•
•كانت تجلس في تلك الغرفة التي نسقتها
خصيصًا لكي تهرب إليها في كل لحظة تشعر وكأنها تحتاج الى الهدوء والراحةوالهرب من العالم الذي أعطاها ما هو أكبر
من طاقتها بكثير لتواجهَهُ وحدهاأثناء جلوس تلك الجميلة ذات الشفتين باللون النبيذي وشعرها البندقي الفاتح قليلًا وعينيها الواسعتين اللتين امتلكتا نفس لون شعرها
بتلك الغرفة التي تبعث لها الطمأنينة بألوانها الفاتحة وتصميمها المنعش الذي اختارته لتمارس هوايتها وهي .... الرسم
فقد قررت بكل لحظة تشعر بها بالضيق او الانزعاج اوالاحباط وجميع المشاعر القبيحة التي تواجهها باستمرار
أن تكون ألوانها وفرشاة رسمها وخيالها
هو مهربها الوحيد لتفريغ طاقتها التي أصبحت شبه عاجزة عن كبتها... على ورقة الرسمفمن بعد الأيام العصيبة التي مرت بها
اعتادت أن تبقي جميع احاسيسها ومشاعرها محبوسة داخلها
فلم تعد كسابق عهدها الفتاة المرحة
التي ترسم أجمل الضحكات على وجه كل من يجلس معها ويجاريها الأحاديث
لعذوبة كلامها و روحها المنبسطة الطيبة
التي تشعرك بالراحة فور النظر لعينيها الواسعة البريئة التي لم تستحق بأن تجازى بالكذب
والغدر الذي سرق منها هذه البراءةأثناء امساكها بالفرشاة وانتقائها للألوان
الهادئة والمريحة كشعورها في هذه اللحظة
عندما تبدأ الرسم
وكانت على وشك وضع لمساتها الأخيرة
على لوحتها ووضعها بجانب مثيلاتها على الحائط المزين بأعمالها الفنية التي تشعر بالفخر في كل مرة تنظر إليهملولا سماعها لفتح باب الغرفة
فعقدت حاجبيها قليلا لأنها كانت على وشك إنهائِها
فالتفتت نحو الباب وقالت بنبرة هادئة فيها قليل من التوبيخ "هيونجين كم مرة أخبرتك بطرق الباب قبل دخولك فجأة"
عض هيونجين شفته السفلى متذكرًا مِئات المرات التي نبهته بها عن هذا الفعل خاصة عندما ترسم
فرد معتذرًا "آسف ليلي ، لكن أردت تذكيرك بامتحاني وأنك ستساعدينني بدراسته لإنني لم أفهم شيء من تلك المعلمة البلهاء"
قهقهت ليسا بخفة لترد عليه "ألهذه الدرجة هي سيئة! "
أردف هيونجين بوجه متذمرٍ قائٍلا " لمَ لا تصدقيني ، إنها فعلًا سيئة ، كما أنها ليست ليلي!"
قالت ليسا مبتسمة لأخيها الظريف "حسنا ، اذهب الآن وسألحقك "
.
اغلق هيونجين الباب وذهب ليحضِّر كتبه
استقامت ليسا بهيئتها الجذابة
وطولها الذي زادها أناقة وأخذت تنظر للوحتها
التي استقرت أشعة الشمس الطفيفة عليها
وهمست اثناء ترتيب وارجاع أدوات رسمها لمكانها "فقط بعض اللمسات وستصبحين من أفضل اللوحات التي عملت عليها"
.
.
.
بعد انتهائِها ذهبت لغرفة الجلوس عند هيونجين
وقد وجدته قد جهز كل شيء فأردفت "حسنًا لنبدأ أيها المشاغب "
بعد مرور ساعة تقريبا واقتراب انهائهما
من هذا الدرس الممل بالنسبة لهيونجين لاحظت ليسا شروده المستمر الممزوج بقليل من التردد طوال جلوسها معه
عند انتهائهم اغلقت الكتب ووضعتها على الطاولة
وذهبت لتستقر مجددًا بجانبه
امسكت بيديها الإثنتين يديه ونظرت بعمق بعينيه
وسألته بنبرة مستفسرة " هيونجين ما خطبك بما تفكر لم تكن طبيعيا هذه الساعة؟"
صمت لدقيقة يفكر ( هل أسألها أم لا ؟
هل ستغضب ؟ بالطبع ستغضب مابالك )