لا أؤمن بالنهايات السعيدة

527 40 18
                                    

كانت أليسيا تصفف شعرها وتعتني ببشرتها بينما تستمع لصراخ مات وهو يلعب لعبته المفضلة على (البلايتسيشن):
- هيا يا رجل لنهجم عليهم هيا هيا هيا
كانت تبتسم بينما تسترق النظرات من حين لاخر يا اللهي لا تصدق كيف أصبحا هنا يمكثان في منزل واحد يعيشون حياة واحدة، وقفت واقتربت منه ضمته من الخلف وقامت بتقبيل وجنته، وشعرت بعضلات صدره تتصلب تحت يديها وصوته يخرج بصعوبة منه بينما يقول:
- هيا لنذهب
ضحكت بصوت خافت بينما تنتقل بقبلاتها لرقبته، تقبلها ببطء، كانت تشعر به يحاول التركيز وكان ذلك يضحكها،تعشق عندما تسلب عقله ويفقد تركيزه بسببها، لم تشعر سوى بيديه تدور حولها ليسحبها من خلفه ويضعها بحضنه:
- ماذا تفعلين أليسيا؟
نظرت له ببراءة مزيفة هامسة:
- أقبلك قبلة النوم .. لأنني ذاهبة للنوم .. بمفردي
حاولت الوقوف ولكن يديه كانت تثبتها بشدة مكانها:
- بمفردك ها؟ ماذا يقولون عن الذين يلعبون في النار؟
رفعت يدها لتحرك أصابعها على رقبته ببطء:
- أذكياء
رفع حاجباً بينما تزين الضحكة شفتيه:
- تعرفين ماذا سأفعل بكِ الآن؟
فتحت كلتا يديها هامسة:
- أنا جاهزة لأي شيء

فتحت أليسيا عينيها وصمتت بينما تحاول تذكر أخر ما حصل معها، حسناً كانت في باص ما وكان هنالك أسلحة ورجال ملثمين و... تذكرت عندما اقترب منها ذلك الرجل كادت ان تفقد وعيها وربما فعلت حقاً!
اللعنة ماذا حدث لها؟ لقد كانت في مكان مظلم جداً همست وهي تحاول تعديل جلستها بحذر:
- هل هنالك أحد هنا؟
لا تستطيع حتى الوقوف هي لا ترى شيء فالمكان مظلم جداً، كل ما تعرفه أن هنالك رائحة سجائر قوية جداً، قالت مرة أخرى:
-أرجوكم أنا..
سمعت صوت الباب وهو يفتح وصوت رجل غريب:
- هيا لنذهب
- إلى اين سنذهب؟ من انت؟ أين انا؟
- لا تسألي كثيراً هيا
امسك بمرفقها بقوة وسحبها خلفه، اللعنة حقاً لا تعلم أي شيء أين هي؟ ما الذي يحدث؟؟
بدأت ترى الممرات والاضاءة تزداد شيئاً فشيئاً، ان المكان يشبه السجن، لمَ هي في السجن؟؟
دخلت لمكتب ضخم كان باللون الأسود كل شيء فيه باللون الأسود وبعض الأشياء بلون أحمر كالدماء، كان هنالك علبة مشروب شبه فارغة ومنفضة مليئة بالسجائر، شعرت بجسدها يرتجف بينما يتركها الرجل ويتركها بمفردها بتلك الغرفة او هكذا ظنت أنها لوحدها حتى سمعت صوته مرة أخرى:
- مرحبا بكِ مجدداً أليسيا
صعقت .. توقفت عن التنفس للحظات .. خمس سنوات لقد مرت خمس سنوات منذ أخر مرة سمعت أحدهم يناديها بتلك الطريقة، لقد كان هو الرجل صاحب العيون الخضراء اللعنة كيف لم تعرفه؟! انه في جميع أحلامها الشيء الوحيد الذي لا يغادر مخيلتها هو هذا الرجل ولحظاتهم معاً، ولكن بأحلامها صوته كان مختلفاً، لم يكن مرعباً! كان مليئاً بالحب والحنان، ولكن اسمها لم يكن أحد يلفظ اسمها هكذا، أدار الكرسي متوقفاً واجهتها تلك العيون الخضراء مجدداً لم يكن ملثماً أو متخفياً كما كان في الباص بل كان الآن ظاهراً يلبس قميصاً أسود وأولى أزراره محلولة رافعاً كما قميصه كل تلك الوشوم التي تزين صدره وذراعيه ظاهرة، ندبة كبيرة على وجهه لقد كان مرعباً، وسيماً بطريقته الخاصة بعينيه الخضراوتين ولكن تلك الوشوم والندوب كانت مخيفة، اقترب منها ببطء شديد كانت تشعر كما لو انها فريسة ضعيفة ولكنها كذلك فعلاً بشرتها البيضاء الباهتة بالنسبة له وحجمها الصغير كانت تبدو مثيرة للشفقة:
- ماذا أليسيا ألن ترحبي بي؟ مضت خمس سنوات ألم تشتاقي لي؟
كانت نظراته مليئة بالكراهية يا اللهي ماذا حصل لهذا الرجل؟
- أخبريني أليسيا ماذا فعلتي بالفترة الماضية؟
همست بتردد:
- هل يهمك حقاً؟
كشر عن أنيابه بابتسامة مخيفة:
- بالطبع يهمني لقد أحضرتك إلى هنا لنتحدث قليلاً
أمسك بمعصمها ببطء وسحبها خلفه حتى جلست على كنبة جلدية، أدار وجهه وصب لنفسه كأس من ذلك المشروب الذي كان يشربه، همست بتردد:
- لمَ قمت باختطافي؟
سمعت صوت ضحكة خافتة صدرت منه:
- لم أقم بإختطافك .. حسناً نعم أخذتك دون موافقتك ولكن لم أختطفك سأعيدك إلى عائلتك دون فدية لا تقلقي ولكن لنتحدث
يريد أن يتحدث؟ اللعنة يريد أن يتحدث وهي تشعر أنها ستبكي في أي لحظة ستنفجر باكية، لقد حلمت بلقائهم مجدداً كثيراً، لقد حلمت به يأخذها بين أحضانه يقبلها ولكن أبداً لم تتخيل تلك الهيئة التي ظهر لها بها، لا تشعر أنه هو ابداً..
- ماذا حصل لك؟
جلس على كرسي أمامها رافعاً كلتا قدميه على طاولة صغيرة بينهما، وضع إحدى سجائرة في فمه أشعلها ونفث دخانها بهدوء ثم قال:
- لا شيء استلمت إرثي فقط .. لمَ تبدين متفاجأة؟ تعلمين أن هذا كان سيحدث في النهاية .. فتاة ذكية هربتي في الوقت المناسب
- لم تكن هذه نهايتنا .. اتفقنا أن..
قام بمقاطعتها بصوت مليء بالضجر:
- أليسيا أليسيا .. لا يوجد شيء يسمى بنهايتنا .. لو أننا انتهينا معاً كانت ستسمى نهاية سعيدة ولكن أنا لا أومن بالنهاية السعادة
- هل ستتركني أذهب؟
- ألم تشتاقي لي؟
ضحك ضحكة بشعة وقام بإطفاء سجارته ليقف قائلاً:
- ظننتك سترحبين بي بيد مفتوحة .. تصرخين فرحاً أنني عدت
- لم تعد
رفع حاجبه مستغرباً فرفعت عينيها لتنظر لوجهه وهمست:
- أنا لا أعرف من أنت .. انفصلنا عنـ..
قاطعها:
- بل تركتني .. نحن لم ننفصل أليسيا .. أتعلمين ماذا يحدث للذين لا ينفذوا ما أريد؟
اقترب منها وأمسك بيدها رافعاً أصابعها أصبعاً أصبع:
- أعذبهم .. ابدأ بأصابعهم اكسرهم واحداً تلو الآخر .. أسلخ جلدهم ثم عندما يرجون أن اقتلهم لا أفعل .. اتركهم يموتون ببطء .. بألم .. يتعذبون يذكرونني جيداً ماتيو سلفاتوري .. أزور أحلامهم وكوابيسهم أكون في كل مكان وعندما يظنون أنهم سيهربون من هنا أقتلهم ..
كانت تنظر إليه برعب، لقد كان فارسها على الحصان الأبيض، لقد كانت تخاف أن تخسره في يوم من الأيام، حتى عندما تركته في ذلك اليوم كانت تتمنى لو تعود أدراجها وتأخذه بين يديها
- هل تعلمين من هو أخطر رجل في العالم؟
هزت رأسها بينما تشعر بنفسها يتوقف:
- من لا يوجد لديه شيء ليخسره أليسيا .. أنا اذهب للموت في كل يوم وأنا مستعد .. لا يوجد نقاط ضعف لدي حتى أنني لم أعد أسأل لماذا ولكنني أشعر بالفضول الآن .. لمَ ذهبتي؟
أغمضت عينيها بينما تهمس:
- اتركني لأذهب مات
رأت وجهه تبدو عليه علامات الصدمة ثم انفجر ضاحكاً:
- يا اللهي أليسيا اظنني نسيت لمَ كنت أتحمل علاقتي معك .. أضحكتني حقاً
ثم أمسك يدها بقوة ألمتها هذه المرة قائلاً:
- ستذهبين عندما أرى انك مستعدة للذهاب .. والآن لنتحدث بما هو أهم من هذا .. عمك
رفعت حاجبيها:
- عمي؟
- ماذا يفعل؟
- ماذا تعني بماذا يفعل؟
ابتعد عنها جالساً على ذلك الكرسي مجدداً بينما يشعل سيجارة أخرى:
- أخبريني أليسيا ماذا يفعل عمك؟
- لا أعلم مات .. ماذا تريد مني؟؟
- أولاً لا تناديني بمات اسمي ماتيو .. ثانياً أخبرتك سنتحدث ثم ستعودين لعائلتك الجميلة
- ماذا تريد من عمي؟
ثم بصقت الكلمة الأخيرة:
- ماتيو
ضحك باستمتاع بينما يقول:
- تخبرينني أنني سأستمع كثيراً
وقلد لهجتها:
- أليسيا
أمسك بمعصمها ثم صرخ بإسم حارسه ورماها بين يديه قائلاً:
- أراكِ لاحقاً
عادت لتلك الزنزانة وسمعت صوت الباب يُغلق خلفها، فقط لو أنها تستطيع رؤية مكانها أو أين تقف أو أي شيء، تحسست ما يقع أمامها حتى وصلت لشيء توقعت أنه السرير وجلست عليه، يا اللهي ما الذي يحدث انها هنا ومات عاد مجدداً لحياتها ولكم لمَ هي هنا؟ وماذا يريد من عمها؟ لا تفهم أي شيء حقاً لا تفهم أي شيء.. وضعت يدها مكان عقدها ولكن لم تجده! هل وقع منها أم.. أم أخذه منها؟؟ ماذا يريد منها؟

لا تعلم كم من الساعات جلست في ذلك المكان ولكن ما إن شعرت بعيونها توشك على أن تغلق حتى سمعت صوت الباب يفتح مرة أخرى..
كانت تقف هذه المرة في مكتبه ولكن لم يكن هناك، سمعت أصوات صراخ هنالك شخص ما يتعذب، يا اللهي ما هذا المكان هل هي في سجن أم مسلخ؟؟ ما هذا المكان؟؟
ما ان فتح الباب حتى ظهر ماتيو ولكن ذلك القميص الأسود كان مبلل ولكن.. لكن لم يكن مبللاً بالماء! أثار الدماء تغطي صدره ويديه، ابتسم فور رؤيته لها:
- اه اليسيا .. انتهت اقامتك هنا .. مع الأسف سنودعك الآن
قالت بتردد:
- ماذا يعني هذا مات؟ كان هنالك شخصاً ما يصرخ .. م م من كنت تعذب؟؟ .. ماذا تريد من عمي؟؟
ضحك هذه المرة:
- اووه انظر من اصبحت فتاة ذكية
اقترب منها ومرر طرف أصبعه على وجهها ابعدته فوراً بقرف:
- أليسيا .. ستعودين إلى منزلك .. ستخبرين عائلتك أن عمك قد سافر .. وان لم تفعلي هذا سأرسل لكِ كل يوم قطعة منه حتى يصلك رأسه اتفقنا؟
كانت تنظر له برعب .. لا يا اللهي مستحيل لا يمكن أن يكون هذا هو مات نفسه .. اللعنة كم أحبته! لا زالت تحبه .. لقد كان كل شيء في حياتها من هذا الرجل الذي يقف أمامها .. همست برعب:
- مـ مـ من أنت؟
ابتسم ابتسامة جانبية بينما يقول:
- سأعد للثلاثة
مرر لسانه على شفتيه كوحش جائع ثم همس:
- واحد .. اثنان
أغمض عينيه وتنفس ببطء ثم فتح عينيه ولم يراها أمامه ثم ابتسم قائلاً:
- ثلاثة...

_______________________
وهيك بنكون خلصنا البارت التاني من قصتنا 😍
رح استنى أرائكم بفارغ الصبر😍
قولتكم قديه ممكن وجع القلب يغير البني ادم؟
شو ممكن يصير بالانسان ليتحول من حدا بعرف الحب لانسان ما عنده مشاعر؟
وهل خمس سنين مدة كافية نتغير فيها؟

هل هو القدر؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن