#حكايات_قبل_النوم
يوم جديد...
الجمعة 1 / 5 / 2020
اجتمع الأب مع أبنائه الثلاثة (( خولة – هبة – يامن ))
- مساء الخير أولادي كيف الحال
- يامن : مساء النور يا ابي كلنا بخير..
- اين توقفنا البارحة ...
- خولة : توقفنا على أمر الله لإبراهيم عليه السلام ليأخذ ابنه الرضيع وزوجته هاجر بعيد عن زوجته الاولي ساره...
- نعم يا ابنتي...
خرج الثلاثة في طريق ، يقطعون الارض قطعا.. حتي وصلوا إلي مكان في وسط صحراء...
الرمال في كل مكان ، لا صوت يعلوا علي صوت الرياح ، و لا قوة تظهر إلا قوة حر الشمس ، عرق و اهوال ، ذهب اصفر هي شكل الرمال في تلك الاجواء...
طلب النبي إبراهيم من هاجر أن تستريح في هذا المكان..
ثم تركها ورجع..
التفتت هاجر حولها تبحث عن بشر أو حتي ذئب ، تبحث عن حياة لكنها لم تجد ، و كيف توجد حياة في مثل هذا المكان......
وضعت رضيعها علي الأرض ثم هرولت لتلحق بإبراهيم ، سحبته من زراعه و قالت...
• إلي أين يا إبراهيم ؟؟ أتتركني هاهنا و تمضي ؟؟
لم يجبها فقط لمحت في عينيه دموع توشك أن يطلق سراحها ، نظرا لزوجها الذي يقف صامت لا يقوي علي الحديث.. نظرت مرة آخري إلي حولها ثم التفتت إلي زوجها و قالت. ..
• يا إبراهيم سأسألك سؤال واحد فقط أجبني عليه.. هل هذا أمر الله لك ؟؟
لم يجبها إبراهيم فالحزن علي فراق ابنه وزوجته يقطع قلبه وروحة ، فقط أكتفي بإشارة بوجهه فهمت منها أنه أمر الله... فقالت
• إذا لن يضيعنا الله ابدا..
ما اعظم تلك المرأة و صدق حبها لله جل وعلا... تركته وعادت إلي رضيعها و جلست على الأرض..
بينما ذهب إبراهيم بعيد حتى أختفي خلف جبل من الجبال ، فليس علي مرأ بصرهم و لا هم علي مرأ بصره...
هنا انطلقت أمواج العواطف محمله بمرارة الفراق تحفر أخاديد الشوق في وجه إبراهيم و من قبلها كان هذا الحفر في قلبه..
نظر إلي السماء بنظرات يملأها الرجاء و التضرع...
رفع كفيه إلي السماء وقال ..
• يارب أنت اعلم بما في قلبي فقد رزقتني مولدي هذا بعد كبر... فيا رب احمهم لي ، فقد تركتهم في أرض ليس فيها حياة و لا انس ولا جن.. فاللهم احمهم وراعهم و اجعل الناس تأتيهم من كل واد و كل مكان..
قالها و انطلق في طريقه...
بينما هناك جلست هاجر مع طفلها الرضيع تشرب و تأكل من الكيس الذي أحضرته معها.. و ترضع ولدها ....
حتى نفذ ما معها من طعام و ماء.. وجف ضرعها من اللبن و اصبح الصغير يبكي من الجوع و يتلوا.. فتركته علي الأرض و اسرعت تبحث عن شيء ، ماء أو طعام حتى تنقذ رضيعها...
بحثت فإذا بجبل قريب منها ، فأسرعت لأعلاه وجعلت تبحث فما وجدت شيء فنزلت منه فإذا بجبل قريب آخر قريب فصعدت عليه و قالت لنفسها اصمتي حتى استمع و جعلت تدعوا الله جل في علاه.. ونزلت و جعلت تذهب إلي هذا الجبل و ذاك سبع مرات كامله ، في المرة السابعة سمعت صوت قويا و اهتزازا في الأرض ، ذهبت إلي ولدها و إذا بالماء ينفجر من تحت قدمه فجعلت تحاوط الماء لكي تحمية من الضياع و جعلت تملأ كيس الماء الذي معها ، فأتاها جبريل و قال لها
• لا تخافي يا هاجر ، إنكم في حماية الله و حفظه.. و إن في هذا المكان بيت لله سيبنيه هذا الغلام و أبوه.. و ستكون هذه المدينة تنبض بالحياة..
فرحت هاجر فرحا كبيرا ... و اطمأن قلبها...
ومن بعيد كانت هناك قبيله عائلة تسمي قبيلة (( جرهم)) عندما رأوا الطيور تطير في السماء علموا أن هذا المكان فيه ماء فاقبلوا فإذا هاجر وابنها ، فطلبوا الأذن ان يكونوا بجوارهم... فأذنت لهم هاجر ولكنها اشترطت عليهم أن الماء لها ولولدها و لا دخل لهم بالماء إلا ان يدفعوا ثمنه. وقبلوا و تحقق موعود الله....
وكبر إسماعيل بينهم في القبيلة و تعلم العربية منهم .
وإلي هنا نتوقف و نكمل غدا بإذن الله جل و علا..
- خولة : لماذا لم يقتلها قبيلة جرهم يا ابي أو يأخذوا البئر منها غصب ، وهي وحيده و هم كثر ؟؟
- يا ابنتي لما هذا السؤال الذي يحمل كم كبيرا من الحقد و الكره ؟؟
- خولة : و لكنها الحياة يا ابي!!
- يا ابنتي تلك الحياة التي يعيشها الضعفاء و الجبناء و اصحاب القلوب المريضة.. أنت لا يا ابنتي ، كوني كجرهم في حبهم و في صدق تعاملاتهم... فلتتمسكي بالأخلاق يا بنتي و اتركي الضعفاء وحالهم ، حتى و إن كان الناس جميعا ، كوني انت المميزة الفريدة يا ابنتي ..
و لك الجواب ، اراد الله أن يعمر المكان لتحقيق دعوى نبي الله إبراهيم ...
- هبة : لماذا كانت هاجر تحاوط الماء يا أبي ؟؟
- كانت تخاف ان الماء ينتهي و لا تجد ماء غيره ، و ليتها لم تفعل!! لو تركته لكن عين جارية تجوب الارض كلها ، و لكنها جعلت تحاوت الماء خيفه عليه
- يامن : هل تلك القصة في مكة يا ابي قبل بناء بيت الله الحرام ؟؟
- نعم يا بني و الجبلين الذين كانت تصعدهم هاجر هما الصفا و المروة و اصبحوا من شعائر الحج في ديننا يا ابنائي.. الآن حتي لا نتأخر . اذهبوا إلي فراشكم ، تصبحون علي خير..
أنت تقرأ
حكايات قبل النوم.... قصص هادفة للأطفال
Short Storyقصص مسلية وهادفة للأطفال بعض القصص بقلم منى حارس و محمد سعيد النجار ... وقصص كامل الكيلاني ما اجمل تلك الحدوته التي نحكيها لأطفالنا الصغار قبل النوم ، فهي تعطي لهم فكرة جديده ، وتجعلهم يفكرون بالأشياء بطرق مختلفة ،