جونغكوكٰ
إلهي هل مُحتّمٌ عليَّ أن أعيشَ العذابَ؟
رِفقًا بحَالي فمَا أنا بقادِرتَوالتْ الأيَّامُ و تَوالَت مَعها الرسائِل المُرسَلة مِن قُرّة عَينِي. و زادَ معهَا سيَلانُ دَمعِي و تَحسُّري حتَّى صِرتُ أبكِي دَمِيَّ قلبِي
بأي حقٍّ ينعَتونَني بالمُتلبِّد و لا بشَرَ يدرِي بما في صمِيمِيكانَ في كلِّ مرَّة يُقرُّ بجَماعِنا في الحَياة القادمة
و كم وددْتُ البَوح بقُربِه في الحاليّةمنذُ اُسبوعً إنقَطعَت أخبارُه.. أو بالأحرَى رَسائلُ عِتابِه
كُنتُ ممَدّدًا ٱفرِغُ غَليونِي و أحشوهُ بالقلَقِ عَليه
أعلَمُ.. مُثيرٌ للسُخرِية
كيفَ لي أن أقلَق عليه و أنا سببُ تعاسَتهأعدتُ تقليبَ الرسائِل بينَ أنامِلي و أنا أتمعّنُ في كلماتِها
'سأبحَثُ عنكَ في النعيمْسأستَردُّك في الحياةِ الٱخرَى
لكنّك رسختَ في ذهنِي إلى ساعةِ الفناءِ
أنا عَلى قَيدِكَ جونغكُوك'أعدتُ القِراءَة لٱوسّعَ عَينيَّ و أنفِي
"لا مستَحيل هوَ لم يَفعل!"
خَرَجتُ مُهروِلا إلىٰ بيتِه و قد تَسابقَت الدُموعُ ملوّثة خَدّي
يالَ السُخرِية يا جونغكوك
منْزِلهُ خلْف خاصّتي و لم ٱكلِّف نَفسي بالإطمئنَانِ عليهِكانَ البابُ مُقفَلا مِمَّا دَفعَني إلَى كَسرِه
هَروَلتُ إلا غُرفتهِ لٱقابِل منظَرا صعقَ قَلبي
إمتلأت عينَاي بالدُّموعِ و تَشوّشَت رؤيَتي و أنا أرَى مَحبوبي يسبَحُ في بحرِ دِمائهجَثيتُ جانبَه و أنا أدعي الرَّبّ أن لا أكونَ قَد تأخَّرتُ
نَظَر إلىٰ وَجهِي وأعطَاني إبتِسامَة باهِتَة
كانَ صَدرُه يرتَفعُ بِثُقلً و كأنَّما وُضعَ حَجرٌ فوقه
إحتَضنتُه بِخِفة و أنا أتمتِم
"لما فعَلتَ ذلِك تايهيُونغ؟"رَفعَ كَفهُ المملُوؤة بِدماه و مَسحَ بِخفّةً علَىٰ وجنَتي قبْلَ أن يقُول بِضُعف
"إنتظَرتُك حتّى تأتِي و تُحيطَ جسدِي قَبْلَ أن يَبرُد يا مَحبوبِي"
معَ كلِّ حَرفً ينطِقُه كانَت دُموعِي تَهطِلُ و أنا أقولُ بِنَفَس مُنقطِعٍ شادًّا علَىٰ جَسده
"لا لن يحصُل لك أيُّ شيء! أنت لن تموتَ لن إسمحَ لك! ستَعيش و نعُود كَما كُنا صَغيري"مَسحَ بكفِّه تلكَ الدُموع من علىٰ وَجنتِي ثم إقتَرَب و ألصَق شفتَينا في عِناقٍ دافئٍ و طوِيل
و قد تَفجّرت دُموعي ثانيَة من هولِ المَشاعِر التي إجتاحتنِي
لا ٱريدُ التّفكيرَ في أنّهَا آخر قبلةلم ٱرِد فصلَ إلتِحام شَفتينَا لكِنّي فعلتُ لحاجَته للهواء
دفنَ وَجههُ في رَقبتي مُستنشِقًا إياها بِعمقً قبلَ أن يقولَ بِهمسٍ سَمعتُه
"أنتظرُك"
لحضاتٌ لٱحسَّ بِسُكونِه في حضنِي
لقد... رحَل تايهيونغلم أعلم كم مِن الوقتِ مرّ و أنا أحتَضنُ جُثّة حبيبِي
بَكيتُ بالفعلِ حتّى جفَّ دمعِي
و صرختُ حتَّى ذهبَ صوتي
لازلتُ في مكانِي أدفِنُ أنفِي في خُصلاتِه و ٱحيطُه بِذراعيَّ بُغيَة تَدفِئة جسمِه البارِدبَقيتُ أنظُر للفَراغِ وأنا أخلّلُ أصابِعي داخلَ شعرِه الكستَنائي
للآن أستحضِر مَلمَس شَفتيهِ و حَلاوةَ طَعمِه
كم وددْتُ أن يتوَقّف الزمنُ حينهالحضاتٌ حتَى سكنَ جسدِي و أنا أستحضر كلماته
"أنتظرُك" همستُ بِضعف
هو الآن ينتظرُني و أنا جالِس أندُبُ حظّي
لم أحتج للتفكيرِ بيدَ أنّ عقلِي و قلبي لا يرغَبانِ بسوَاهشدَدتُ بجسَده نحوي و حمَلتُ ما كان سببًا في مُبارحتي حبيبِي
قبَّلتُ ٱذنَه بِرقّة لأهمس
"إنتظرني...أنا قادمٌ يا أنيسَ قلبِي"
و لم أشْعُر بعدها سوَى بالنّصلِ يختَرِق أحشائي لتَسودَّ رؤيتي و يسقطَ رأسي على كتفه زافرا آخر أنفاسي عليها'كيف لي أن أشعُر بِسكراتِ ابمَوت و أنتَ تَستَقبِلُني بهيئتك الملائكية'
'خُذ بيدي إلىٰ النعيم, لم يعد ما يوجَد ليفرّقنَا..يا سبب نشوتي و سعادتي'°•°°•°°•°
إنتهى