الانهيار جزء 2

33 2 2
                                    

كانت تقف على الجانب الأيمن للسرير الطبي في غرفة العناية المركزة تحيط بها هالة من الحزن والكئابة تناضر الشخص النائم على السرير بأعين دامعة ومتورمة من كثرة البكاء ثم ما لبثت بالهتاف بصوت مبحوح:اختي اختي افيقي ارجوكي افيقي لم اشبع منك بعد لا تتركيني وحدي افيقي ارجوكي افييييقيييي ثم سقطت مغمى عليها لا ترى شيئا لكن تسمع أصوات الممرضين والطبيب وفجأة شعرت بماء بارد فوق وجهها وبدأت تستفيق ما أن شعرت أنها تستعيد وعيها حتى جلست بقوة على الفراش وهي تصرخ بأعلى صوت:لا لا لا تذهبي لا ،انتبهت إلى التي تحاول تهداتها ولما تبينت أنها والدتها حتى ارتمت بحضنها وهي تبكي وتشهق :ستذهب ياامي ستتركني ستموت رايتها رأيتها بعيني ممددة في الانعاش والأجهزة مربوطة بيديها بصدرها وانفها وفمها رايتها انا اهئ اهئ اهئ اهئ اهئ
والدتها (وهي تطبطب على ضهرها وتمسح رأسها بحنان وهي مازالت تحوقل وتبسمل ):اهدئي يايقين اهدئي كابوس كان كابوس يابنتي اهدئي يابنتي (وهي تمد لها يدها بكأس ماء)اشربي وحاولي تهدئة نفسةك لم يحصل شيئ هاه
يقين (بعدما شربت الماء بعطش من كان تائها في الصحراء وهي تهز راسها يمينا ويسارا ):لا لا لقد رايتها بعيني رايتها انا
والدتها (وعلامات الاستغراب والخوف بادية على وجهها ): من التي رأيتها من رأيتي قولي ياحبيبتي
يقين (وهي تنهض مسرعة من السرير وتهرول نحو الباب ):كنت اناديها اختي وأبكي كانت مريم، لم تكمل كلامها وتوجهت خارج الغرفة قاصدة غرفة اختها مريم فتحت الباب بسرعة ودلفت وما أن رأتها نائمة كالملاك حتى أطلقت تنهيدة متعبة ذهبت عند راس اختها وبدأت تقبل رأسها ووجنتيها وقمت لكي تخرج وتعود إلى غرفتها وجدت أمها متكئة على الباب وتناضرها بحزن وحنان :ارتحتي الان
لم تجبها يقين واكتفت بهز رأسها كعلامة الموافقة وذهبت إلى فراشها واستلقت وبعد مدة من التقلب والتفكير تآخا النوم مع جفنيها فذهبت في سبات عميق
*****************
أما عند عم ادريس وزينب فقد وصلوا إلى المستشفى فتح ادريس الباب بقوة وحمل معجزة وهرول بها إلى الداخل وهو يصرخ وينادي على الممرضين ادخلوها إلى غرفة الاستعجالات ومنعو ادريس وزينب من الدخول مما سبب انهيار زينب ووقوعها على الأرض وهي مجهشة في بكاء مرير تتمنى أن يمر كل هذا بسرعة وتخرج معجزة من الاستعجالات وتعود معها إلى الدار لكن هيهات هيهات
رأو الطبيب يدخل مسرعا إلى الغرفة فتعاظم خوفهم وبعد مدة تقدر بنصف ساعة خرج الطبيب وعلى وجهه إمارات الحزن بادية بادره عم ادريس بالسؤال :هل هي بخير لم يحدث لها شيئ أليس كذلك تكلم ارجوك اعصابنا لم تعد تتحمل
الطبيب :لقد تعرضت لصدمة كبيرة لم تتحملها سببت لها انهيار عصبي شديد أدى إلى نزيف أنفها واذنيها
زينب (وهي تجفف دموعها):هي بخير أليس كذلك
الطبيب:الوقت مبكر على قول شيئ لكننا حقناها المهدي ولن تستيقظ قبل 24ساعة وبعد أن تستيقظ سنرى أن كانت هناك أعراض أخرى أما الآن فيجب وضعها تحت المراقبة تحسبا لذلك سننقلها لغرفة العناية المركزة
زينب (وهي لا تستطيع حبس ودموعها):هل نستطيع رؤيتها ياحضرة الطبيب
الطبيب :ساسمح بخمس دقائق فقط وذلك قبل نقلها لغرفة العناية المركزة
زينب:حسنا تلك الدقائق كفيلة لأطمإن عليها
الطبيب(وهو يتوجه بحديثه للممرضة):خذيها يا ايمان لك ترتدي بذلة معقمة كما يتوجب
الممرضة (ايمان):حسنا؛تفضلي معي
عقمت الممرضة زينب وادخلتها الى معجزة فما ان راتها ممددة بلا حول منها ولا قوة لم تستطع كبح دموعها فاطلقت لها العنان في نحيب صامت لا ينطق سوى بشهقات مكتومة لاقت حتفها بين يدزينب الموضوعة على فمها وجسدها يهتز بقوة لم تتمكن زينب من البقاء ناظرة لها اكثر من ذلك فانسحبت في هدوء كئيب وخرجت من غرفة العناية شاحبة الوجه كمن لاقى الموت بحد ذاته مرت 48ساعة دون جديد يذكر في حالة معجزة الصحية
................ضجة شديدة تملئ المكان والاطباء يتراكضون الى غرفة العناية التي ترقد بها معجزة وزينب وعم ادريس يتبادلان النظرات المستغربة والقلقة
******
داخل غرفة العناية
الممرضة (موجهة حديثها الى الطبيب المشرف على معجزة):نبضها يتوقف نحن نفقد المريضة حضرة الطبيب
الطبيب (وهو يرتدي قفازه الطبي المعقم):بسرعة تحركي واحضري جهاز الصدمات الكهربائية ماذا تنتظرون بسرعة هيا
احضرت الممرضة الجهاز واوصلته بالكهرباء وضبطت عياره ثم قدمته للطبيب
الطبيب: الصدمة الاولى ابتعدوا
صدمها بالكهرباء ثم وجه نظره مسرعا الى الجهاز الموصل بالقلب لكن لافائدة فالخط مازال مستقيم
الطبيب(بتوتر):لا يوجد استجابة ارفعو العيار ساصدمها مرة اخرى
الممرضة او جاهز
الطبيب(بتصميم يرفض فقد المريضة):الآن
وفجاة "توت توت توت توت"
الممرضة (بفرحة عارمة):لقد عاد النبض لم نفقد المريضة
الطبيب:هه الحمد لله الحمد لله
الممرضة(وهي تجر جهاز الصدمات بعيدا):حسنا ساخبر اهل المريضة بافاقتها لا بد وانهم سيفرحون كثيرا
"" "" "" زينب"" "" ""
كنا نجلس في الانتظار عندما خرجت لنا الممرضة بوججها البشوش فلم تخطو فوق الثلاث خطوات حتى وجدتني انا وادريس امامها نسالها بلهفة
انا:هاه طمانينا يا ايمان هي بخير
ايمان(بابتسامة واسعة):نعم هي في احسن حال وقد استفاقت ايضا
لم اكن اصدق ما تقول فرحت احمد الله على نعمته ورافته بنا حمدا لله حمدا لله بينما خر ادريس ساجدا شاكرا لله
وكانت الممرضة تهم بالانصراف الا انني استوقفتها قائلة:هل نستطيع رؤيتها الان
اجابت الممرضة (بثبات معتادة عليه):ليس بعد فلتسترح قليلا وحين يصبح بامكانها رؤيتكم ساخبركم فلا تقلقوا وحمدا لله على سلامتها مجددا
فرددت عليها بصبر:مشكورين والله على وقفتكم معنا انتي والطبيب رؤووف
الممرضة (بابتسامة صادقة):هذا واجبنا سيدتي ثم انصرفت وبعدها بعدة دقائق انصرف الطبيب رؤوف ايضا بعد ان تاكد من سلامة معجزة وبعد ان اغرقته زينب وادريس بوابل من الشكروالعرفان

المعجزة اليتيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن