Ch. 2

1 1 0
                                    

مشيت اكثر ، ودون ان انتبه تعثرت بأحد القبور ،ألم يقولوا أن لكل شئ علامة ، أو علينا أن نفرق بين العثرة و العلامة ، لعل هذا الميت يريد مني شيئا ،لعله يريد الحديث معي ، ان كان هذا حقا ،لا مانع عندي ،لك هذا ايها الميت و لك ما طلبت .
جلست على المرحوم قليلا ،اقصد على قبره طبعا ، حدثته هكذا .
أسمي علي . وأنت؟ "قرأت شاهد القبر " علاء رياض ، اسمك يدل على انك شاب ، كيف مت اذا ، انت لست شهيد حرب ، شاهد القبر لا يدل على هذا ، اظنك شهيد حب ، هل قتلك الحب يا علاء ، ان كان كذالك حقا ،فلن استغرب كثيرا ،ان اكثر الموتى من العشاق ، أو لعلك كنت فتى صالحا ، فالله احيانا يعجل بقبض روح الصالحين من عباده ، يكافئهم فيخلصهم من وجع الدنيا وظلم العيش فيها.
علاء هل انت وحيد ؟ لا اظنك اكثر وحدة مني ، فانت ميت بين الاموات أما انا فنيت بين الاحياء .
علاء أتريد أن اقول لك نكته ، "هل تعلم ان الانسان اذا مات توفى "هههههه ،تافهة ،اعلم أعلم انها تافهة، لكنها ليست اكثر تفاهة من واقعنا المزري يا علاء ، بس انت اضحك شبيك الضحك يطول العمر ، اهاااا نسيت أنت ميت ! أعذرني ، أو ان على ان اعتذر من نفسي لاني مازلت حيا .
_ من انت؟ "جاء الصوت من الخلف ".
_ يمة ،اسم الله ،قل أعوذ برب الفلق ،اسم الله ،اسم الله ،تكلم الميت.
اصطكت أسناني خوفا ، تجمد دمي ونشف ريقي ،وقلبي لا اعرف هل ظل يدق ام توقف من الخوف هو الاخر ،رحت أرجف ،وانا في مكاني ،الان انا اشورطني وكعدت عليك .
جاء الصوت ثانية .
_ أيها السيد ،هل تسمعني ؟
اتضح أن الصوت لم يكن من القبر ، صاحب الصوت فتاة ، أدرت رأسي على مهل و مازال جزء مني يرجف ، أصاب الخوف روحي ، اكثر الاشياء خطرآ هي تلك التي تظنها آمنة .
رفعت عيني فرأيتها ،وجهها أعاد الأمان الى روحي،  جميلة ،انما فائقة الجمال ،كل ما فيها يشع جمالا ،انها القمر في ليلة تمامه وكماله ،بيضاء ،شعرها اسود ،ليس طويلا جدا ، انفها مثل انفي صغير وناعم ،لا بل اقصد يشبهه قليلا ،بصراحة لا يشبه اطلاقا ،فانفي كبير ،لم الكذب ،فمها صغير ،هذا يعني انها لا تتكلم كثيرا ، عيونها كعيون الاطفال تتلى البراءة فيها، لا أريد ان اصف جسدها ،قد لا اوفق في هذا ، بصراحة اني اذا أردت أن أصف جسدها ساحتاج عندها الي كثير من الورق والكثير من الاستحمام .
كان يجب الا تكون هنا ، كان يجب الا تكون في المقبرة ، وجهها يحيي العظام وهي رميم ، وان الموتى هنا لا يريدون العودة ، هم بالكاد وجدوا فرصة ليموتوا .
_ أنا آسفة، هل ا عبتك، أراك ترتجف .
_لا لا ابدا
وفي قلبي قلت
"والله فشلة وكله من وراك علاء "
_معذرة انت تجلس على قبر جدي .

الصدفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن