تفسير (٢): غارقون في دوامة ابتلاء!

21 6 12
                                    

***

جميعنا نعاني ونحزن
نعمل ونكد ولكن في أغلب الأحيان
لا نجد ثوابًا يجازي ما نفعل


ونظن أن ألم هذا البلاء سيطول حتى آخر الأمد
أن الحياة قد انتهت عند هذا الحد

وبعدها يأتي الفرج ويغمر الله قلبنا بالفرح
نعد أنفسنا دائمًا أننا سنصبر ونحتسب الأجر
لكن عندما تحين اللحظة ويعصف بنا البلاء
ننسى ويدور بنا الشيطان بأصابعه فنجزع ونتأفف

بل نلطم على أجسادنا ونتذمر وننوح
ونفقد ذلك اليقين الذي كان وطيدًا
قبل أن يتمكن منا الأسى
و وسوسات القرين الخبيث

ننسى كلمة الصبر، الجلد
التحمل والإرتواء من رحيق الأمل
اللواتي كنا نتغنى بها في محافل الذكر
واصفين بها أنفسنا لكن كلها تضمحل

حينما يحين وقت الجد
وقت تنفيذ وظيفتها
وإحياء معناها في قواميس حياتنا
لكنها لا يكون لها محل من الإعراب
في جمل المضارع التي تنطق بها ألسنتنا

بل تهجر في الماضي الذي راح و ولى
ومن دون أن يتباهى جبيننا
بوصم هذه الصفات عليه
وبسبب تهورنا هذا لن يكتب لنا
أن نكون من المؤمنين الأتقياء
ستضيع الكثير من حسناتنا هباء

بسبب قنوطنا وما تلفظه أفواهنا
وقت الجزع من ترهات

التي لن يتغاضى عنها لا الكتبة الكرام
ولا رب العباد
لهذا علينا باتباع عدة وصايا تساعدنا
على إمساك أنفسنا

عندما تكاد أعصابنا تنفجر من شدة الغضب
عندما يتلبسنا ذلك الجان المرعب
عندما تضيق بنا الأرض بما رحبت

وتكاد صدورنا تختنق من فيض الكآبة واليأس

لأن القدر لم يطاوعنا ونبش أحلامنا
التي ربما تكون في الأصل مستحيلة البلوغ
لكن الإنسان طموح ويبتغي الأعالي
وإن كان لا يستحقها!

عندما تجرحنا الحياة وتصبح الفاجعة هي
عنوانًا لأيامنا وتنخر أنفسنا الجبانة المواجع
لتذرف دمائها دامعة

تذكر، عندها لن يكون لك مخرج من كل هذا
إلا بآيات عطرة من القرآن الكريم
بشرح وافٍ من سيرة النبي المصطفى
وأصحابه رضوان الله عليهم
وكذلك العلماء فهم ورثة الأنبياء
ومحاولات متواضعة منا نحن عباد الله البسطاء

وجبة مدعوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن