. سماء زرقاء صافية , سحب بيضاء تطفو في الفضاء , شمس الظهيرة قد لاحت بخيوطها الذهبية , مزعجة غفوة مغيبة
جعدت جبينها , و كتفت حاجبيها , عقلها يستوعب ببطء الاحلام التي كان يعرضها الباطن . كانت تحاول العودة لسباتها , جسدها لم ينل بعد قسطه من الراحة , جفنيها ثقيلان , و لا نية لهم في ترك منفذ للضوء بعد .
ألسنة نيران , أشجار عملاقة , صور ليلة البارحة , تدفقت نحو عقلها , متسللة بين شريط الاحلام , صوت قرع الطبول ملأ رأسها ، آنس نومها ، لكن و على حين غرة ، اشتد قرع الطبول ، حتى صم أدنيها ، قلبها يضرب بعنف ، كما لو أنه يرغب الخروج من قفصها الصدري .
انتصبت بخوف ، تلهث و كأنها كانت تركض قرون ، العرق يتصبب من جبينها ، و وجهها محمر كشعلة كبريت . استقامت من على العشب الأخضر ، تمشي بخطوات متثاقلة ، تئن بألم ، تبحث بعينيها عن جرعة مياه ، تسقي بها حلقها المتسحر ، تنعش بها جسدها المنصهر .
وقفت راكعة على ركبتيها ، بعدما وجدت نهرا على مقربة ، تغرف بيديها شربة مياه صافية ، تروي عطشها ، ثم عادت لتمسح على محياها ، في محاولة لتبريد جسدها الساخن .
شد تركيزها انعكاسها ، وجهها الشاحب الدي لا يوحي بحرارة جسدها ، شعرها الأحمر الأشعث ، عيونها الغائرتين من شدة نحافتها ، بؤبؤيها الخضراوين ، داك محياها الدي لم تره قبلا ، لا يشبه وجوه سكان البلدة الطاهرة ، و لا ملاكها الحارس ، انسابت دموعها فجأة .و قد تدكرت المرأة التي ربتها ، الشخص الوحيد الدي عطف عليها يوما
عادت بعدها ، ترمي بالماء على أطرافها ، وسيل دموعها يأبى التوقف ، إلى أن أحست بأنفاس ساخنة خلف عنقها ، انقبض خافقها في خوف ، و تجمد بدنها ، لم تقوى أن تستدير و تواجه مصدر تلك الأنفاس ، شعور بالوهن سرى بعروقها ، رائحة الكبريت استقرت بالأجواء ، و صوت يشبه فحيح الأفاعي يلج أدنيها كسكاكين .
العبرات التي تنهمر علا خديها الآن ، لم تكن نابعة عن حزنها الدفين ، بل الرعب الدي تملك أحشاءها . راحة يد ضخمة استقرت على ظهرها ، شهقت بقوة مطبقة عينيها .
دفعة ، اختل بعدها توازنها ، و هوت بجسدها نحو قاع النهر ، أطرافها تتحرك بعشوائية ، رغبة في النجدة .
أحانت لحظة الموت ؟
أ سألقى ملاكي الحارس تنتظرني في جنة الخلد ؟
أم أن دمائي قد حجزت لي تدكرة عبور نحو نيران جهنم ؟
ضمت يديها في تضرع ، و قد تدكرت كيف أخبرتها مربيتها أن الأعالي لا يخيب من يدعوه ، تدعو أن تظل على قيد الحياة ، رغم أنها لم تتجرع منها سوى المرارة ، دعت أن تنتشلها يد من قعر النهر ، يد تنقدها من موت محدق .
سكنت رجلاها ، و استرخى بدنها ، و استسلمت للموت
فجأة ، يد حارة أمسكت قدم إليليا ، و يبدو أن دعواتها تحققت ، فتحت إليليا جفنيها قليلا ، تنظر لتلك اليد الغريبة ، يد حمراء ، أظافر طويلة ، التوت على كاحلها كثعبان غليظ ، و ظنت الغارقة أنها هلوسة ، و رغم دلك تمنت أنها لها حبل نجاة ، لكن تلك اليد لم دهب بها للبر ، بل جرتها نحو أكثر نحو الأعماق .
أنت تقرأ
Elilia | إليليا
Fantasyإليليا ، من اختلطت عروقها البشرية بشرار المخلوقات السفلية ، الهجينة الخسيسة ، ابنة الخطيئة . Started 08/04/2020