النهاية ام مجرد بداية؟

1K 39 18
                                    

ضحكت بصوت عالٍ على صوته الغاضب، كانت تجلس بين قدميه في الحديقة ظهرها على صدره:
- يا اللهي كان علي تسجيل تلك اللقطة، لا استطيع تصديقك هل تغار حقاً! انت؟ تغار؟
وعادت لتضحك بهستيرية لتوقفها يده التي وضعها على خصرها وفمه الذي اقترب من اذنها:
- هل ستتوقفين عن الضحك ام علي ان اثبت لكل اصدقائنا هنا من نكون؟
رفعت يدها لتضعها على ووجهه واغمضت عينيها مقتربة منه اكثر وحركت وجهها لتدفنه برقبته:
- لا داعي لنثبت لأي حد من نكون؟ فالجميع يعرف من يكونا ألي ومات
امسك بذقنها ليرفع رأسها إليه واقترب من شفتيها هامساً:
- أليسيا
وقبلها، لم تكن تعلم لمَ يقول اسمها الكامل دائماً ولا يختصره كما يختصره الجميع، ولا تعلم لمَ بتلك اللحظة بالذات قال اسمها كما وانه يتعبد، كانت ملامحه تدرس كل شيء فيها وهو يقول أليسيا، كانت يديه تلمسها بحنان بالغ، كل شيء كان جيد، كل شيء...

استيقظت أليسيا على شعورها بدمعتها التي سقطت على وجهها وعلى صوت والدتها تصرخ:
- ألي ستتأخرين هيا!
- قادمة قادمة
يا اللهي لقد أخذها النوم، لم تشعر بعدد الدقائق التي أغلقت فيها عينيها، امسكت بحقيبتها وتوقفت متذكرة حلمها مات لقد زارها بالحلم اليوم رفعت يدها لتتلمس شفتيها كم اشتاقت له.. تنحنحت وهي تركض مقبلة والدتها بطريقة لتخرج إلى الباص..
كان يجلس امامها ثنائي جميل جداً كانا يضحكان يتلمسان بعضهما البعض، يا اللهي لمَ عليها الشعور بذلك في كل مرة، وضعت يدها على العقد الذي يزين رقبتها، لقد مضت ٥ أعوام، ٥ أعوام كاملة ولم تنسه ماذا كان عليها ان تفعل؟

كان مات عائداً من الجامعة عندما كانت توضب أغراضها في حقيبة سفر كبيرة، دخل ضاحكاً:
- اوه اليسيا حبيبتي هل سنذهب إلى مكان ما؟
مسحت دمعة بسرعة قبل أن يراها:
- انا سأذهب ام انت فستبقى هنا
- ستذهبين؟ الى اين؟ اااه ستزورين عائلتك
ضمها من الخلف دافناً وجهه بشعرها مستنشقاً عطرها، كان تحتاج قوة العالم بأكملها لتبعده عنها، يا اللهي ساعدني:
- مات علينا أن نتحدث
ضحك لافاً اياها بين يديه:
- هذه لا تكون جيدة ابداً، هيا حبي اخبريني ماذا فعلت؟
- ابتعد عني
رفع حاجبيه مستغرباً بينما تفلت هي من بين يديه لتذهب وتغلق حقيبتها وتجرها على الارض:
- أليسيا؟ بدأت تصرفاتك تزعجني هل هذا مقلب سخيف من نوع ما؟؟
- انتهينا مات، لم اعد أريدك
وضع يده على وجهه ماسحاً اياه بغضب:
- هل نحن بلعبة ما؟ اه هل تقومين بعمل مفاجأة ما لي كون اليوم عيد ميلادي هيا تمثلين انك قد نسيتي هذا
قالها وملامح الضحك تعود لوجهه، لكنها رفعت رأسها ونظرت بعينيه وعندها فقط علم انها لم تكن تمازحه، عينيها كانتا محمرتين كالجمر
- أليسيا؟ حبي؟
رفع يده ليضعها على وجهها ولكنها ابعدت يده وملامح القرف تزين وجهها كان يشعر وكأنه محبوس في لعبة غبية ولا يستطيع الخروج
- لا تقل حبي، لم يعد هنالك حب بيننا
وهذه كانت القشة التي كسرت ظهر البعير امسك بها ليضعها على الحائط حابساً اياها بين جسده والحائط:
- ماذا تقولين انتِ؟ ماتيو انتهينا؟؟ ما الذي انتهى؟؟ كنت تموتين عشقاً بين يدي ليلة البارحة! ما الذي حصل اخبريني اللعنة ماذا حصل!!!
- كنت أمثل
- تمثلين ماذا اللعنة!!! تمثلين ماذا!!!!
كانت تراه هكذا للمرة الأولى، هدوء أعصابه كان يُحسد عليه لم يكن يغضب ابداً كان دائماً الذي يسيطر على عصبيتها، كانا مثل الثلج والنار، جمعت قواها وقالت:
- أمثل أنني لا زلت أحبك
شعرت بألمه الواضح في عينيه يخترق قلبها، كان قلبه يتقطع، وكان قلبها ينزف!
- دعيني أضمك
-ماذا؟
اقترب منها هامساً:
اريد ان اضمك .. اريد أن أضمك لتشعري بحاجتي لكِ!
امسكت بيده التي اقتربت من وجهها وأنزلتها قائلة:
- لم أعد أشعر أن هنالك أي شيء بيننا .. انا لا أشعر بوجودك كما قبل .. لم تعد ابتسامتك تسعدني .. لم يعد حديثك يضحكني .. لم يعد هنالك أي شيء بيننا .. انتهينا.
استطاعت ان تهرب من بين يديه وكأن قواته كلها سقطت أمامها، كل دفعاته سقطت واحدة تلو الأخرى، كان يسمع صوت جرها لحقيبتها وكأنه في عالم اخر في بُعد أخر، هذا لا يمكن أن يكون حقيقي، كان العالم كله يدور حوله، وكانت هي قد غادرت.

مسحت تلك الدمعة التي سقطت على وجهها، اللعنة أليسيا هذا كان من الماضي مات له حياة أخرى الآن، وانتِ لكِ حياة اخرى، أبسط و.. صمتت أفكارها والباص يتوقف بطريقة مفاجأة:
- ماذا هنالك؟؟
قال أحدهم والجميع في حالة ذعر يتسائلون ولكن انتهى تسألهم ما ان دخل مجموعة رجال ملثمين، ماذا يحدث اللعنة؟؟
تبعهم شخص أخر لا يظهر منه شيء سوا يديه المليئة بالوشوم وعينيه الخضراوتان:
- أتمنى أنني لم اثير الذعر انا هنا من أجل شخص ما
تلك العيون كانت مرعبة، مخيفة، وذلك الصوت اللعنة ذلك الصوت شعرت أليسيا بقلبها يخفق بشدة اللعنة ما الذي يحدث؟؟ هل ستموت هكذا؟؟ رفعت يدها ووضعتها على قلادتها
- هيا يا رجال خذوه
- لا اللعنة ابتعدوا عني
وقف أحدهم صارخاً وهو يرفع بمسدساً ووسط صراخ الجميع قال الرجل ذو العيون الخضراء:
- هل تريد أن يصعب الموضوع أكثر؟ كما وجدتك مرة سأجدك ألف مرة ولا تظن أن تهديدك لهذه الأرواح البريئة يخيفني
فنظر للجميع ثم قال:
- أمرهم لا يهمني هيا أطلق النار عليهم
عاد الرجل عدة خطوات للخلف حتى أصبح يقف بجانب أليسيا التي نظرت إليه برعب ثم عادت نظراتها للرجل ذاته وعندها رأت شيئاً مختلفاً، هنالك شيء تغير بنظراته المثبتة عليها الآن، شدت على قلادتها أكثر وأشاحت بنظرها عنه وقلبها يرتعد، عاد الرجل للكلام:
- سأعطيك فرصة أخرى قبل أن أفقد أعصابي، سأعد للثلاثة إن لم تضع هذا المسدس جانباً وتأتي معنا سأقطع أصابعك وأطعمهم للكلاب أمامك
رفعت رأسها لتنظر بعينيه مجدداّ، هنالك شيئاً ما بصوته هذا، يا اللهي لا لن تستطيع تذكر شيئاً الان سيقتلها ذلك الذي يقف بجانبها إن فعلت أي شيء، وشدت على قلادتها أكثر بينما يقول الرجل:
- اللعنة لقد أخبرتك كل شيء ماذا تريد مني؟ لمَ تلاحقني!!
تقدم إحدى الرجال هامساً بشيء باذن رئيسهم ربما فأومأ برأسه ثم قال:
- حسناً أظن أن ابنك أليكس لديه الكثير من الأشياء ليـ..
قاطعه صارخاً:
- لا لا اتركه أرجوك اترك ابني .. سـ..
وبنبرة يائسة وهو ينزل بيده الحاملة للمسدس:
- سأتي معك ولكن اتركه ارجوك
هجموا الرجال عليه وأخذوه معهم فقال الرجل صاحب العيون الخضراء عندما كادوا أن ينزلوا:
- أرجو أن يكون يومكم جميلاً حسناً عودوا لإكمال حياتكم الآن
وقبل أن ينتهي نظر إليها مرة أخرى ثم قال لرجله:
- أحضرها.
____________________

مرحبا ❤️❤️ اتوقع هي اول مرة بنشر اشي عالواتباد تزامناً مع كتابتي اله..
ما بعرف اذا في ناس رح تتابع بس بتمنى اللي بقرأ اي اشي منها يكتبلي رأيه وبصراحة تامة 🙈
طبعاً بعد انقطاع سنين هاد اول اشي بكتبه احكولي رأيكم:
بالأحداث؟
ماتيو؟
أليسيا؟
وطبعاً مين بتتوقعوا صاحب العيون الخضراء؟
وشو بتتوقعوا صار او رح يصير؟🤔

هل هو القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن