الفصل الاول : وصية

246 13 71
                                    


**✿❀ ❀✿**

( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )  سورة غافر

**✿❀ ❀✿**

عندما دخلت الى المنزل ووجدت امي تحضر الطعام كعادتها ... سألتها بفضول : امي ما الذي تحضرينه ؟  ...

الا ترى انه طعام ...

شكرا لك يا امي كنت اعتقد انك تحضرين الملابس  ...

قهقهت امي بخفوت ثم قالت لي : هيا بدل ملابسك لكي نتناول الطعام سويا   ... اعلم انك جائع ولم تتناول شيئا منذ الصباح  .

ذهبت وبدلت ملابسي بينما جاءتي رسالة من ذلك الوغد ادوارد ... كان يسألني ما ان كنت قد تركت تلك المحاضرات السخيفة ام لا فأجبته ببساطة : لم ولن اتركها ... انا احاول على الاقل ان اصبح شخص صالحا قليلا ... ان كنت انت لا تريد فأتركني وشأني ...

وبالفعل لم نعد نتحدث ... انا حقا لم اعد اطيق هذه الحياة كلما اردت التغير للافضل اجد المعاصي تسحبني كما لو كانت تحبني ... حتى انني صادقت جميع من في نفس عمري... لم اجد عاقلا واحدا يريد ان يعود الى طريق الله او طرق الهداية  ....

كنت ابكي كل يوم على سريري وابلل وسادتي بدموعي التي لا تتوقف عن الانهمار ... ادعو الله ان يجعل لي صديقا واحدا جيد  ....  لكني بقيت على هذه الحال حتى مرت سنتي الاولى في الثانوية .

كان امرا حزينا ان ارى الجميع يحتفلون مع اصدقائهم وانا اقف في منتصف قاعة الاحتفالات امسك بشهادتي وحيدا ..... عدت الى منزلي وفتحت الايات التي  كلما حزنت كنت اسمعها واردد وراءها  :

( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ( ٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ( ٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)  سورة الحجر  )

كنت دائما عندما استمع لتلك الايات فقط تجعل صدري ينشرح ... وتخفف همومي واحزاني حتى انني كنت اتعجب من الاشخاص الذي يستمعون .. لاغاني عندما يحزنون ... ويتركون القران وهو افضل دواء لتخفيف الاحزان .

رسمت ابتسامتي مجددا على  وجهي وعدت ادعو
( يا منان يا كريم ارزقني بالصحبة الصالحة )

كنت دائما خائفا من شئ واحد فقط انني اقع في معصية ما.. تجعل الدعاء لا يجاب لانه من موانع الاجابة .. المعاصي ... 

لا انكر انني افوت بعض الصلوات احيانا ..... حقا ربما يكون هذا هو السبب ولكني حاولت الالتزام بها كثيرا لكنني لم استطع ابدا .....

سمعت اكثر من ثلاثين محاضرة و قرأت ما يزيد عن مئة مقال ولكن لا فائدة ترجى من كل هذا .....

في اليوم التالي .. ذهبت الى المدرسة ..كالعادة وكان هناك طالب منتقل .. كان قد جاء من البلدة المقابلة ... عرف بنفسه قائلا : انا اسمي ... جوشوا ...

|| نُور طَريقِي || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن