يمشي مُثقلَ الخُطى،و إكفهرارٌ عظيم يخيمُ جوه.يتذكر و يفَعل مراراً كونَ من يًحبها امس نفرت عنهُ تماماً، و بشكل مُريب.
" يا فتى ما بك عابس منذً الصباح "
ضربَ احدُ رفاقه كتغفه مُغمغماً بحيره، فأوه سيهون الذي يعرفُه يمشي مُتبختراً أينما حَلّ ،و لن يتوانى إطلاقاً عن الإبتسام بثقة و بطريقة يخبرُ بها الجميع انهُم مُجرد ذُباب حوله ليس الا.
لكن الآن يبدُو كشخص، يائس، بائس، فاقد للعزم، و كمن حلت عليه جميعُ لعنات الفراعِنة:آمُون،و خوفو ،و خَفرع ،و منقَرع.
و سيهُون بدورِه لم يُلق بالاً لأيٍ مما يقُول المُزعج
-كما ينعتُه- بجانبه، فقط يستمرُ بالسير و بجُهدٍ دؤوب.أسمرُ البشَرة توقف مُغتاظاً من تجاهُل الآخر له، و مهما حاول كبح غضبه يجدُ ذاتهُ فاشلاً امام الأمر.
" ياااه، اتتجاهلُني يا اوه لقيط هون؟ "
استدار المعني مُحملاً ببراثِن من الغضب، الشرارُ يكادُ يفرُ من عينيه ليحرق الأسمر أمامه بلا ذرة رحمة!
" جونغ لعنة ان، اُغرب عن وجهي، قبلَ ان اشوه جسدَك الذي تفخرُ به أمام النساء "
بضعُ كلمات كفِلت بجعل المنعُوت بـ' جونغ ان' يتدحرجُ بعيداً عن ذاك الثائر، يسلكُ طريقاً لا تشابُه خاصتهُ إطلاقاً.
سيهون افلتَ زفرةً طويلة قبل ان يُعاود السير نحوَ مقصده و الذي هو بالصِدفة- كذبة - كُلية الفنُون التي تعتنقُها هيَ.
اقتحَم القاعةَ بثقة دالفاً بتبختُر ظن للوهلة انهُ فقدهُ بسببها، فهيّ بالذات امام تعززُ ثقتهُ بنفسه او تعدمُها فقط بحرَكة مِنها.
بالواقع رُغم إقتحامه للمكان لم ينتبه عليه أحد فقد كان كَـ شبحٍ او ما شابه امام اوُلائك الشغوفين بإنهاء لوحاتِهم المُفعمة بالألوان.
و من بينهم كَانت هيَ موجُودة، صاعدة على كُرسي ما و تلونُ لوحتها ..ترتدي فُستان ابيض طويل و مُنتفخ و تقابلُه بشعرها المُموج المسدوُل ،ما عزز لديه فكرة كونها ملاك قد هبطَ بالخطأ على هذِه الأرض القذِرة.
تقدَم مُتسللاً خلفها، يشبُع عينيه بإبداعها في لوحتها البسيطة ،لوحتُها كانت عبارة عن ريفٍ بسيط رسمت حولهُ أُناساً منهُم العائد و منهُم من يشدُ الرحال و جميعُهم مُنكسي الوجُوه.
لوهلةٍ إختلَ كُرسيها و كادت على اثره تحصُل على سقطةٍ قوية قد تكسرُ بسببها جُل عظامها مما جعل الآخر خلفها يفتحُ ذراعيه بتلقائية و جُهوم،مع قلبٍ يكادُ يتوقَف .
سكن الكُرسي لثوانٍ فتنهد كلاهُما براحة الا انهُما لم يحزرا اذ ان الأسمر و الذي تبع سيهون خلستاً قد هزهُ مُصفراً ببراءة بينما يحدقُ بالأرجاء.
و اجل هي قد هبطت بسخَاء على تِلك الذراعين الضخمة التي كان مفتُوحةً لأجلها، عيناها الواسعتان كانتا مشغُولتين بتفقُد هذه الملامح المُفعمة بالرجُولية و المألُوفة لحدٍ يكسبُ الصُداع.
" هل جُننت جونغ إن؟ "
صرَخ مذعُور الملامح بينما يقبضُ ذراعيه جيداً حولها،و على نبرته المُرتفعة قد جذب انتباه الجميع هُناك بلا إستثناء و قد سبب ذلِك إرتباكاً عظيم للأُخرى.
" لا تُؤاخذني يا صاح ، فأنا لم افعل ذلك عن عمد "
برر جونغ ان بكذبةٍ واهية و لمح في معالم سيهون كيف انها لم تُقنع حتى ابله خليةٍ في عقله مما جعلهُ يهربُ مُسرعاً.
سيهُون زفر بغضب و جعد ملامحهُ بإغتياظ غير آبهٍ لنظرات الجميع حوله من وضعِه الحميم معها، و بطريقةٍ ما قلبُه كان يعجُ بالنبضات.
فقط بالنظر الى عينيها اللتانِ تحملان طناً مما يفتقِر هُو:الحيَاة،المرح،اللطافة،البراءة ،هُو يجدُ ذاتهُ مُكبلاً عندها غير قادرٍ على إزاحة عينيه منها إطلاقاً.
-
الثانييي