لابُدّ أنك حاولت من قبل تخيّل الجنّة، وما هيّتها وكيف تبدو! من مدَى وسَعها وعِظمها وجمالها، ورُغم هذا كُلّه تتشتت كُلّ تخيّلاتك عندما تتذكّر حديث الرسول ﷺ عندما قال "في الجنّة مالا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" وعندها يخفق قلبك بشدّة وتشعر بالحماسة ويتحدّث قلبك "يارب اجعلني من أهلها".
الجنّة هي المكان الدائم الذي سنبقى فيه في حياتنَا الاُخرى، الحياة الحقيقية التي لا نبلى فيها ولا نفنى، وبِها النعيم الحقيقي.
فمهما كان للإنسان من مال وأملاك وثروات في هذه الدنيا، يستحيل أن يكون سعيدًا على الدوام، يستحيل أن تستمرّ حياته بدون منغّصات ولا أكدار، فالمال ينتهي، والبيوت تُفنى، والأجساد تهرم.
ولكن في الجنة كُلّ هذا لن يحدث!
سنكون في أعمارنا ما بين ٣٠ و٣٣.
لن نهرم أبدًا، ولن نكبر، ولن نمرض، ولن نشعر بالضيق أو الملل، ولن نشعر بالتعاسة أو الاكتئاب أو الفراغ، سنكون في نعيم لا نتخيّله، سعادة دائمًة غير منقطعة، وكلّما عشنا يومًا فيها سنُصبح سُعداء أكثر فأكثر.ولن نموت .. ولن نخاف من فقدان أحبابنا، ولن نَرى الحُزن ابدًا.
كيف لا؟ ونحن سنرى الله سبحانه وتعالى في الجنّة؟.
سنرى العظيم الذي نعبده ليل نهار، سنَرى الرحيم الذي أنقذنا ونجّانا من أصعب المواقف، سنَرى العزيز الذي اختار لنَا الخير دومًا، سنَرى الصبور الذي صبَر علينا عندما ارتكبنا المعاصي، سنَرى الحليم الذي كُنّا نؤجل التوبة له ولم يعاقبنا، سنرى الجميل الذي جمّلنا فأحسن صورنا وخلَق الجمال على هذه الأرض، سنرى اللطيف الذي لطَف بِنا في كل وقت وحين وحمانا من الأذى وأحسن إلينا رُغم تقصيرنا.
ورؤيتهُ عزّ وجل أعظم نعيم في الوجود، لأن نظرتنَا إليه سُبحانه هيَ ستكون بلا شكّ أجمل نظرة في حياتك، فجمالهُ سُبحانه يفوق التخيّل ولا يستطيع العقل البشري البسيط إدراك ذلك أو حتى تخيّله.
وسنقابل خير البشَر محمد ﷺ
سنقابل من تعب وكدّ وعانى حتى يكون لنا دينٌ صحيح، من يقول يوم القيامة "أمتي أمتي" من ادّخر دعوته إلى يوم القيامة حتى يشفع لنا، سلامٌ من الله عليه.