مقدمة

985 27 8
                                    

عندما يغيب الوعي يستيقظ القلب .. فيصرخ صرخته التي تسكتها الروح فتهاجر اوطانها إلى أن يهدأ وتعود مع زقزقة العصفور."

.
.

عندما ترى الأسود في اللحظة وترى الالوان في الذكريات أي نوع من الوهم تعيشه ؟ عندما تتمنى أن لا تعيش هذه اللحظة بينما ترجوا لو يعود بك الزمن لتعطيها نصيبها من الاهتمام أي نوع من التناقض تجيده ؟ عندما تريد حب الجميع ثم اذا انفردت بنفسك تشعر أنك غني عنهم أي نوع من الجنون تلاحقه ؟.
عندما لا تؤمن بالحب ثم تقع به أي نوع من الكذبات على نفسك ملقيه ؟.

في هذا العالم هناك حزبان من البشر طرف شقي وطرف سعيد.
الأمر أن ميزان الحياة يميل للأقوى.
أما ميزان الموت فيميل للأضعق.
هذا التناقض اللذيذ يجعل المخاطرة على اطراف الخيط الذي يفصل بين الأسبقين جنونا.
ويسميه البشر اختلالا عقليا.
فلطالما صنف الانسان أي شيء لم يفهمه في خانة المرض والجنون ، الاختلاف .. غير مسموح به.
وإن كانت لك أفكار خاصة يجعلك هذا بنظرهم شاذا.
في عالم البشر هذا إن لم تخضع لقوانينهم المسماة بالفطرة فأنت مختلف أنت مجنون

افاقني من سهو افكاري فتح الباب مصدرا صوتا مزعجا لقدمه غير أني قد اعتدت عليه تماما ولم تعد اصواته المزعجة شيء يذكر.
دخلت تلك الممرضة بيدها دفتر صغير.
لمعت عيناي في وهن .. هاقد بدأت عجلة حياتي تدور من جديد.
رن صوتها في الغرفة المظلمة تنبهني :"سيد ليورم .. سيد ليو هل تسمعني؟'

"ليورم" إسم غريب لطالما شعرت بعدم الألفة تجاهه
إسم يجعل ذكرياتي تتدفق كنهر قيد مجرييه فلما حرر عاجل لهفة بالسيلان. يجعل الفوضى التي بداخلي تستيقظ .. يزيدها بلة.

لا أعلم كم مضى وأنا أحدق بالفراغ كما لم أعلم متى جلست هي متربعة أمامي فهذه عادتها وهذا روتين صنعته روحي. روحي التي تتيه في عالم ملئه أسود .. تضيع مني وتهرب.

أستقام ظهري جالسا باعتدال خدي يرتكز على راحتي يدي التي تستند على فخدي بدورها
احدق بالطبيبة أمامي التي ابتسمت وبعثرت شعري ..
سالت سؤالها مجددا بعد تنهيدة طويلة وأنا كنت قد سرحت بعينيها لا أزيحهما ولا أدعها تزيح خاصتها :" حسنا عزيزي ليو .. كيف كان يومك .."

بسؤالها عن يومي أدرك أنها تسأل عن الأفكار التي راودتني اليوم لكني متعب لأجيب
اقتربت أكثر وخاطبتها :"عيناك جميلتان أنسة نا"
تحمحمت في توتر وأعادت صياغة سؤالها :"ليو .. هل تريد عيناي ؟"
اثارتني بمشاغبتها الذكية لاستدراجي للجواب فابتسمت في شحوب عالما فخها التي تريد مني الوقوع به لكني لم أهتم على أي حال.
:"أجل .. لطالما أردتهم."

اتسعت عيناها في ذهول وكتبت شيء ما في كراستها البيضاء الصغيرة.
سقط رأسي على كتفها وضحكت بهستيرية
جاعلا منها تضرب رأسي بخفة
:"أيها الشقي كف عن اللعب .. لو استمريت في سرد هذه الاجابات ستظل طوال حياتك هنا ليو.."
أجبت في عجلة وكأني أحاول التبرير :" ولكنها أنت أنسة نا."
بيدها التي تمسح على شعري احتجت أشعر بفكها يتحرك ضد راسي :" ماذا لو لم أكن أنا ! أقول على هذا للأساس."

your eyesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن