سماء ليلية هادئة مع رياح خفيفة متراقصة
و أضواء منتشرة متنوعة في تلك القرية
البسيطة.
تتعالى أصوات الفرح و قرع الطبول و غيره
من الأناشيد الدينية لقدوم شهر الرحمة
و الغفران.
كانت الأجواء مفعمة بالنشاط بقدوم الضيف
الكريم الذي يأتي مرة في السنة ليجعل من
قلوبنا فرحة و نفوسنا مطمئنة.
كان الأطفال يلعبون و يمرحون منهم من
صام،و منهم لا لأنه مازال صغيرا.
و لكن لما لا نقترب قليلا عند عتبة إحدى
البيوت البسيطة كغيرها؟
جالسا هناك يرتدي سروالا أزرقا يصل حتى
الركبة و قميص أسود بأكمام قصيرة.
وضع يديه على خديه المحمرين من
الخدوش،زفر بضجر على حالته التي لا
يرثى لها كونه قد تخاصم مع أصحابه
السيئين فقد تيقن بعد فوات الآوان أنهم
ليسوا جيدين.
زَمَّ شفتيه و إغرورقت عيونه البنية إذ يكاد
شلال ينفجر في أية لحظة.
أحس لحظتها أن الباب سينفتح،فمسح تلك
الدموع و نهض واقفا بإرتجاف.
تعجبت التي فتحت الباب من مظهر ولدها
و هي ترتدي حجابها الأسود و عيونها ليمونية
تنظر إليه بقامته الطويلة قليلا و شعره
الفحمي إبتسمت لتقول بهدوء:
"" أهذا أنت يا وليد؟... تفضل""
إتسعت عيناه بإندهاش فتردد في الرد عليها
ليومأ لها ثم وولج إلى الداخل،و علامات القلق
و التعجب في رأسه أولها كيف سيخبرها بأنه
تخاصم معهم مجددا رغم تنبيهها له و ثانيها
لما لم تغضب منه عندما رأته بتلك الحال؟
كان واضحا أنه تشاجر معهم كونه طائش !!
و هنا قد تعلم درسا آخر أو لنقل إعترف
أنه طائش صاحب المشاكل الكثيرة.
"" هيا وليد إجلس على الأريكة لا تبقى واقفا""
لم يشعر بنفسه و هو واقف منغمسا في بحر
أفكاره،و أمه قد جلست على الأريكة ذات
اللون البنفسجي مع بساط أخضر داكن
أنت تقرأ
شهر الرحمة و الغفران
Adventureهنا حيث نجد السماء الليلية مرصعة بالنجوم،مكتضة بالغيوم تارة و تارة أخرى تتناثر لتظهر نوره الساطع هاتفا للناس بقدوم الشهر الفضيل حيث الناس تتجه إلى التوبة و الإستغفار و الموعظة. فرحة تسري في قلوبهم فيشعرون كأنهم ولدوا من جديد. 《 شهر رمضان شهر الغف...