P1

80 2 0
                                    




مبعثر مبعثر كل شيء حولي مبعثر

شعري ، ردائي ، اوراقي جميعها مبعثره

اغوص في مكتبي المتواضع ارتدي نظارات دائرية الشكل ذهبية اللون كلاسيكية الطراز احتوت اناملي قلم رفيع اسود عريض يسيل حبره على الاوراق بجانبي الايسر

ادلك جبهتي المتعرقه بيدي اليمنى المتكئه على رأس المكتب اجمع افكاري احاول جاهدًا الا اتشتت لكنه صعب صعب جدا ان اوقف ذاتي عن الهذيان المطلق

اقلب الصفحات امامي بعشوائية اتأكد من انني مررت بهذا جميعه اعود للاخيره لاكمشها وارميها مع اخرياتها بجانب سلة المهملات فلم تنال اعجابي وخط يدي المبعثر دليل ضبابية ذهني

بحق ما اسوء ان يولد المرء شغوفا بالكتابة هذا ادماني الازلي اكرس اوقات الفراغ مابعد العمل بتحريك يدي فوق الاوراق البيضاء لاشكل كتابات مبهمه

يقال ان الاشخاص يخرجون بعثرة شعورهم بانصاف الاوراق لتعاود ترتيب نفسها بذات الغموض لكن شعوري يأبى الخروج بطريقة صحيحه لا اعلم هل المشكله باناملي ؟ اهي تسدل خيوط الحروف بطريقة خاطئة ؟ ام انني جاهل لم اعتد بعد على ان اسدل الستار عن مشاعري

كل ما يكتب بتلك الاوراق يعود لاعوام ماضيه اعوام قد عشت فيها الالم والحب والكثير من المشاعر المبعثره كما حالي الان ، مرهف تكتسحني الحمره اثناء الكتابه وتذكر تلك الاحداث الراسخه بذاكرتي

اه ! لو ان لي مطلب محقق وامنيه مرغوبه لامرت باعادة الزمن للوراء للرجوع لتلك النقطة نقطة انفجار مضخات قلبي الهزيل

اكملت اليوم عامي الخامس والثلاثون لتكمل تلك الذكرى معي عامها الخامس عشر واضحه كوضوح الشمس في كبد السماء وكأنني عشت تلك الاحداث بالامس لم يمر عليها الدهر او يمسسها هجران الاشخاص لذوات الاماكن

قد طالبت الاله مرارا وتكرارا ان ينجيني من الغوص في الماضي وفتح تلك الابواب الموصدة واغلاق قلبي المهترئ لاعود للنظر لذات الشروق بنظرة مختلفه! بنظرة اكثر اشراقا

لكنني ويا للاسف اعود لنقطة البداية لتلك النقطة الممزوجة بالخبث والكراهيه حينها ذاتي لم تكن كما الان فقد كانت اكثر جبروتا وعظمه هالة طاغية خبيثة ترسل اشارات لكل الذين على مقربه بأنني افعى تجول باحثه عن فأرها المختبئ

نظرات حادة ابتسامة مكتظه بالكيد العريق وشخصية مبطنه بالغموض اللاذع

"أماه هل للشياطين نسل يجول الارض مع بني أدم !"
سؤال قد اعتدت طرحه على أمي كل ليلة وانا على فراش النوم فلا أكل ولا أمل من طرحه وقد بان سئم أمي على ملامحها يرتسم تعيد نفس الاجابة ككل ليلة

" بني ان للنفوس الوان فمنهم من تلون بلون الملائكة اشخاص طيبون خيرون صحت معاشرتهم ومنهم من صبغ بلون الشياطين فـ سار في الارض فسادًا وخبثًا هؤلاء هم نسل الشياطين تفاداهم يابني وان مروا يوما بطريقك ارتجل طريقا اخر لا تتقاطع معهم"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُذكرات إيروس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن