الفصل الخامس : غيبة وبهتان

52 6 24
                                    

**✿❀ ❀✿**

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ( ١٢) سورة الحجرات

**✿❀ ❀✿**


عم صوت امي المكان وهي تتحدث في الهاتف مع السيدة كلارا ... جارتنا ... كانا يتحدثان عن .. جميع اهل البلدة ... السيد جورج .. العم مايكل ... وحتى ازواجهم .. هما لا يرتحان حتى يأتيا في سيرة كل من في البلدة ... ولااظن ان كلامهما يكاد يخلو من بعض التفاخر مثل ... ابني دخل جامعه مرموقه .. وانا ابنتي كانت الاولى في دفعتها .. .

همف اتساءل متى سوف يتوقفان عن هذه الافعال ...

عندما انتهت امي من الكلام ... ووجدتها تغلق المكالمه
قلت بنبرة قد علت قليلا  : امي ...

همهمت قائلة : ماذا ؟

_ الا يجدر بكِ ان تتوقف عن الحديث مع السيدة كلارا فأنت تعلمين انها تجرك للحديث  عن اهل البلدة كلهم .. وانت التي قلت بنفسك انك ستتوقفين عن الكلام

_ آه ... لقد نسيت تماما ... امر اننا تعهدت على ان لا اجلب سيرة احد بسوء على لساني ...

_  ....  دائما ما تتخذين النسيان عذرا ...

**************

ث

م خطرت ببالي فكرة .. انني سأضع على شاشة اتصال السيدة كلارا كلمة ( لا تغتابي احدا ) ... اظن ان الامر قد يجدي فكلما اتصلت السيدة كلارا  تتذكر ان عليها ان لا تغتاب احدا ...

وبعدها كدت اترك الهاتف لولا تنبيه ارسال رساله من السيدة كلارا تقول  فيها ( لقد قلت ان ابنتك اشلي مستواها الدراسي ضعيف )

حدقت الى شاشة الهاتف جيدا ثم .. ذهبت ركضا الى امي وانا اقول : هل قلت للسيدة كلارا ان مستواي الدراسي ضعيف ؟؟

_ من سمح لك بالتفتيش في هاتفي؟؟

لما يا امي  الم تكونا تتفاخرا بأبناكما .. ام ماذا  ؟؟

_ لقد خفت ان يحسدكما احد ... انت واخاك ..

_ حقا ؟؟ .. بأن تبهتيني ...؟؟

دخلت الى غرفتي وبدأت ابكي .. لانني اعلم ان الحي كله قد علم ان مستواي منخفض ... رغم انني الاولى ... لكن ....

حينها سمعت صوت الباب يفتح وامي تقول : انا اسفة يا اشلي لم اقصد ان اجرحك ...

_ انا اسامحك يا امي لكن اريد ان تنفذي وعد صغير من اجلي  ...

_ لن احضر نقود لتذهب للتنزه مع صديقاتك انسي الامر لا اريد مسامحه منك

_ لم يكن هذا ما كنت  سأقول-

قاطعتني قائلة : ولن اشتري ذلك الهاتف الذي لا طالما حلمت به .... وايضا لن اعطيك التلفاز فأنا اريد مشاهده مسلسلي المفضل ...

_  صمت ثم قلت :  امسحِ السيدة كلارا من هاتفك ولا تحادثيها مجددا   ...

_ فقط هذا ما كنت تريدينه ؟؟ . ... هل انت ابنتي ام  ... هل اصبت في رأسك وانا لا اعلم ...

ضحكت ثم قلت ... : انه تمهيد لبقيه طلباتي ... حينها خرجت امي من الغرفه وهي تقول : وانا لن استطيع سماع بقية طلباتك تلك .....

كنت سعيدة اولا  لانني جعلت امي تبتعد عن تلك السيدة ... ثانيا .... ان امي بادرت لتتكلم معي  ... لانها دائما ما كانت منشغله بتلك المدعوة كلارا  ....

( انتهى )

سؤال اليوم 💛

يا ترى  ما هو الفرق بين الغيبة والبهتان  ؟ 🤔

|| نُور طَريقِي || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن