هروب

145 12 38
                                    

نظر للساعة مجددا ثم تفحص هاتفه مرة أخرى ، يردد بين الفينة و الاخرى ...فعلت ....فعلت .... ليس بعد ..... فعلت ....

ماذا تفعل !
قاطعه صوت أنثوي بضحكة رنانة
لم يرفع رأسه من هاتفه و حمحم ببعض الخجل
أهلا ديما
رددت بتسلية
اهلا بك كيف حالك
رد باقتضاب
بخير .
قوست شفتيها بملل و انحت بجذعها نحوه
بخير فقط ؟ الن تسأل عني
شعراتها الحريرية تناثرت على الاوراق حوله .... كان لامعا جدا و ناعما جدا ....

اراد النهوض من كرسيه على الطاولة ،  لكنها منعته مجددا
و اجابت بغضب شديد
لما تفعل ذلك ؟ هل فعلت شيئا ايها المسلم الشهم ؟

زفر بغضب قد عادت مجددا لنفس الموضوع  :
ديما اسمعي .... توقفي عن فعل ذلك

ردت بنفس الغضب :
قلها و أنت تنظر في عيني

نعم ، يجب أن يقول الامر بحزم و ينظر لعينها كي تتوقف عن ازعاجه بهذا الشكل ، لكنه كان أجبن من فعل شيء كهذا .... سيقع بحبها .... بالطبع هي جميلة و فاتنة و ذات شهادة مرموقة

هل ترى ستقبل به و بتقلباته المزاجية
هل اطفالهما سيشبهونه أم يشبهونها ....
حتما سيشبهونه حظه العاثر سيجعلهم يأخذون شعره المجعد ....فكرة كونهم سيلبسون نظارة طبية طوال حياتهم ارعبته
لكنه لا يدري هل ستقتنع بسرعة بلبس الحجاب ، أم سيأخذ ذلك وقتا منه

ايقظته من شروده بصرخة مدوية
لما تتجاهلني لما تفعل ذلك يا احمق

هو لم يدري حقا ماذا يفعل في تلك اللحظة تلبد شديد اصاب عقله
هل يطمئنها و يقول لها أنه يشرد بدون قصد و هذه عادة منذ الصغر تلازمه
أم يبدأ القصة مجددا حول كونه لا يرغب بالارتباط حاليا ، و الامر ليس هكذا فعلا بل هو لا يجد فقط الفتاة المناسبة
طرأت فكرة لعقله ؛ لربما هي المناسبة هي فقط ليست حذرة في أفعالها و تصرفاتها ....

لم يوقظه من دوامة أفكاره سوى الباب الذي صفعته زميلته بالعمل ....

ابتسم ابتسامة صغيرة و ردد بخفوة
هي لا تتحمل شرودي لبضع ثواني فما بالك بعمر طويل .....

تنهد قليلا ثم بدأ يستغفر عله يستطيع اعادة برمجة يومه الثقيل .....

الساعة السادسة إلا ربع __________

في مكان هادئ جدا جلست تقضم أظافرها بخوف ...هذا هو اليوم الموعود أجل !

هكذا رددت الفتاة الجالسة بمحاذات باب المطبخ

عضت طرف إصبعها بقسوة حتى سالت قطرات دم خفيفة منه .... نظرت له بألم و هي توبخ اصبعها

ماذا تريد مني أنت الاخر ....

شعرها متناثر و فوضاوي .... شفتاها متورمتان
تلبس فستانا أحمر  يصل لركبتها ؛ و سترة سوداء خفيفة

AIDA ♧ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن