البداية

144 15 45
                                    


وقفة تملأ وحدة المكان والزمان وملامح متجمدة كست قسمات وجهه نسمات ساعات الفجر الأولى تعبث بخصلات شعره البني الداكن .

أمام ضريح يقبع بداخله جسد صغير ،وعباراة قصيرة لكنها مؤلمة خطت على شاهد القبرة

***

لايزال يذكر كيف تلقت الأم خبر وفاة إبنها وصوت وبكاءها ونحيبها المرير هنا قبل عدة أسابيع ،أفضت بداخله عن جرح لا يندمل
***
.
ترك خلفه حزمة من أزهار الزنبق البيضاء لعلها تؤنس ظلام وحدته
.
.
توارى جسده في الضلام مبتعداً
بعد فترة أمضاها في السير ينتهي به المطاف يقف أمام منزله الخريفي في أعماق الغابة

لفت إنتباهة أثناء دخولة مغلف لرسالة لكنها ليست كأي مغلف آخر كانت سوداء بنقش لكلمة باللغة الايطالية في جانبها السفلي بلون أحمر قاني "رماد"

نفث الهواء بنفاذ صبر فقد ضاق ذرعاً بتلك الرسالة ذات المحتوى التهديدي فربما كانت التاسع التي وصلته منذ شهرين .

لم يكلف نفسه عناء قراءة محتواه فجعدها بقبضة يده ورماها في سلة المهملات خلف الباب

ليصعد بعدها إلى غرفته ليأخذ قسطاً من الراحة فوراءه يوم حافل جداً

.
*
*
*
*

تاهت نظراته في زوايا الكنيسة التي انعكست عليها أشعة شمس الظهيرة عبر نوافذ محدبة بزجاج ملون .

لـيرسم على شفتية إبتسامة مغلفة بحيرة مبهمة وهو يبدو بابهأ حلة ببدلة سوداء وهو يقف في وسط الكاتدرائية المزينة بالورد والشموع العطرية في كل جانب من جوانبها .

يجول بنظرة بين الحضور يتفقد وجود عائلته للمرة الألف بدأً بـ عمته التي لم يرها منذ حوالي خمسة سنين ولم يتوقع أن تحضر اليوم ومن ثم إلى أخته وأخيه غير الأشقاء وصولاً إلى زوجه والده ووالده .

صمت الحضور لحظة دخول سيدة الحفل بفستانها الأبيض ذو التصميم البسيط وطرحة بيضاء طويلة تتدلى على جانبي فستانها تسير بجانب والدها على البساط الأحمر الذي يصل باب الكنيسة بالمذبح . والدها الذي يهمس لها بين الحين والآخر ببضع كلمات غير مسموعة.

تقدما حتى وقفا امام ايثان
نظر والدها بعينيه وقال والدموع تحتشد بعينيه
_لا أوصيك على أبنتي يا إيثان ضعها بقلبك قالها وهو يشير بيده على صدر أيثان

_ إنها أبنتي الوحيدة و تعني لي الشيء الكثير .

_ثم ألتفت إلى أبنته وطبع على جبينها قبلة صغيرة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 || تـبكيــــكِ سِــنيـن النِســيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن