الحلقة الثانية

39 4 2
                                    

.
.

خَيَّم اللَّيلُ بهدُوئِهِ عَلَى المَدِينَةِ ..نَامَ عَامِلُوا النَّهَارِ ليَستَيْقِظَ عُمَّالُ اللَّيْلِ ..
الشَّارِعُ فَارِغٌ فقَط ذَلِكَ الرَّجُل قَصِيرُ القَامَةِ الذِّي يركُضُ و يَلتَفِتُ خَلْفَهُ خوفًا من أَن يَرَاهُ أَحَدٌ ..وَصَلَ أَمَامَ المُسْتودَعِ الضَّخْمِ ليَفْتَحَ بابَهُ العِمْلَاقَ بكلٍّ ما أَتَاهُ منْ قُوَّةٍ ..المَكَانُ فِي حالَةِ فوْضَى عَارمَةٍ ..شِجَارٌ هُنَا و نِقَاشَاتٌ هنَاك ..تنْظِيفٌ للمُسَدَسَاتِ و طِبَاعَةٌ للنُقُودِ ..تَنَفَسَّ الفَتَى بِصُعوبة ليَصرُخَ بجمْلَةٍ جَعَلَت من كَانوا يَتَشَاجرُون يعَدِّلونَ مظهَرَهُم المبَعْثِرَ وَ منْ كَانُوا يتَحَدَثُونَ يصْطَفُون بسُرْعَةٍ و مَنْ كانُوا يؤَدونَ عمَلَهُمْ يرتَعِبُونَ ليُدَقِقُوا فيمَا كَانُوا يَفْعَلُون خَوْفًا مِن وُجُودِ خطَأٍ "السَّيِدُ فِي طَريقِهِ" جُمْلَةٌ واحِدَةٌ أسكَتَت خليَّةَ النَّحلِ تلكْ ..بالطَّبعِ فأَكْبَرُ رجُلِ المافيَا في كُوريا لنْ يَرحَمَ كلَّ منْ خرَجَ عن الخُطُوط الدَّقِيقَةِ رَسَمَهَا لكُلِّ شَخْصٍ هُنَا ..إذْ أَنَّ هذا المُسْتودَع البَالِي من الخَارجِ هوُ في الحَقيقَةِ مرْكَزُ أَكْبَرِ عِصَابَةٍ في البِلاَدِ
شخْصٌ فَقطْ كَانَ يَغُطُّ فِي نوْمٍ عَمِيقٍ و هُوَ جَالِسٌ علَى كرسِيِّه حذوَ مَكْتبِهِ ..فالرَّئِيسُ آتَى فجْأَةً لذَلكَ لم يظَنَّ أَنَّ علَيهِ تَوَقُعُ الأَسوَأ !
"بسست ..كَارِي أيْقِظِيهِ بِسُرعةٍ"
أوْمَأت بِخوْفٍ لتُهرْوِلَ نَاحِيَتَهُ لكِنْ صَوتُ تِلْكَ الرَّصَاصَةِ التِّي إخْتَرقَتهُ أَوْقَفَهَا بِفَزَعٍ ..إِلْتَفَتُوا جَمِيعهمْ للمَصْدَرِ ليجِدُوا جيُونْ جُونغكُوك يمْسَحُ مُسَدَّسَهُ ببرُودٍ ليُعِيدَهُ لمَكَانِهِ
"تضْيِيعٌ للوَقتِ يعْنِي تَضْييعٌ للمَالِ" نطقَ جُمْلَتَهُ الشَّهِيرةَ ليُومِئَ لرِجَالهُ بأَخْذ تلكَ الجُثَّةِ
نظَرَ لكَارِي بنَظْرَةٍ بارِدَةٍ ليَردِفَ :" تعَال لمَكْتَبِي حَالاً"
إتَجَهَ لمَكْتَبِه دَاخِل ذَلِك المَكَان الضَّخمِ تتَبِعُهُ الأُخْرَى بصَمْتٍ
جَلَسَ عَلى مِقْعَدِهِ ليُوَّجِهَ نَظَرهُ لَهَا و يتكَلَمَ بهُدُوءٍ :" تَعْلَمينَ أَنََ كُلَّكُم حَمقَى؟"
_" م ..مَاذَا؟"
_و اللَّعْنَةُ كيفَ تتَسَبَبُون في مَوتِ طِفْلِ بَرِيءٍ ذُو خمْسِ سنوَاتٍ !!"
زَمجَر بصَرَاخ ليَضْرِبَ الطَّاولَةَ بِغَضَبِ ممَّا جَعَل الأُخْرَى تَرتَعِبُ
_" لم نَقْصِدْ هذَا صَدِقْنِي ..لقَدْ كانُوا عَلى وَشكِ القبْضِ علَيْنَا كُنَّا مُجْبَرِينَ علَى إِشْغَالِهِم ..وَ فَكَرنَا أنَّ الطِّفْلَ سيشْغِلُهُم بمَا أَنَّهُ غَايَتُهُم ..لكِنْ أُنْظُر سيِّدي أُنْظُر ..لقَدْ أَحْضَرَنَا مَا كُنَّا نهدِفُ إليْهِ".
نطًقَت بتلَعْثُمٍ لتَرْكُضَ بإتِجَاهِ الخَزِينَةِ و تُحْضِرَ حِزَمًا كثِيرَةً من النُّقُود لتَبْتَسِم لهُ بِخَوْفٍ ..و هَذا مَا زادَ الطِّينَ بِلَّةً فهِي بِهَذِهِ الحَرَكَةِ قد ضَاعَفت غَضَبَهُ ليَرْمِيَ النُّقُودَ علَى وَجْهِها ببطْشِهِ المُعْتَادِ صَارِخًا
_" هلْ أنَا فِي نَظَرِكِ كَلْبُ نُقُودٍ أَيَّتُهَا العَاهِرَة؟ مَن أمَركم بِقَتْلِ الطِّفْلِ هَااا؟ ألم أُؤَكِدْ عَلَى العِنَايَةِ بهِ حَتَى بعدَ إِخْتِطَافِهِ أَلمْ آمُركُمْ بإِعَادَتِهِ بعْد الحُصولِ عَلى الفِدْيَةِ مِن وَالدِه اللَّعين؟ لمَا أخَذْتُم الفِديةَ و هَرَبْتُم بالوَلَدِ أيُّهَا الحُثَالةُ؟ هَل غَايَتُكُم تمَثَّلتْ في المَزِيد منَ الأَمْوَالِ يا جَشِعِين؟ هَل تَظُنُونَنِي أَطْمَعُ فِي مَالِ ذَلِكَ العَاهِر؟ أَنَا أرَدِدْتُ تَهْدِيدَه ..اللَّعْنَةُ عَليْكُم أَيُّها العَاهِرُونَ"
_"سَيِّدِي ..أَنَا .."
_" لنْ أَتَغَاضَى عَنْ العِقَابِ"
إِبتَلَعَت ريقَهَا بِخَوْفٍ فَهِيَ تَعْلَمُ مَاهُو العِقَابُ بالفِعْلِ
لحَظَاتٌ حَتَى أَتَى رجلَانِ ليُمْسِكُوهَا بِقُوَّةٍ و يُخْرِجُنَهَا متَجِهِينَ بِهَا إلَى أظْلَم كَوابِيس العَامِلينَ هُنَاك .
"لا تَرْحَمُوهَا هي و الأَرْبَعَةَ الحَمْقَى الذِّينَ كلَفْتُ لهُم المُهِمَةَ و الذِّينَ كَانُوا معَهَا"
تكلَّم بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ خالٍ مِنَ المَشَاعِرِ و هُوَ يسْمَعُهَا صَارِخَةً ب "آسِفَة"
_"الآسَفُ لَنْ يُغَيِّرَ أَيَّ شَيْئًا"
كَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعَتْهُ قَبلَ إِدْخَالِهَا لِغُرْفَةِ التعْذِيبِ ..ستَكُونُ لَيلَةً طوِيلَةً لهَا و لِرِفَاقِهَا الأَرْبَعة ..
تنَهَدَّ ليخَرجَ عَائِدًا للبَيْتِ فَهُوَ بالفِعْلِ أَنهَى مَا أَتَى إليْهِ ..
دخَلَ لذَلَك القَصْرِ المُظْلِمِ ليجْلِسَ عَلى الأَرِيكَةِ بتَعَبٍ
_" أَنَا السَّببُ ..مُجدَدًا ..كنْتُ السَّبَبَ في مَوْتِ أَحَدِهم !"
....
[في الصّباح]
_جُونغكُوك ..هَيَّا إسْتَيْقِظ
_همم ..أُريد النَّومَ أُتْركْنِي
همْهَمَ مُنْزَعِجًا وَ هُوَ يَتَقَلَبُ عَلَى الأَرِيكَةِ بغَضَب
_بُنَيَّ ..لِمَا نِمْتَ عَلى الأَرِيكَةِ؟ لِمَا لَم تَنَمْ فِي غُرفَتِكَ؟
جَلَسَ عَلى الأَرِيكَةِ عندَ سَمَاعِهِ لهَذا لِيَنْظرَ لَهُ بحُزْنٍ طَفِيفٍ
_أنتَ حَزِينٌ عَلَى مَوتِ جيسُونْغ صَحِيح؟
إِبْتَسَمَ بِحُزْنٍ ليَمْسَحَ عَلى شَعْرِ الشَّابِ الجَالِسِ أَمَامَهُ
_لَم أَظُنَّ أنَّهُ سيَتَأَذَى ..لاَ يَزَالُ صَغِيرًا
_لَيْس ذَنْبَكَ صَغِيرِي لَيْسَ أَنتَ منْ قَتَلَه !
_أَ ..أَبِي ..أَنَا ..
_أَنَا أَسْتَمِعُ ..هَيَّا تَحَدَثْ بُنَيّ
حَضَنَهُ ليَتنَهدَ بتَعبٍ، لم يَجِد ما يقُولهُ حَتى .. أغمَضَ عيْنيْهِ طَالِبًا بعْضَ الرَّاحةِ فهذَا هُو الحُضنُ الدَّافئُ الوَحِيدً الذِّي يلتَجِئُ لهُ
مَسحَ ذلكَ المُسنُ على شَعْرِ الشَّابِ بلطفٍ لينطِقَ بهدُوءٍ
_كيْفَ حالُ جِينَا؟
اِبتَعدَ عنهُ بصدمَةٍ
_ك ..كُنتَ تَعرِفُ!!
_________
يتبع
فوت+كومنت بليز ❤❤

ملاكي | My Angel | J.Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن