عندما وصلت السيارة التي يقودها احدى الرجال من عند مات الى شارع منزلها،كانت ترتجف، قلبها يخفق بسرعة، كأنها على حفة الانهيار، قبل أن تنزل قالت:
- ما اسمك؟
نظر إليها الرجل من المرآة عينيه مرعبة كعيون مات، بل أقل رعباً قليلاً كما لو أنه .. يشفق عليها؟ ربما؟
- روبيرتو
ردت بصدمة:
- لقد أخبرتني باسمك؟ بهذه البساطة؟
- انزلي من السيارة أليسيا
- ت.. تعرف اسمي؟ ماذا تريدون مني؟
ضحك ضحكة مرعبة ثم قال:
- أنا لا اريد منك شيء .. ليس أنا من يجب ان تخافينه .. انزلي من السيارة .. لن اعيدها
قال جملته الاخيرة بتهديد جعلها ترتعد، غادرت السيارة مسرعة تركض مرتجفة حتى وصلت إلى منزلها طرقت الباب وعندما رأت والدها سقطت أمامه مغشى عليها..- حبيبي هيا استيقظ
كان ما يضع رأسه على صدرها ويضمها إلى جسده بيديه لقد كان ثقيل جداً ولكنه لم تكن تمانع ذلك، ان رائحته تداعبها وفي كل مكان مات مات مات، انها الجنة، ضحكت وهي تهز يده:
- ماااااات هياااا سنتأخر علي ان اذهب لأبي انه يحتاجني
عندها فقط رفع رأسه لينظر إليها بعيونه المتلاعبة:
- أنا احتاجك أيضاً .. ابقي معي .. أخبريه أنكـ..
رفع حاجبه بنظرة توقعها على قدميها في كل مرة قبل أن يدفن وجهه برقبتها يقبلها قليلاً ثم ارتفع إلى اذنها هامساً بصوت ثقيل:
- أخبريه ان ابنته قد تعلمت اشياء .. للكبار فقط
ضربته على يده ووجها سينفجر من الحرارة متأكدة انها تبدو كالطماطم:
- ماااات
- نعم حبيبتي
رفع عيونه إليها ببراءة ثم تنهد قائلاً:
- أليسيا تزوجيني
لم تكن المرة الأولى التي يطلبها، فقد كان مات يخبرها كل يوم انه يريدها ان تتزوجه ولكنها هي من كانت تتحجج وتهرب..استيقظت أليسيا بألم في رأسها تعيد أحداث اليوم الماضي في عقلها لقد.. لقد رأت مات .. ماتيو البارحة، لقد كان مرعب، مخيف لم يكن ماتيو الذي أحبته، لقد كان يعذب عمها، لقد اوصلها روبيرتو إلى المنزل ثم رأت والدها ثم لا شيء .. يا اللهي ماذا حدث.. خرجت إلى المطبخ لتشرب الماء وربما ترى عائلتها لتخبرهم عن عمها.. انه خارج البلد .. كيف ستفعل ذلك؟ لقد كان عمها لطيف جداً
بعد ان اخبرت والدها كيف انها ذهبت لتتبرع بالدم شعرت بالتعب الشديد وهذا سبب اغماءها وانها رأت عمها وأخبرها انه سيسافر لفترة.. لم تشاركهم أي شيء اخر عندها فقط رج هاتفها برسالة قادمة من رقم مجهول:
"أحسنتِ .. هذه البداية فقط .. ستساعديني بالكثير بعد أليسيا"
ماتيو؟ ما.. ماذا يريدها ان تفعل؟ .. وكيف سمع؟؟ ماذا يحدث؟كانت تجلس في غرفتها تنظر إلى سقف الغرفة لقد قضت سنين وهي تبكي عليه، تشتاق إليه، لقد كانت ذكرياتها معه ما ابقاها حية إلى هذه الفترة، حاولت أن تتذكر ماتيو القديم ولكن كل ما تراه عندما تغمض عينيها عيون خضراء جليدية.. وشوم مخيفة .. ودماء تغطي صدره ويديه.. اللعنة ماذا يحدث تشعر كما لو انها في دوامة كوابيس بشعة، صوت رنة هاتفها شتت انتباهها ردت وقبل ان تقول اي شيء سمعت:
- في تمام الساعة السادسة والنصف ستنتظرين روبيرتو في الساحة أمام منزل صديقتك تاتيانا .. تأخري دقيقة وسأخذها بدلاً عنكِ
وأقفل الخط قبل أن يقول أي شيء.. ماذا ستفعل؟؟كانت تنتظره في الساعة السادسة والنصف عندما رأت تاتيانا تعود إلى المنزل برفقة شخص.. انه.. انه الشاب الذي كان يتقدم لها منذ قرابة السنة وكانت على وشك أن توافق .. انه يقبلها .. يقبل صديقتها تاتيانا .. تاتيانا التي شجعتها على أن تتزوجه .. شجعتها على نسيان مات وان تتزوج هذا الرجل فجأة سمعت صوت بجانب اذنها:
- أرأيتي كنتِ تحمين صديقتك الخائنة .. نقطة ضعف أخرى أليسيا .. أخبرتك عليكِ ان تتخلصي من نقاط ضعفك
التفتت إليه وعينيها تحرقانها من غضبها ربما دموعها قد سالت أيضاً لكنها لم تهتم، نظرت إليه ثم قالت:
- نقاط ضعفي تعني أنني انسانة طبيعية، تحب وتكره، تخاف وتبكي، لست جليد مثلك عديمة مش..
صمتت من قوة يده على رسغها هامساً:
- لأذكرك أليسيا .. لقد كنت حبيبك لفترة طويلة ولم أكن نقطة ضعفك لقد قمتي بتركي .. لقد كنتِ تعرفين أنك كنتِ نقطة قوتي الوحيدة .. لست انا عديم المشاعر بل أنتِ .. وهذه .. هذه أخر مرة تصرخين بوجهي أليسيا .. أنا لم أعد كما كنت .. تذكري جيداً
وجرها خلفه نحو سيارته التي يقودها روبيرتو مجدداّ ..هذه المرة رأت الطريق ولكنه لم يأخدها إلى مكان مخيف بل أخذها إلى مكان قد ذكره لها سابقاً في أيامهم معاً، قصر سالفاتوري، عدل ياقة قميصه الأسود بينما ينزل من السيارة تاركاً الباب مفتوحاً منتظراً اياها لتتبعه، فعلت كما يريد تنظر إليه بتمعن، لماذا يظهر الآن؟ وإلى من يأخذها؟
وقفت في غرفة ضخمة أرائك ثمينة حتى الحائط كان يصرخ بالمال ولكن ليس المال فقط بل الإثم ايضاً ان هذا المنزل مليء بالإثم، سمعت صوت سيدة تقول:
- ماتيو أرجو أن المفاجأة سارة هذه المرة
تقدمت إلى جانب ماتيو امرأة ستينية تقريباً، ترتدي ملابس انيقة وجهها جليدي وعيونها.. خضراء؟ والدته؟؟ لقد اخبرها ان والدته قد ماتت منذ زمن .. ماذا يعني هذا؟؟وقف ماتيو إلى جانب إليسيا ماسكاً بيدها:
- أعرفك على كنتك .. سنتروج
نظرت إليه بذعر زاد عندما أكمل:
- اليوم.
قالها كما لو انه يقول صباح الخير، كما لو انه يخبرها انه.. لا تعلم ماذا يخبرها!
- لا .. لن اتزوجك
صدمت عندما رأت نظرة والدته المرتعبة، من ماذا تخاف؟ هل سيقتلها ماتيو، التفت اليها شاداً على يدها:
- لم اسألك أليسيا .. لم أعد اسأل .. لا اهتم سوى لاجابة واحدة وهي اجابتي انا.. ستتزوجينني لانني قررت ذلك لا داعي ان اخبرك ما قد افعله .. اعرف كل شخص يقع هنا داخل هذا القلب .. سأقتلك ببطء بهم قبل ان اقتلك لا تقلقي .. سترينهم يسقطون واحد تلو الأخر..
قبل ان تفتح فمها لتجيبه قالت والدته بصوت حازم:
- سأجهز كل شيء .. تعالي لنرى فستان زفاف مناسب
وأومأت برأسها مشجعة لها ان تصمت وتقوم باللحاق بها، هل هذه حياتها الآن؟؟ هل ستكون تابعة؟؟ لقد خسرت كل شيء منذ اللحظة التي تركت فيها مات قبل ٥ سنين لقد خسرت نفسها، قلبها، لا يستطيع أن يؤذيها بأي شخص كما يقوم بأذيتها الآن ان قلبها يحترق.. انه يؤذيها به.. بحبهم .. بهم .. لقد خسرت.
——————————-
رجعت اكمل القصة اخيراً😍😍
في احداث كتير بالطريق 💍🕺🏻💃🏻🤫
وللي طلبت مني صورة عن كيف بتخيل ماتيو وأليسيا🙈
أنت تقرأ
هل هو القدر؟
Romansاقترب منها هامساً: -اريد ان اضمك .. اريد ان اضمك لتشعري بحاجتي إليكِ امسكت بيده التي اقتربت من وجهها وانزلتها قليلاً: - لم أعد اشعر بأن هنالك اي شيء بيننا .. انا لا اشعر بوجودك كما قبل .. لم تعد ابتسامتك تسعدني .. لم يعد حديثك يضحكني .. لم يعد هنالك...