانة ذكية و شغوفة لا يزال هناك وقت لم تنتهي حياتي بعد ، هيا يا فتاة " تحدثت بينما تفتح هاتفها تبحث في محرك نافر ، تضغط على طلبها اعمال مكتبية الكثير من الخيارات امامها ، تقدم على جميعها تقامر بكل ما تملك تلعب مع القدر تتسائل اذا كان سيسخر منها كعادته ام يشفق عليها هذه المرة
أنت تقرأ
?WHAT'S WRONG WITH MR.JEON
Fanfictionهانول التي تبحث عن عمل مكتبي بعد سنوات من تأليف الروايات ينتهي بها المطاف داخل احدى قصصها المبتذلة الغير مكتملة في سنوات مراهقتها مع مغنيها المفضل ، حيث تحاول هذه المرة الخروج من دائرة الحب و عيش حياة عملية كما كانت تتمنى ، لكن مديرها الحالي الذي ظ...