"قال لكِ أنه سينتظركِ بالخارج"
سمعت هذه الجملة من صوتٍ رجوليّ قريبٍ منها
فالتفتت الى يمينها لتنظر لصاحب هذا الصوتفوجَدَت رجلًا طويل القامة ببنيته الرجولية الجذابة
مرتديًا بدلته السوداء الفاخرة
التي امتلكت لونًا مثل لون شعرهلم يكن ينظر اليها عندما نطق بتلك الجملة
بل كان ينظر إلى اللوحة المقابلة له
واضعًا كلتا يداه في جيبيه ورافعًا رأسه أثناء نظره لتلك اللوحة
لم يكن هنالك فاصل كبير بين ليسا وذلك الرجل الغريب كانت مسافة تقدر بمتر تقريبًا
التفتت ليسا بهدوء نحوه وقالت بنبرة هادئة "شكرًا لك لم أنتبه لما قاله " وعادت لتنظر الى اللوحة التي أمامهاقال لها وهو مستمر بالنظر إلى لوحته
"لا بأس ، من الطبيعي أن يدخل الفنان في عالمٍ آخر كليًا عند تأمل ما يحب وما يلهمه"
التفتت ليسا إليه وقالت "أوافقك الرأي انه عالم مختلف تماما ، لكن لما قلت لي 'الفنان' ؟ "أجابها وهو مستمر بالنظر أمامه "سمعت حوارك مع الشخص الذي كان معكِ قبل قليل آسف على التنصت ، لكن أعتقد أن لديك ذوق رفيع فيما يتعلق بالفن "
شعرت ليسا بنوعٍ من السعادة فإنها المرة الأولى التي تجد فيها شخص يشترك معها في اهتمامها للفن .
قالت له "أشكرك لكن .. لم تعتقد هذا ؟ "
أجابها أثناء التفاته نحوها بهدوء " إني أرى الأشخاص الذين يميلون للفن ويهتمون به مميزون عن غيرهم ، فهذه اللوحة التي أمامك من رسم الفنان الفرنسي أوجست رينوار لن تعجب إلّا الفنان الذي يدرك تفاصيل الرسم و تجانس الألوان الموجودة فيها "قالت له " أتفق معك كما أن هذا الرسام بالذات برع في تصوير الجمال الأنثوي وهذا واضح جدًا في هذة الرسمة وبالألوان الوردية التي استخدمها بها "
أخذت ليسا بعض ثوانٍ لكي تنظر لملامح وجهه ، فأكثر ما جذبها به هو فكه الحاد وجبينه الذي برز بصورة جميلة بسبب تصفيف شعره الأسود الأنيق