درسي

22 5 1
                                    

أهلا مذكراتي العزيزة،مضى وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا فيها،حتى أنني لا اتذكر! لكن لا مشكلة، أعلم أنك تتفهمين و أنك لست متطلبة، و هذا مرض للغاية.

لكنني اليوم أحتاج إليك، حدث معي شيء مهم أردت أن اشاركك فيه ،و أن تحتفظي لي به إن حدث و اندثر من ذاكرتي،مع أنني لا أظن أنه سيحدث .
على أي حال، كالعادة تعرفينني كنت أجلس فوق سريري العلوي، تتذكرين عندما اخبرتك بأنني استغللت منصبي كالطفلة الكبرى للفوز به، كان هذا و لا يزال انجازا بالنسبة لي فقد تم تنفيذ رغبتي بدل أختي الصغرى التي اكبرها بسنة، فحضيت هي بالسرير السفلي، رائع أليس كذلك!
لكن دعينا من هذا الآن، دائما ما يجرفني الكلام معك أين كنا؟...أجل فوق السرير!، كنت فوق السرير أفكر في بداية للقصة القادمة من تحدي سلام،و كما تعلمين، أنا حقا حقا متأخرة! قلبت الافكار في رأسي،و تخيلت ما قد أكتب و كيف سأكتب؟...عما سأتحدث؟...كيف ساعبر؟، ثم ما الصورة المناسبة للغلاف؟و كيف سابرزها؟ أفكر في حل لسؤال، ثم ينبثق آخر ماذا عن الاخطاء؟ و الإملاء...ااخ
رفعت رأسي الذي كان منحنيا على الحاسوب احدق فيه ببلاهة وحاجبان معقودان على  صوت والدتي و هي تصرخ في بجملتها الشهيرة: أو كلما استدرت أراك معلقة في ذلك السرير كالقرد! انزلي من هناك!

نزلت من السلالم التي بت اكرهها في الآونة الاخيرة، بسبب الصعود و النزول المتواصل و تبعتها إلى المطبخ بانزعاج، حيث أشارت إلى أسطوانة الغاز المركونة على الجانب و هي تقول: لقد انتهت وعلينا استبدالها ، سننزل إلى المراب لإحضار الأسطوانة الممتلئة.
فقد اعتاد ابي أن يحضر أسطوانتان تحسبا؛ تنهدت باستسلام ثم تعاونت أنا و إياها على حملها، بعد أن عقمت يداي جيدا كما أمرت.
استغللت الفرصة في اكتشاف سيارة أبي و التي وجدتها بالصدفة مفتوحة، لا بد أنه قد نسي إغلاقها من جديد،تركت أمي لتتعارك مع القنينة، في حين كنت اعبث بمعدات السيارة ، و في هذه الحال يجب أن تعلموا أنني فاشلة تماما في أي شيء يتعلق بالسيارات! و لو في أبسط الأشياء !و هذا ما يفسر ضغطي على كل أزرار المذياع في محاولة ﻹطفائه،بعد أن أشعلته من فرط الفضول، ضغطت على كل زر دون جدوى! فلم أجد حلا سوى في خفض الصوت إلى أقصى درجة،و كأنه مطفأ، ثم اقفلت الباب و ساعدت امي في حمل الاسطوانة .

و ضعنا قنينة الغاز على الارض و ياللهول! تكسر ظهري ،لم اكن اعلم انني اصبحت بهذا الضعف! ويحي ،إن هذا الحجز و كسلي سيقضيان علي حتما!

تسللت بخفة إلى سريري متعدد الاستعمالات، و عدلت جلستي لابدا من حيث توقفت سابقا. لم تكن إلا بضع دقائق...بضع دقائق، و سمعت صوت أبي حيث عاد من عمله،هذا ما كنت أتحدث عنه! اضطررت للنزول مجددا و خطوت نحو المطبخ حيث أحضر أبي بعض الخضار و الفواكه و كما جرت العادة يتوجب غسلها و مسحها ثم ترتيبها، لكنني فوجئت بسؤاله قبل أن أبدأ: ما الذي جعلك تعبثين بالسيارة ؟
صدق من قال قتل الفضول القطة.

علمني العصفور (تحدي سلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن