أصبحت اسماء ارملة فقيرة بعدما فقدت زوجها في حادث مروري بعد أن كانت سيدة القصر وصاحبة الجاه والسلطة عندما كان زوجها على قيد الحياة أما بعدما فجعت فيه فقد رماها شقيق زوجها إلى الشارع فباتت مشردة تهيم بين المنازل تبحث عن طعام تشبع به بطنها وتغذي به جنينها الذي مازال يقاوم لكي يبقى على قيد الحياة.
بينما تمشي اسماء وقد بدأت مغصات الالم تساورها منذ بداية الشهر الأخير لها على الولادة شعرت بألم شديد فايقنت أنه المخاض فاستندت الى جدار وبدأت بالصراخ "ياالاهي لا اريد ان انجب هنا ياالله ياالله ياالله"اشفقت عليها إحدى السيدة وطلبت من الخادمة أن تدخلها الى جناح الخدم وهناك انجبت صغيرتيها فاطمان قلبها ولكن الفرحة لم تكتمل فقد ثكلت واحدة من ابنتيها واخبروها أن الأخرى نجت بأعجوبة بعد أن التف الحبل السري على رقبة أختها لذلك قررت أن تسميها معجزه كانت معجزة ضئيلة الجسم صغيرة الرأس ذات عينين عسليتين كبيرتين وفم مثل المسك وامها تنظر إليها بعينين ملؤهما الحب والحنان والانس والرحمة والشفقة ولدت معجزة وهي يتيمة من غير أحد لا اب تلعب في حضنه ولا اخ تشد به أزرها ولا أخت تتسامر معها ليلا ولا خالة ولا عمة ولاجدة كل ماتملك هو عم جشع طماع سلبها كل ثروتها هي وامها ورمى بها إلى الشارع بدأت معجزة تكبر ويكبر معها الالم كل يوم وما بلغت العامين حتى فارقت امها الحياة من الجوع والارهاق وتركت الفتاة المعجزة تعاني لوحدها وقد فقدت كل ما بقي لها،فاخذها أحد عمال النظافة الى الميتم وهناك بدأت الحكاية التي عاشتها معجزة وكانت اسم على مسمى.
فتاة نحيلة الجسم في عمر الأربع سنوات صغيرة الرأس كبيرة العينين حالكة سواد الشعر رقيقة الأنف وردية الوجنتين حمراء الشفاه قصيرة القامة بيضاء البشرة تجري في ساحة الميتم ،الاتي يحملها ويحتضنها ثم يرميها في الهواء لتوزع هي القبلات والابتسامات وتنفخ في فيها بفمها فيستقبلهاكل من بالساحة والذاهب يلوح لها ويودعها مغادرا "الى اللقاء يا معجزة وداعا "فتلوح هي الأخرى بيديها الاثنتين قد يضن المرء أنها سعيدة بمجرد أن يرى هذا المنظر لكن المظاهر خداعة كل ليلة تستيقض معجزة تصرخ وتبكي فزعة "امي امي امي امي امي امييييييي اعيدو الي امي "ثم تستفيق من نوبتها فتجد نفسها وحيدة على فراش بالي يحتض جسدها الضئيل واحيانا تقع أرضا لتنهض وتعود لسريرها وتفكر في كل الناس الطيبين الذين يتبرعون للميتم بالنقود وياتون نهارا لزيارة الاطفال
حتى يغلبها النعاس مرة أخرى.
بلغت فتاتنا الست سنوات وتبرع لها شيخ غني بمنحة للدراسة في الطور الابتدائي والمتوسط وقد سألها هذا الشيخ عن حلما في المستقبل فأجابته بكل براءة وعفوية "انا يا عم اريد ان اصبح محامية تدافع عن الحق وأهله ولا تدع الضلم ينتشر وبهذا يعيش العالم في اطمئنان وسلام وايضا لو يصبح عندي نقود لما تركت أحدا فقيرا ولساعدت الجميع" قبلها الشيخ من جبينها واعطاها قطعة حلوى ثم ودعها ورحل
أنت تقرأ
المعجزة اليتيمة
General Fictionاليتم ابتلاء من الله تعالى وعلى المرء أن يصبر على ما كتبه الله له فهو اعلم منا بمصالحنا وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبو شيئا وهو شر لكم