الخاطرة: ميثاق.

23 5 17
                                    

***

عقود القناديل المضيئة تمايلت على صدر كل منزل، تناقلت عدوى الإبتسامات، ونبضت الأفئدة الملتاعة بصخب لاقتراب قطار العشيق، الذي سيهب النسيم عند قدومه ليهش به السحاب المزعج.

ليكشف عن قوسه المهيب، الذي اتكئ عليه بخمول السيد رمضان وفور رؤيته ستبتدء ترنيمة التهليل والتكبير، فقد وصل الضيف وطل على سمائنا ببركاته.

ف

لأجله فرشت البيوت وازدانت بأبهى حللها ونقيت من أغبرة النفوس والأسطح، وامتلأت المؤن، وتكدست طلبات الأبناء والأزواج في مذكرة الأمهات من أشهى الوصفات.

وتضامت الأرواح قبل الأجساد المحتضنة باستبشار، وحتى العلاقات المكسورة الجرار، تلاحمت ثناياها الدامية وضمدت بمرهم التسامح والغفران.

جهز كل قرآنه ومصلاته حتى يختم فيها أقدس الختمات ويقضي فيها أروع اللحظات الروحانية في صحبة العائلة والأحباب وملائكة الرحمن.

لكن هذه المرة لا أطباق ستتبادل لتنقل معها المشاعر الصادقة والنيات، ولا صفوف متراصة من المؤمنين ستصطف على سجادات المساجد لتبصم بجبينها عليه بحرقة للقاء أمها الأرض ومنحية بظهرها لخالقها تدعوه بوجل وصمت.

ولا الأيادي ستتصافح بمودة ووقار، ولن تهتز الأجساد بحمية في احتضان الأخوة والأحباب كتبادل للفرحة والتبريكات، فقط ستتلاقى الأعين من بعيد، من وراء زجاج النافذة أو على الشرف.

لكن لم تتلامس خلايانا البتة فقد بتنا كقنبلة موقوتة، كلنا للآخر. فقد احتجزنا في أقفاصنا قبل أن تقيد الشياطين حتى، لن نقدر سوى على الإبتسام بمواساة وتضامن لنقهر هذا البلاء ونرده على أعقابه مهزومًا.

فقط سننبش عقولنا ونستخرج تلك الكنوز الثمينة التي احتفظنا بها لمثل هذه الأيام العسيرة، ذكرياتنا من الطفولة وحتى المراهقة وأيامنا التي رحل منها الكثير ولكن أثرهم باقي كما ذكراهم.

صدى ضحكاتهم ولمساتهم الحنونة خزنت فينا وحولنا، فقط لنمسح عنها غبار النسيان والماضي ونعيدها للحياة عبرنا نحن، نجعل أرواحهم الطيبة تتلبسنا فقط لشهر، وبتفعيل وصاياهم وأخلاقهم المحمودة في نفوسنا سنصلح من ذاتنا وعلاقاتنا التي لم نعطها حقها ولا عباداتنا.

فالنفتح الباب على خزينة حياتنا التي تكدست بالمسؤوليات التي لم نوف بحقها، فالنربط الخيوط التي انتظرت طويلًا لتنعقد ونضيء الشموع التي انطفأت.

لنقبض على الأيدي التي هجرناها وافتقدنا دفئها ولنكمل مزج الألوان وتوصيل الخطوط التي تركناها ناقصة في رسمة، إنها فرصتك فاستغلها فهي ربما لن تكرر أبدًا.

***

مرحبًا متابعيني الأعزاء
كتبت هذه الخاطرة بسرعة خارقة😂
لذا أتأسف على أية أخطاء إملائية
فأنا لا أريد أن أفوت المشاركة فقد انشغلت
حتى آخر لحظة اليوم
وبعد قليل سنبدأ بتحضير السحور
الأعمال لا تنتهي في رمضان
خاصة الأعمال المنزلية💔
أرجو أن تنال إعجابكم
رغم أنني أحس أنها ليست ضمن المستوى😅
على كلٍ المهم أنني كتبت وشاركت
بالتوفيق للجميع

تقييمكم من ١٠؟

author-777

&

lovely_kokie

مع السلامة
في أمان الله ^-^♡

وجبة مدعوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن