ليليث:لمسة شيطانية-2

100 2 0
                                    

.  سماء زرقاء صافية , سحب بيضاء تطفو في الفضاء , شمس الظهيرة  قد لاحت بخيوطها الذهبية , مزعجة غفوة مغيبة 

جعدت جبينها , و كتفت حاجبيها , عقلها يستوعب ببطء الاحلام التي كان يعرضها الباطن . كانت تحاول العودة  لسباتها , جسدها لم  ينل بعد قسطه من الراحة , جفنيها ثقيلان , و لا نية  لهم في ترك منفذ للضوء بعد  . 

ألسنة نيران ,  أشجار عملاقة  , صور ليلة البارحة  , تدفقت نحو عقلها  ,  متسللة بين شريط الاحلام  , صوت قرع  الطبول ملأ رأسها  ، آنس نومها ، لكن و على حين غرة  ، اشتد قرع  الطبول ، حتى صم أدنيها ، قلبها يضرب بعنف ،  كما لو أنه  يرغب الخروج  من قفصها الصدري .

انتصبت بخوف ، تلهث و كأنها كانت تركض قرون ، العرق يتصبب من جبينها ، و وجهها محمر كشعلة كبريت . استقامت من على العشب الأخضر ، تمشي بخطوات متثاقلة ، تئن بألم ، تبحث بعينيها عن جرعة مياه ، تسقي بها حلقها المتسحر ، تنعش بها جسدها المنصهر .

وقفت راكعة على ركبتيها ، بعدما وجدت نهرا على مقربة ، تغرف بيديها شربة  مياه صافية ، تروي عطشها ، ثم عادت لتمسح على محياها ، في محاولة  لتبريد جسدها الساخن .

شد تركيزها انعكاسها ، وجهها الشاحب الدي لا يوحي بحرارة جسدها ، شعرها الأحمر الأشعث ، عيونها الغائرتين من شدة نحافتها ، بؤبؤيها الخضراوين ، داك محياها الدي لم تره قبلا ، لا يشبه وجوه سكان البلدة الطاهرة ، و لا ملاكها الحارس ، انسابت دموعها فجأة .و قد تدكرت المرأة التي ربتها ، الشخص الوحيد الدي عطف عليها يوما 

عادت بعدها ، ترمي بالماء على أطرافها ، وسيل دموعها يأبى التوقف ، إلى أن أحست بأنفاس ساخنة خلف عنقها ، انقبض خافقها في خوف ، و تجمد بدنها ، لم تقوى أن تستدير و تواجه مصدر تلك الأنفاس ، شعور بالوهن سرى بعروقها ، رائحة الكبريت استقرت    بالأجواء ، و صوت يشبه  فحيح الأفاعي يلج أدنيها كسكاكين .

 العبرات التي تنهمر علا خديها الآن ، لم تكن نابعة عن حزنها الدفين  ، بل الرعب الدي تملك أحشاءها . راحة يد ضخمة استقرت  على ظهرها ، شهقت بقوة  مطبقة  عينيها .

 دفعة ، اختل بعدها توازنها ، و هوت بجسدها نحو قاع النهر ، أطرافها تتحرك بعشوائية ، رغبة  في النجدة .

أحانت لحظة الموت ؟

أ سألقى ملاكي الحارس تنتظرني في جنة الخلد ؟

أم أن دمائي قد حجزت لي تدكرة عبور نحو نيران جهنم ؟

   ضمت يديها في تضرع  ، و قد تدكرت كيف أخبرتها مربيتها أن الأعالي  لا يخيب من يدعوه ، تدعو أن تظل على قيد الحياة ، رغم  أنها لم تتجرع منها سوى المرارة ، دعت أن تنتشلها يد من قعر النهر ، يد تنقدها من موت محدق .

                                              سكنت رجلاها ، و استرخى بدنها ، و استسلمت للموت                                     


  فجأة ، يد حارة أمسكت قدم  إليليا ، و يبدو أن دعواتها تحققت ، فتحت إليليا جفنيها قليلا ، تنظر لتلك اليد الغريبة ، يد حمراء ، أظافر  طويلة ، التوت على كاحلها كثعبان غليظ ، و ظنت الغارقة أنها هلوسة ، و رغم  دلك تمنت أنها لها حبل نجاة ، لكن تلك اليد لم دهب بها للبر ،  بل جرتها نحو أكثر نحو الأعماق . 







Elilia | إليلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن