01

462 26 23
                                    

"عندما جعلتَ الأمر مستحيلا .. ظننته لوهلة ممكنا جدا ؛ سبب كافي ليجعلني اتعلق بك مجددا"

.
.
.


:"كما تعلمون ، طلبتي الأعزاء .. الأمراض النفسية ، اذا آمنتم فستقدرون على علاجها جميعا.. الأمر في فهم فحوى المرض والمريض وبناء ثقة كافية ليجيبك عن أسئلة قد تصل أن تكون شخصية هنا تستطيع أن تقول أنك نجحت بأول مرحلة من العلاج وأهمها"

خرجت من باب تلك الجامعة مفعما بالحيوية أدفع بنفسي قدرا كبيرا من الإيجابية بعد أن انتهت محاضرتي بنجاح.
اعتدت على أن أكون شخصا ناجحا منذ أن كنت بالمرحلة المتوسطة ومهووسا بالتفاصيل والمثالية
كان هاجسا الوقوع في أصغر خطأ يذكر
وفور انتهائه كما أملت أتنهد بحرارة .. كأن كل ذلك التوتر والخوف وانعدام الثقة يتبخر مع انفاسي اتيا بنفس جديدة
من المضحك أني طبيب نفسي يعاني من خلل في الثقة بينما يحاول تعزيز هذي الاخيرة عند مرضاه.

صفعت وجهي بكلا راحتي يدي ابعد هذه الأفكار الغبية التي تمنع عني ان افرح بمنجزاتي.
غير ذلك فقد حان الوقت تقريبا للذهاب إلى ذلك المشفى العظيم.
تذكيري بنفسي القديمة مجرد محاولات بائسة لشخصي الضعيف بداخلي للحد من سعادتي.

خطوت نحو سيارة الرانج روفر البيضاء المكسوة بغطاء مخملي أسود من الفوق يطبع على بياضها تصاحبني نظرات الاعجاب التي اعتدت عليها في حياتي الجديدة هذه.
دفعت بمفتاح السيارة وشغلتها قاصدا مشفى ويستن للامراض النفسية.

_________

استيقظت ككل يوم على يد حانية تمسد شعري وصوت رنان يطرب اذني وهو ينادي باسمي
علمت بسرعة من صاحب هذا الصوت الرقيق فأبدى وجهي المليح ابتسامة وفتحت عينا دون الاخرى اعلمها أني قد استيقظت فكفى.

جلست متربعا مادا يدي لها تطعمني بتلك الابرة الصغيرة احدى ادويتهم المزعومة والتي لن تفيدني ابدا لأن ما بداخلي ليس مرضا كما يعتقدون وانما وحش . وقوانينهم .. منطقهم وأفكارهم لن اتبناها.

استقامت وهي تضحك بينما كنت اسند خدي على كفي بابتسامة اوجهها نحوها :"تعلمين انك ثاني انسانة تسترعي انتباهي منذ وجدت ؟"
:"ها قد عدنا مجددا لكلامك هذا .. اتغازلني ليو !؟"
ابتسمت في لطف احاول كبح هذا الشعور الطاغي احاول التحكم به فهي طبيبتي الدكتورة نا لذا يجب على كل شيء أن يكون على مايرام.
قلت في مزاح ولعله كان ثقيلا قليلا :"اجل لذا تزوجيني"
توقفت لوهلة ولكنها ما فتأت أن ضحكت حين شرعتُ بالقهقهة على ردة فعلها الجدي.

لحظة الصمت تلك كانت اكثر لحظة صامتة احببتها في حياتي .. لكنها قطعتها تذكرني :" لم يبقى سوى أسبوع صحيح ؟!"
جعلت كلمة اسبوع من جسدي يقشعر
تذكرت تلك السنوات الخمس التي قضيتها هنا .. كل تلك الاحداث والمواقف التي جعلت مني احب الطبيبة نا
كل ما جعلتها تمر به .. كان ذلك مخيفا .. وكأني سأفقد قطعة من روحي
على اي حال كم تغير العالم في غيابي ؟ سألت نفسي. همهمت كاجابة وامارات القلق تجتاح وجهي.
رأت هي ذلك ووضعت يدها الدافئة على خدي مبتسمة كالعادة :" لا تقلق .. تصرف كما صارت العادة وستخرج حسنا ؟"
بادلتها ابتسامتها بتكلف وودعتها.
ولثواني قليلة ..
عندما فتَحَتْ باب غرفتي 401 ..
رأيت ذلك الظل هناك .. وجه لشخص عرفته
وكللت تلك الثواني باغلاق الباب بوجهي معيدا لي وعيي الكامل مجددا ..
عندها دار كلام بداخلي *أنت مريض نفسي .. ظهور خيال كهذا مرجح إلى أنك تتوهم وحسب*
تنهدت واستلقيت على سريري وتشكلت عقدة بين حاجبي وظللت اكرر *أنت تتوهم دونغهي*
لكن صوت ما بداخلي كان يصرخ *أنت وأنا نعلم أنك لست مريضا دونغهي*
تكومت حول نفسي ويداي في حركة لا ارادية تموضعت فوق اذناي تحاول بذلك كتم أي صوت قد يصل لمسامعها تحاول جاهدة ان تسكت هذا الصوت الذي يردد * ماذا وإن كان حقيقة ؟ مالذي ستفعله دوني ؟*
انفاسي اضطربت وصرت الهث وصوت انيني بدأ يخرج عن ارادتي

your eyesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن