كان الجو قد تغير نسبيا في تلك الأمسية ، فالشتاء على الأبواب و عادة ما يأتِ الليل محملا بنسمات الهواء الباردة
معلنا دخول فصل جديد .....
اغلق الرجل زجاج نافذة سيارته بضجر ، بعدما لفحت وجهه بعض النسمات الليلية ، ينتظر وجبته السريعة عند شرفة المحل ....
ضيق عمر عيناه قليلا ، قد صارت الرؤية متعسرة عليه فنزع نظارته يستريح منها و إنغمس في مسحها بشكل بطيء ....
ارجوك افتح
سمع قرعا على النافذة الاخرى ، ليرى بشكل ضبابي صورة غير واضحة لهيكل شخص ما
لكن الامر اخذ منه وقتا طويلا ليفهم الموقف الذي كان فيه ، و عوضا عن ذلك بقي يتفرج في منظرها بدون فهم ...
من أنت ؟!
همس بتعجب ، رغم ان المشهد لم يكن مألوفا الا انه استمر بالمشاهدة بفضول
لكن الصوت أيقظه مجددا بقرع اشد عنفا
صرخت مرة اخرى
ارجوك افتح الباب !
اسرعت عايدة بالاستغاثة مجددا
ارجوك اسرع !
من هذه الغريبة
لما شعرها مبعثر هكذا
لما هي بالشارع بهذا الوقت
كلها اسئلة جالت بعقل عمر و هو ينظر لمظهرها بحيرة خلف زجاج النافذة
لم يفهم لما هي تقصده بالذات ....لربما أخطأت فقط
هذا ما كان يتردد بباله لكنها ركضت ناحية بابه الامامي و صرخت ببكاء :
انا اترجاك اسرع سيلحق بي
افزعته صرختها ليستفيق من شروده الطويل ، فتح الباب الخلفي على عجل لتركب بسرعة مهولة غير واعية لما تفعل حقا
اغلق الباب خلفها ، فمشت السيارة بسرعة رتيبة ،
كان الجو مختلطا و غير مفهوم لكلا الجالسين داخل بالسيارة ...
بعد فترة طويلة نظر عمر من خلف الزجاج الامامي يطالع في تلك الفتاة بريبة
كانت ترتجف بشدة .....بها بعض الجروح على شفتها
شفتها السفلية متورمة
خدوش تملأ رقبتها و وجنتيها ...
ظل يلاحظها بتركيز بينما كانت تطالع تجاه الطريق ، و تارة تلتفت للخلف كي ترى اذا ما يلاحقها أحد ما أم لا......
مما جعله يزيد من سرعةالسيارة نسبيا
.
.
.
.
.
من أنت ؟
تحدث معها بهدوء و هو ينظر لها من خلف الزجاج
لترد بخوف شديد
سيقتلني جمال
زاد القلق في عينيها لتنظر له مجددا ببكاء متقطع و ردت بوهن : سيقتلني
اشربي ماء
هذا ما نطق به بعد ان ناولها قنينة الماء التي كانت بجواره ، لكنها لم تمدد يدها حتى كرر طلبه
مجددا : تفضلي
أنت تقرأ
AIDA ♧
Romanceتقوست شفتاها لا إراديا لما وجدتني أوقف السيارة ، لم انظر لها لكني اعلم دوما ماهي ردود أفعالها لكنك وعدتني ... قالت بهدوء رددت بإبتسامة مطمئنة أنتِ في أمان الله ؛ و هذا أعظم أمان على الإطلاق كانت مترددة ، خائفة و حائرة ..... لكم تمنيت أن أشدد...
