الكاتبة الاسدية
رمضان كريم وصيام مقبول وافطار شهي تقبل الله منا ومنكم الطاعات
اشتهر احد الاثرياء في مدينته بالكرم والسخاء الشديد
فكان يساعد كل المساكين والمحتاجين والفقراء ،
وكان لديه خير ومال كثير وثروة طائعة،
ولكن كانت له عادتان سيتان فقد كان يتفاخر علي المساكين والمحتاجين وهو يعطيهم الصدقات
، فإذا جاءه احد الفقراء يطلب منه درهماً كان يقول له بصوت مرتفع امام الناس : هل ترغب في درهم واحد فقط ؟
انا لا اعطي درهماً فقط، خذ هذه الدراهم العشرة ..
وكان ايضاً هذا الثري اذا مر علي قبر محتاج كان قد اعطاه صدقة من قبل يقول له امام الناس بصوت عال :
ماذا فعلت ايها الرجل بالمال الذي اعطيته لك من قبل ؟ هل حللت به مشاكلك ؟
ولذلك نفر منه الفقراء وكانوا لا يحبونه علي الرغم من انه يتصدق عليهم بسخاء وكرم طوال الوقت،
حتي وصلوا أنهم كانوا يتمنون لو يكف عن مساعدتهم حتي لا يتفاخر عليهم بين الناس بهذا الشكل المهين،
ولكن الثري لم يعدل عن هذه العادات السيئة، بل استمر يتباها ويتفاخر امام الناس بما يملك وبما يساعد به الفقراء من اموال وخيرات .
وذات يوم قرر أحد الاشخاص أن يلقن هذا الثري المتفاخر درساً لاينساه ابداً
ويعلمه أن ما يفعله سئ للغاية ويعد خطأ كبيرا يضيع اجره وثوابه عن الله سبحانه وتعالي،
جلس هذا الشخص في يوم من الايام في الطريق الذي يمر به الغني كعادته، وارتدي ملابس بالية قديمة ممزقة
ووضع امامه كوباً صغيراً فارغاً واخفي جزء منه في التراب،
ثم انتظر حتي مر من امامه الغني وقال له : يا اخى العرب هل يمكن ان تضع لي درهماً في هاذا الكوب؟
ففعل الغني مثلما يفعل في كل مرة وضحك بصوت مرتفع قائلاً في تفاخر :
انا سوف ملأ هذا الكوب بالكامل بدراهم ودنانير كثيرة،
و نادا على أحد أتباعه و امره ان يملى هاذا الكوب بدراهم وبالفعل بدأ الرجل يضع درهماً تلو الآخر حتي وضع مئة درهم ولكن الكوب لم يمتلئ !
فأمسك الرجل بكيس الدراهم وافرغه كله في الكوب ولكن دون فائدة ايضاً،
فلم يمتلئ الكوب، فقال له الفقير : إن الكوب لم يمتلئ يا سيدي،
نظر له الغني قائلاً : ولكن انا اموالي نفذت تماماً و اصبح امراً عباً ثقيلا فأجابه الرجل : هل تعلم لماذا ؟
ثم رفع الكوب فوجده مثقوباً من اسفله و قد حفر تحته حفره عميقه .
. ثم قال له الرجل : لقد ابتلعت هذه الحفرة كل اموالك، وكذلك هو التفاخر والتباهي بكرمك وسخاءك وعطائك للفقراء والمحتاجين فإنه يبتلع اجرك وثوابك، ثم رد اليه الرجل امواله وهكذا فهم الغني الدرس .
العبرة من القصة : الكثير من الناس للاسف في هذه الايام اصبحوا يتفاخرون بالاعمال الصالحة مثل الحج ومساعدة الفقراء والكرم والسخاء وغيرها من الصالحات امام الناس،
ويصورون هذه الامور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يعلمون ان هذا يعد فخراً وتباهياً بهذه الاعمال، فهو حفرة يضيع فيها الاجر والثواب .
اتمنى عجبتكم القصة
ولتنسون تصويتاتكم حتى يكون حافز للاستمرار
تحياتي اختكم الاسدية