نفشّ شعرهُ بغضب ،يعيدُ مرراً مشهد إعترافه المُبتذل و ينتحبُ بنبرة شبه باكِية ،كيفَ طاوعَهُ عقلهُ للسهو و الإقتراب منها لهذا الحد الخطير الذي قد يُغزز عندها فكرة كونِه اما مُغتصب او مُنحرف يلاحقُ النساء اينما حللن!
فقط من الجيدِ ان وعى على ذاته بآخر لحظَات و قادَها لكُليتها بأمان، لقد بدت مُضطربتاً للغاية وقتها.
فقط اللعنة على إنجرافِه.
" سيهون أأنتَ بخير يا صَاح؟ "
لأول مرة هُو كان شاكراً جونغ ان لظهُوره، سحب ذراع الأسمر على عجلة و حكى لهُ كُل ما يؤرقه و يرهقُ نابضه الذي يرتعشُ لمُجرد فكرة نفُورها من جديد.
" يااه، لم اعهدك مُتسرعاً هكذا سيهون و لكِن "
جونغ ان ابدى إندهاشهُ الصادق من فعلت صديقِه و الذي بالصِدفة كان من اكبر كارِهي النساء عمُوماَ و ناقميهم، اذ انهُ كان يراهُن مُجرد جسد مملُوء بالثرثرة و الجدال و مُولع بالموضى.
رفعَ عينيه الى ذاك الذي يرمقُه و كأنهُ طوقُ نجاته الوحيد، و جونغ ان لم يحد صعُوبتاً كثيراً في ابداء الحلُول كونهُ خالط النساء ليالٍ شهدت عليها حتى السماءُ الماطرة.
" إمنحها وقتاً لتُفكر يا رفيق، اعني اختفي من امامها لفِترة، ثُم اظهر امامها مُجدداً "
و المعنيُ بالكلمات السابِقة زفر مُغتاظاً، فكرةُ ان يدعها و شأنها لأجلٍ مُسمى تستنزفُ قلبهُ شوقاً منذُ الوهلة، كيف لهُ ان يعيش دُون ان يلمح إبتسامتها البهيَة او عينيها المملُؤة بالحياة.
مؤخراً هُو باتَ يكتسبُ دافعَهُ للحياة منها، ليا تِلك عبثَت بعداداتِ قلبه كُلياً ،ببسمتها الرقيقة و عُنفوانيتها التي حتماً ستُردي اي رجُلٍ طريحَ غرامها ،كما في فكرِ سيهون.
فقط ايُ رجُل يحبُ المرأة العفوية و التي تتصرفُ على طبيعتها ثُم تتفرعُ قولبهم حسبَما يرسمُون فتاتهُم الخَاصة.
" بئساً "
تمتمَ بهمس يدلكُ ما بينَ حاجبيه بغضَب، مما جعل الأسمر ينسحبُ بعيداً جداً عنه، الى ان يهدأ على الأقَل!
__
" و هذا بعضُ العصير،
كي تزدادِ بشاعتاً ايتُها المسخة "غمغمت تاليَا ،بعدَ ان سكبت العصيرَ على شعرِ ليا ،و فرجت ثغرها بضحكةٍ عالية يشاركُها فيها أغلبُ الصف ،عدا قلةٌ قليلين لم يرقُهم الأمر.
هيَ قضَمت شفتيها، تزدردُ غصتها بصعُوبة، لا يعجبُها أمرُ التنمُر عليها هذا لكنها اضعفُ من ان تردَعهُم، خاصةً انهُم مُتنمرين من المقامِ الأول!
" و هذا لإلتصاقكِ كالعلكة بسيهوني "
دخيلٌ ما اقتحَم الجو ،ذاتُه الذي كان مفجوعاً يراقبُ من بعيد، تقدَم بخطوات ثقيلة تنمُ عن غصبة حتى وصل ليا حيثُ احتكرها عندَ كُنفه صارخاً بغضب.
" ما الذي تظُنينَ نفسكِ فاعلة جانغ لقيطة تاليا "
و على اثرِ كلمته ارتفت افواهُ الجميعُ بشهقة، بينما لم يُعطي اي لعنةٍ لما حوله و اهتَم بإيصادِ أُذنيها وقتما كان يُلقي تاليا بإبشعِ انواعِ الشتائم.
-
الرابع ي حجة ليمياء.