بدء حياة جديدة

21 3 0
                                    

تركض بسرعة على طول الزقاق المؤدي الى منزلها الصغير... ملجئها الوحيد للاحتماء من هذا المطر...دخلت المنزل اخيرا بعد يوم مليئ بالاعمال الشاقة في سبيل كسب مال الجامعة و الايجار دون اللجوء الى ارهاق والديها اللذان تكفيهما همومهما...خلعت حذائها المغطى بالوحل و معطفها المبلول....علقت معطفها و دخلت ...ارتمت على اريكتها بتعب مرفقة ذلك بتنهيدة عميقة تحمل كما صغيرا من همها و حزنها الخانقين...اسندت راسها للخلف و اغمضت عينيها بقوة تحاول طرد الافكار السلبية من عقلها...فاعادها للواقع رنين هاتفها

"مرحبا امي"

قالت ببهجة مزيفة فهي لا تريد اتعاب امها اكثر...فردت عليها امها بحنان

"مرحبا عزيزتي"

"هل تحتاجين شيئا ما"

قالت بتساؤل فردت امها

"تعالي لتتعشي معنا ارجوكي"

"حسنا ... انتظروني قليلا"

قالت ثم فصلت الخط قبل ان ترتدي معطفها وحذائها مغادرة الى منزل العائلة

فتحت الباب و دخلت لتجد والدتها ملقاة على الارض وسط  دمائها و يليها والدها...لم تعد ركبتاها تحملانها فسقطت على الارض و بدات تزحف نحو الجثتين بعينين مغرورقتين بالدموع...تلطخت يداها و ملابسها بالدماء و هي تبكي بحضن والديها الميتين تصرخ و تصرخ...دموعها تحفر وديانا على وجنتيها...لتتوقف عن البكاء فجاة عندما لمحت و رقة الى جانب امها فتناولتها بغية قرائتها و لكن الشرطة التي اقتحمت المكان قد منعتها من فعل ذلك...اتجه شرطيان نحوها و امسكا بذراعيها بينما قال ضابط الشرطة

"كيم يورين انتي متهمة بقتل والديك"

توسعت عيناها قبل ان تبدا بالبكاء و القول بانها ليست مذنبة...و لكن هذا المجتمع ظالم فلا تخدعك المظاهر...حتى و ان كان شرطيا فذلك لا يعني انه طيب

.

.

.

مرت الايام وهي تتلقى الضرب من المحققين و تتلقى فوق ذلك لوم الناس و اشمئزازهم منها ...لم يبقى بجانبها احد سوى اخيها الاكبر و الذي يعلم ان اخته تحب والديها بشدة...يتردد كلام الناس على مسامعها

_قاتلة...كيف تفعل ذلك بوالديها..._

بينما هي جالسة في الزنزانة تذكرت الورقة التي وجدتها فسارعت باخراجها من جيبها و كان محتواها

"عزيزتنا يورين...عندما تقرئين هذه الرسالة فسنكون قد متنا...نحن اسفان لاننا لم نخبرك بالحقيقة...نحن لسنا والديك الحقيقيين...في الماضي كان والداك الحقيقيان مهددان من قبل رئيس شركة بقتلك ان لم يسلماك للذلك الرجل بغرض تزويجك من ابنه... و لكنهما رفضا و ارسلاك الينا لحمايتك...لقد تمكنا من التغلب على ذلك الرجل الان و لكن الرجل قد ارسل رجاله قبل موته لقتلك و لكننا رفضنا فقتلونا...انتي بخير الان فلا تقلقي و ستكونين في حضن والديك قريبا...مع كل حبنا...والداك"

تجمد الدم في عروقها من الصدمة..لقد مات من احبتهما في سبيل حمايتها و تقبلا وجودها بالرغم من انها لا تقربهما...بكت الى ان جفت دموعها فنامت من التعب بعد ذلك

...

شهقت بصدمت عندما رمي عليها ذلك الماء البارد ..و قد كان الفاعل هو المحقق...شخرت بسخرية عندما قابلها بوجه الغاضب ثم رافقت الشرطيين الى غرفة التحقيق

"من الافضل ان تجيبي على اسئلتنا هذه المرة فانا لن اكون متساهلا"

قال ساخرا منها فبادلته بابتسامة ساخرة و قدمت له الورقة

"خذ و ستعرف كل شيء"

قالت فحمل الورقة و بدا بقرائتها و مع كل كلمة تزداد صدمته...كان اخوها في هذا اليوم حاضرا يراقب سير الامور من خارج الغرفة

"ا..انتي لستي مذنبة"

قال ذلك بصدمة فابتسمت هي و قالت بعدما اقتربت منه

"مع السلامة يا سيد...اعتني بنفسك جيدا"

طبطبت على كتفه ثم غادرت الغرفة

قفزت على اخيها حاضنة اياه بقوة و قالت

"اشتقت اليك كثيرا"

بادلها العناق و قال

"انا سعيد من اجلك..لانكي لستي مذنبة و لانكي ستقابلين عائلتك الحقيقية"

"هل كنت تعرف بكل هذا"

قالت بصدمة بعدما فصلت العناق فقال مبررا

"نعم...و انا اسف لاني تاخرت..كان علي انتظار قدوم عائلتك"

"لا تهتم لذلك كثيرا"

قالت بابتسامة فقال لها

"اسرعي بالخروج فهم في انتضارك"

حضنته بسرعة و شكرته ثم غادرت راكضة الى والديها



ليالي القمرWhere stories live. Discover now