5

34.4K 799 121
                                    

في الساعة الحادية عشرة مساءً، كانت تجلس دارين في غرفتها وسط إضاءة خافتة، تعزف في الخلفية موسيقى رومانسية ناعمة تُهدئ الأعصاب. ممددة على بطنها، مستندة بذقنها على كفيّ يديها، تتأرجح قدماها للأعلى وهي تبتسم بلهفة واهتمام للرواية التي بين يديها، مستغرقة في قراءتها.

لكن فجأة، قاطعها صوت غريب صادر من خارج شرفتها، صوت أشبه بمواء قطة. انتفضت واقفة، واتجهت بخطى مترددة نحو باب الشرفة، تحاول التركيز على الصوت لتتحقق من مصدره. بدت وكأنها تهمس لنفسها بقلق، "يا ترى إيه الصوت ده؟ قطة فعلاً ولا حاجة تانية؟"

بدأ قلبها يخفق بسرعة، وهي تقترب أكثر، عازمة على فتح باب الشرفة إن لزم الأمر، محاولة حبس أنفاسها وكأنها تتوقع مفاجأة خلف الباب.

وبصوت منخفض، همست بنبرة مرتجفة، "مين هنا؟!"

لكن لم يكن هناك أي رد.

"مهو بقولك إيه، أنا بخاف منكو... أنا مبكرهش في حياتي قد القطط."

أخذت نفساً عميقاً، ثم فتحت باب الشرفة بسرعة على أمل أن تُحدث ضجة تُخيف تلك القطة وتدفعها للهرب. غير أنها، فور أن فُتح الباب، شهقت بقوة ورفعت يدها لتصرخ، لكن يدًا أخرى كانت أسرع، حيث أطبقت على فمها لتكتم صوتها.

وبنبرة متذمرة همس في أذنها، "دارين، متبقيش غبية في رد فعلك زي أبوكي وأخوكي... دا أنا، أيهم."

اتسعت عينا دارين بتسارع في نبضات قلبها، وهمهمت بكلمات غير مفهومة.

عقد أيهم حاجبيه بعدم فهم، "إيه؟!"

لكمته دارين فجأة في صدره، ليزيح يده عن فمها متألماً، واضعاً يده على مكان الضربة، بينما لهثت هي بغضب قائلة، "أهو انت اللي غبي وقليل الأدب... هتموتني!"

أيهم أطلق ضحكة خفيفة، وقال بسخرية، "يا شيخة روحي... ده انتو عيلة بسبع أرواح زي القطط."

دارين نظرت إليه بغضب، "إنت مجنون يا أيهم! حد عاقل يعمل كده؟ والله كنت هموت من الخوف."

قرص وجنتها بمرح، وقال، "بعد الشر عليكي يا قردتي."

أزاحت دارين يده عن وجهها بغيظ، "قردتي؟ جتك نيلة في ألفاظك يا فصيل... روح اتعلّم لك كلمتين من آسر!"

رفع حاجبه الأيسر بحدة مصطنعة، وأمسكها من ملابسها كأنه يمسك لصاً، وقال بلهجة جدية مزيفة، "مين آسر ده يا بت؟"

تهتف ببراءة مصطنعة، "دا... دا آسر بتاع الرواية يا مومي."

تركها وأخذ ينظر إليها بحنق، "رواية وبتقولي عليا فصيل؟ أمال انتي إيه؟"

ابتسمت ببلاهة، ولكزته في كتفه بيديها، "طيب يلا قول لي كلام رومانسي."

نظر إليها بعدم استيعاب، "نعم؟"

عشق الاوس بقلم يـاسـميـناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن