"وإني يا حبيبة القلب لأعجز عن وصف ملكة الجمال..بشريٌّ ضعيف مثلي ليس سوى بعاجزٍ أمام جمالك اليوسفي. اسمحي لي بمحاولة رسم صورة ولو بسيطة في ذهنك عما سحرني وهز كيان جبلٍ مثلي بكل مرةٍ يراكِ فيها أو يتذكرك بها..
أتعرفين نعومة وطراوة القُطن التي تستشعرينها وتحبينها؟ وإنني لأقسم أنك أشد طراوة منها...حاجباك الحادان يبدآن من منبتَيهِما بزاوية مُستطيلية ثم يمتد بخطٍ عريض مستقيم وينحني للجانب بشكلٍ مقوس منتهٍ بزاوية مُثلثة. كما الأشكال التي تتحسسينها تخيليها كما وصفت تباعًا وستتخيلين الشكل بمثالية.
وأما عيناك...أسمعتِ قبلًا بالبُندق؟ إن عينيك بلون البُندق الساحر...وما هو هذا اللون؟ إنه لون عميق كعُمق مشاعري السحيقة. لونٌ غامض ومُبهم وبنفس الوقت يبعث على الأمان...عيناك تحملان هكذا لونًا بديع. هما واسعتان من الجهة الداخلية حتى إذا ما انزاحت للخارج أصبحت مُنسحبة قليلًا.
لون رموشك وحاجبيك هما ذات اللون الحالك المنطفئ خالِ الحياة. لكنهما يختلفان عن لون شعرك الذي هو النقيض تمامًا، هو لوحده أسطورة رومانية مُخلدة.
وأما أنفك؟ حادٌ بشكل قاتلٍ لقلبي وخطيرٍ ومهلك لي. كمثلثك المُفضَّل حاد الزاوية وله ساقٌ طويل وزاوية مرتفعة وقائمة. وأما شفتاكِ تُشبهان حلوى القطن التي لا تحبذينها غير أنها أشد لذة وحلاوة. زاويتا ارتفاع شفتيك من المنتصف العلوي غير عاليتين وشفاهك مكتنزة للداخل كشفاه قطتك المحببة التي تداعبينها دومًا. ماذا عن لونهما؟ إنه لونٌ حالم وسعيد...لون الربيع والأحلام الجميلة. بلون زهور الساكورا التي تسمعين عنها كثيرًا. ذاك اللون السعيد الحالِم...ذاك اللون هو لون شفاهك محبوبتي.
وأما فكك؟ كما تتحسسينه هو حادٌّ كذلك كحاجبيك وأنفك مجتمعين مع ملامحك وبشرتك القطنية مشكلين جمالًا إلاهيًّا يعجزني ويُضعفني أمام فتنته. جمالًا يجعل آلهة الجمال أفروديت بذات نفسها تغار منك.
تذكرين لون رموشك وحاجبيك المُنطفئين الحالكين؟ كما قلت قبلًا شعرك هو النقيض تمامًا...هو لونٌ دافئ مليءٌ بالأمل والحياة. لون حنون يجبر الكسور والجراح ويدفئها وينير العتمة كما دفء أشعة الشمس. هذا هو لون شعرك الناعم محبوبتي."
قهقهت بخجل مادة يديها بالهواء أمامها ليسارع منتشلًا إياها بأحضانه.