يحكي أنه في العصور القديمة، عاشت امرأة عجوز لوحدها في منزلها الريفي. كانت هذه المرأة العجوز شحيحة وطماعة للغاية، وإذا أتى ضيف إليها، أسرعت لإغلق أبوابها حتى لا تضطر لاستضافته وتكريمه، بما أنعم الله عليها من خيرات.
في أحد الأيام، مر رجل عجوز عابر سبيل من أمام منزلها، وقبل أن تهرع المرأة العجوز بالدخول لتغلق الباب، ألقى الرجل العجوز التحية وقال: "السلام عليكم" ، أجابت المرأة العجوز: وعليكم السلام ، ماذا تفعل هنا وماذا تريد؟ قال الرجل العجوز لنفسه: يبدو لي أن هذه العجوز شحيحة جداً وليست طيبة ولا كريمة. ثم قال لها : سيدتي المحترمة أنا عابر سبيل، ولقد نفدت حقيبتي من الطعام، وأنا الان اتدور جوعاً ألا أجد عندك كسرة خبز أو أي شيء أخر لأكله .. وبعد تأفف شديد جلبت له قطعة خبز قديمة و جافة للغاية وبها نقط سودء وبمجرد لمسها تنكسر.قال الرجل العجوز لنفسه بعد تفكير عميق: لقد صدق حدسي والأن حان وقت لألقنها درساً قاسياً. فقال مسمعا إياها: "حسناً، لا بأس بهذا الخبز فهو جيد وسوف أكله الآن، لكني كنت سأخبر تلك العجوز عن كيفية طهي الحجارة حتى تكون صالحًة للأكل. أسرعة العجوز إلى الرجل: وقالت بتلهف ماذا قلت يا سيدي؟ رد الرجل العجوز : لا لا لا شيء، فقالت بلطف ارجوك يا سيدي أعد ماقلته ؟ قال العجوز: حسناً، إذا أحضرت لي بعض البيض والزبدة والخبز الطازج ومقلاة لتعليمك كيفية طهي الحجارة بالبيض وتصبح صالحة للأكل بسهولة تامة ! هرعت المرأة العجوز بسرعة إلى منزلها وأحضرت كل ما قاله الرجل العجوز ومن ثم أخذ البيض يقلي بالحصى وبعد انتهائه من الطهي بدأ بالأكل وكان وكلما وجد حجرًا أخذها ورماها بعيدا عنه ثم ترك بعض بعض البيض والحجارة في طبقة ، ونظر إلى المرأة العجوز وقال بإحترام : لماذا لا تاكلين هيا حان دورك سيدتي؟
أمسكت العجوز الصحن من يد الرجل وهمت به وانتقت من الطعام حصوة للتأكد أنها تأكل بالفعل وبمجرد أن عضت العجوز الحجارة حتى كسر سنها الوحيد الذي في متوسط فمها.. ندمت العجوز كثيراً على طمعها وجشعها... أما الرجل العجوز فقد إنصرف عن أنضارها بعد أن أعطاها نصيحة بأن الطمع ضر ما نفعه.