جاءت إلى تلك الحياة الواسعه وهي منبوذة مكروهة من الجميع فالكل كان ينتظر ولد وليست فتاة رابعة، فمرضت الأم حسرة عن رؤيتها، وذهب الأب عند امرأة أخرى وتزوج بها وتخلى عن زوجته حزينه، كان يريد ولد وليست مصيبة رابعة. كرهتها امها واعتقدت بأنها السبب في زواج زوجها من امرأة أخرى وكانت الأم لا تطعمها حتى كادت الطفلة الصغيرة أن تفارق الحياة بالجوع، فإن كانت ولد لم يكن سيفكر بالزواج من أخرى. لم يحبها أحد أو يهتم لحالها وكأنها هي السبب في تحديد جنسها لتكن أنثى وفتاة رابعة.عاشت طفولتها معذبة مليئة بالقسوة والحرمان مع أم تكرهها وتتمنى موتها واب لا يهتم بأحد أو يتذكر اسمها، بل كان مشغولا بإبنه الصبي الذي انحبته الزوجة الثانية.
كبرت( ليلى ) وأصبحت شابة انيقة وزوجوها من شخص لا تعرفه ولكنها أرادت الفرار من جحيم تلك العائلة معتقدة بإنها ستذهب إلى نعيم الجنة، فأرادت الهروب والرحيل من أسرتها القاسية. بعد تسعة أشهر أنجبت طفلة جميلة، وهنا ثار زوجها غاضبا وكأنها هي السبب ومن أحضرت الفتاة إلى هذا العالم وحددت نوعها وجنسها لتكن أنثى....
وفي تلك اللحضه نظرت إليه نظرة الحزن والأسى ولم تتكلم بل ابتسمت في صمت وقالت له: شكرا،
فلقد عرفت ما يجب عليها فعله جيدا، فلن تجعل ابنتها تتعذب وتعاني كما عانت هي وتعذبت طوال حياتها. استترت بظلام الليل وأخذت طفلتها الصغيرة وفرت هاربة إلى مكان بعيدا عن بلدتها
سأرحل بعيدا فلن تمنعوني.....
سأحيى وحيدة فلن تعرفوني.....
سأعبر حدودي..سأقتل الآمي.....
سأهرب بعيدة..فلن تبعدوني.....
انا الهاربة فلا تسألوني.....
سأسأل انا.. لما حاربتموني على جنسي ونوعي.....
لما لم ترحموا ضعفي وتتركوني.....
انا الهاربة فلا تسألوني.....
سأرسم طريقي سأنسى جراحي سأعبر حدودي سأقتل الآمي...!
أنت تقرأ
لا يأس مع الحياة
Short Storyسلسلة قصص متنوعة فيها الحزين وفيها المضحك. للحقيقة نرد من مجاز نصف به أحداث إقتاتت عليها ذاكرتي أرويها لكم نيابة عن المنفيين التي لم يبقى لهم سوى هذه الحكايات على قارعة الرصيف.