اَلْفَصْلُ اَلْثَّانِي

162 15 34
                                    

تطلب الأمر من هيستوريا بضعة ثوان حتى تستوعب ما حدث، لكن فور أن زالت دهشتها، ابتسمت بخبث وهي تمرر يديها فوق صدره وتلفهما حول رقبته. اقتربت منه هيستوريا أكبر قدر ممكن حتى أصبح يشعر بأنفاسها على وجهه وقالت، "أكثر من شهرين كي تعثر علي؟ ظننتُك ستكون أسرع من هذا بكثير."

أبعد زين وجهه عنها لأنه كان يشعر وكأن النظر إلى عيونها الرمادية من هذه المسافة القريبة يشتت انتباهه. قال، "كفاكِ مماطلة. أين اليخت؟"

ضحكت هيستوريا وهي تبدو مستمتعة بما يحدث ثم قالت، "أي يخت؟"

بغض النظر عن جمالها الذي كان يفقد زين تركيزه، فإن هدوئها كان يستفزه ويغضبه أكثر. "أنتِ تعلمين عن أي يخت أتحدث. اليخت الذي سرقته مني ليلة رأس السنة."

"آه، تقصد اليخت الذي كتبته باسمي وأنتَ ثمل." قالت هيستوريا ثم فرقعت أصابه يديها وهي تقول، "بووم! لقد اختفى!"

غضب زين فأمسك مرفقها بقوة وقال، "أتعلمين كم يساوي ذلك اليخت؟! ثلاثة ملايين دولار. إذا كنتِ ستعتقدين أنني يمكنني أن أتجاهل الأمر بسهولة فأنتِ مخطئة. أنا محامي ووظيفتي هي أن أرمي الأشخاص مثلك خلف القضبان."

مررت هيستوريا يدها عبر لحية زين فنفضها بعيدا. قالت، "وماذا ستفعل إذن؟"

"سأجعلكِ تتعفنين خلف جدران السجن!" زين كان يتضايق من محاولاتها لمسه. في موقف آخر كان سيستمتع بالأمر، لكن الآن، كان يشعر أنها تتعمد ذلك حتى تشتت انتباهه عن هدفه. "إما أن تعيدي لي اليخت وأنسى ما حدث من الأساس أو سأجعلكِ تدفعين ثمنه عشرة أضعاف."

تنهدت هيستوريا متظاهرة بالقلق وقالت، "ماذا لو قلتُ لك أنني بعت اليخت بالفعل؟!"

"أنتِ تتعمدين إغضابي، أليس كذلك؟!"

أومأت هيستوريا برأسها. "تعجبني رؤية الشرايين على رقبتك وهي بارزة عند تغضب."

للحظات، تردد زين بعد سماع كلامها لكنه استعاد سيطرته على أعصابه وقال، "ما رأيك أنني سأخبر ذلك المسكين أنكِ سرقت مفاتيح منزله؟"

نظرت هيستوريا بطرف عينها للرجل الذي كانت ترقص معه للتو. كان منشغلا بالحديث إلى شخص ما ولا ينتبه لم يحدث بينها وبين زين. قالت مخاطبة زين، "لا أنصحك أن تفعل."

"لماذا؟ أنتِ خائفة مما سيفعله بكِ؟" قال زين، "ماذا كنتِ تنوين أن تفعلي بالمفاتيح اساساً؟ هل كنتِ ستسرقين منزله لاحقا، أم كنتِ ستستدرجين شخصا غبيا مثلي إلى هناك وتقنعيه أنه منزلكِ؟!"

تنهدت هيستوريا. "لا هاته ولا تلك."

زين كان يشعر بالفضول. "وماذا كنتِ ستفعلين إذن؟"

"ستعلم بعد قليل." ردت هيستوريا وهي تنحني ناحيته لتهمس في أذنه، "هل تعتقد أنني لم ألاحظ وجودك وأنت تلاحقني منذ غادرت المطعم؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Historia - هِيسْتُورْيَا | Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن