الأيام تتشابه كأسنان المشط، مرّ يوم الجمعة، وبعده السبت، واليوم الأحد، ومرت كل أيام الأسبوع، لا أهداف لا كرة قدم ولا مباريات.. والحياة في قمّة التعاسة. كأنّ فيروس كورونا جاء ليصيبني بعدوى الملل قبل أي شيء آخر، أو أنه جاء ليعالجني من هذا الإدمان، أنا لا أدري؟
جاء فعطّل المسابقات والمباريات وكل المتعة الكروية وحماستها ووضع انتماءاتها المجنونة وكل شغفها في ثلاجة، انتشاره سريع وعوارضه مخيفة ويحمل الالغاء والتأجيل أينما حلّ وارتحل... سكان الكوكب أجمعين يلازمون بيوتهم، وكذلك الرياضيين ولاعبو كرة القدم، لم يعودوا هؤلاء أبطالاً خارقين في أعيوني بعد اليوم.
يوم كبرنا، أدركنا أنّ هذه الأيقونات تكبر أيضاً، تعتزل فتفارق مسارح الأحلام وأضواء المستديرة. وهؤلاء الأبطال، لأي فريق انتموا، أحببناهم أو كرهناهم لكره الخصم قبل الشخصية، مجبرون اليوم مثلنا على ملازمة منازلهم. جاء فيروس كورونا ليقول لي إنّ لاعبي كرة القدم من البشر، مثلي مثلهم. يمكن أن يصيبهم ما يصيبني، أن يمرضوا مثلي، وأن يجلسوا مسجونين في منازلهم ولو كانت قصوراً، يصيبهم كورونا كما سائر الناس، فترتفع أرقام إصابات اللاعبين والرياضيين والمدربين ورؤساء الأندية بكورونا.
أظن أن هذه المرة الأولى في تاريخ الكرة، يقوم وباءٌ بإلغاء الرياضة من حياتنا اليومية...أضحت كل المسابقات المحلية والدولية في خطر الإلغاء، أو التأجيل على أفضل تقدير، وهو ما ينذر بملل إضافي، عقاب جماعي مؤجّل من مفاعيل كورونا. بلا كرة قدم، أصبحت كل أيامي متشابهة، كلها آحاد، برتابتها وهدوئها وتعطّل الحياة فيها، ليست راحة أسبوعية ولا إجازة طوعية أو شخصية، إنما أيام مجبولة خوفاً ومللاً، بلا رياضة وبلا كرة القدم بات عالم كورونا أكثر بؤساً.
أتمنى أن أعبر حدود حجري الكروي، أتمنى أن أرى لاعبي مجددا، أتمنى أن أرى أرضية الملعب خضراء كما رأيتها في أحلامي .. أتمنى.