ᴀɴ ᴀɴᴀʟʏsɪs ᴏғ ᴀ ʀᴇʟᴀᴛɪᴏɴsʜɪᴘ- ٍتَحليلُ علاقَة

✦ ᵒⁿᴇ ᵃⁿᴅ ᵒⁿˡʏ ✦

العلاقات، و لكون البشر مخلوقات شاعرية، لم ينفكوا ألا يُضْفُوا بصمة وصف غير نمطية لهَا مُلَامسةً للقلوبِ العاطفيةِ، شبهوها بخيط أحمر يربط بين خنصري رفقاء الروح أو ما يدعى بالسول مايت، في رأيي المتواضع ليس من العدل أن نطلق هذا اللقب على أشخاص  خاضوا علاقة حب، انتهت ب"عاشا في سعادة و هناء" أو بزواج أسطوري يشهد الفؤاء و اللب بعظمته، بل يمكن أن ندخل هذا المصطلح المألوف على علاقة أخوية، أبوية، زوجية، علاقة قرابة، عشق، صداقة أو حتى بعْضَها مجتمعةً...

العلاقة هي انتماء أو صلة بين روحين أو أكثر، قائمة على أسسٍ مختلفة باختلاف نوعها، لكن أغلبنا يؤكد أن أفضل العلاقات هي تلك التي تضم شخصين مختلفين،  في الخَلقِ، الخُلقِ، المَعدَنِ، العِلْم، الحِس، الشُعُور و غيرها، و لكن اختلافًا مكملًا أكثر من كونه تناقضيًا، حيث كل شخص خائض فيها - العلاقة- يُخْرِج أفضل الصفَات و المحاسِن الكامنة فيهِ بهدف مساعدة الآخر، هذا يعني أنه رغم اختلاف السيّر إلا أن السريرة واحدة، سريرة طيبة كالمسك، حلوة كالسكر، لا يكسوها غبار حقد أو انعدام ثقة..
في هذه القصة ذات الطابع الحميمي، أردت سرد تجربة شخصين يتمتعان بعلاقة شبه مثالية لدرجة تكاد أن  تكون طوباوية، قد تكون بالنسبة لك درسًا قيمًا لاكتشاف روحٍ، أو مجرد حكاية حبٍ كلاسِيكِيةٍ.

  الجزائر العاصمة- مارس٢٠٢٠- الساعة ٥:٠٠

ما أن أشار عقرب الساعة إلى الخامسة تمامًا، حتى  همت تلك الشابة بافراغها مكتَبَها، لتخرج مسرعة و حقيبتها تتأرجح على كتفها يمنة و يسرة، توجهت يوسيرة مباشرة إلى محطة الميترو، أين تستقل قطار الأنفاق المؤدي لمنزلها، صداع رأسها الذي منعها عن التركيز و قلل من طاقتها الإنتاجية لم يتوقف، ذلك الشعور الرديئ بالدوار و الرعشة لم يخِّف بَعْد، بالرغم من أخذها لجرعة كبيرة من الدواء، لكن كل تلك الظروف السيئة لم تمنعها من التطلع للقاء صديقتها المقربة اليوم، وصلت إلى بيتها، و بكل نشاطٍ راحت ترتب المكان، و تعد وجبة العشاء، مر الوقت بسرعة لم تألفها، لينبهها الطرق على الباب أن صديقتها قد حضرت، بلا سلام أو كلام، إرتمى ذلك الزائر الجميل على الأريكة.

-ألن تحيي صديقتك؟ قالت يوسيرة بنبرة فيها عتاب بسيط.

- و هل بقي بيننا سلام أو تحية؟ أعرفك كما أعرف أختي ابنة أمي.

ردت عليها و قد ارتسمت على شفتيها إبتسامة خفيفة.

-أنت على حقٍ في هذا.

- لقد فاجأتني باتصالك البارحة، لقد مر شهران منذ أخر مرة رأيتكِ فيها، و هذه أول مرة تتصلين فيها عليّ أنتِ    الأولى؟ لم يحصل أمر كهذا من قبل، أنا دائما من يقوم بالاتصال و الاطمئنان، أليس كذلك؟