كم أردت ان اكتب و لكن الكتابة تلوي ذراعي ....أوكسجين ...
١
علت الصرخات الغرفة و ركضت هاربة نحو غرفتها ، فتحت الباب فإذا بها تجد نفس الفتى نائماً على سريرها ، تقترب منه تلمس يداه فتجدها باردة ، تستمع إلى نبضات قلبة فتجدها قد توقفت لتصرخ و تستيقظ على صوت أمها توقظها لصلاة الفجر" فاطمة !! هيا انهضي للصلاة " .
نفس الكابوس يتكرر لثلاث مرات ، ولا تدري هل تحتاج إلى الذهاب لمفسر ؟ ، ام الكابوس عبارة عن ذنب إقترفته منذ زمن بعيد ؟ ، تتفحص ماضيها فتجده مليء بالذكريات ، تتذكر ان الوقت قد تأخر و انه عليها الذهاب إلى الجامعة قبل حضور المحاضر و إلا فسوف تعاقب .
اآخ كم تكره إنتظار الحافلة ، و آخيرا ها هي تصل إلى الجامعة و بخطوات سريعة تذهب إلى غرفة المحاضرة لتلحق على الموعد و لحسن حظها فلقد تأخر المحاضر لسبب غير معروف ، تبحث عن صديقاتها لتجلس بجانبهن لتتحدث عن نفس الأخبار و الأشياء يوميا ، لم تُحب الطب يوما ً ولم تشتهيه ، ولكن سبب دخولها الكلية كانت طاعة و استجابة لوالديها الذان حلماَ بأبنه طبيبة ولأنها الفتاة الوحيدة كان عليها إجابة هذة الطلب .
يدخل المحاضر حاملا بيديه ملف أخضر ليعلن أسماء الطلاب الحاضرين و يبدأ بأول اسم و حتى توقف عند اسم شد انتابه فاطمة كثيراً لانه لم يكن موجودا من قبل ، وعندما انتهى المحاضر من قول الأسماء دخل شاب كان يبدو عليه انه في العشرينات من العمر شعره بني داكن و عيناها كان لؤلؤة في جمالها ، لقد شد انتباه الجميع بمن فيهم فاطمة التي حاولت ان تتذكر أين رأت هذا الوجه من قبل ؟ .ً
٢
كالفارس على حصان أبيض هكذا كانت تتخيله و تود ان تراه مرة أخرى ، و لا يمضي يوم حتى ينظران لبعضهما و يضحكان ، لقد خُلقوا لبعضهم هكذا كانت تظن ، ولكن ظنونها و جميع أحلامها اختفت عندما علمت ان الشب الذي كانت تحبه أعمى ولا يستطيع الرؤية و في أغلب الأحيان كان يخجل من ان يحمل عصاه معه فيذهب بدونها و يعتمد في السير و على أصدقاءه و إحساسه لم تعلم إلا عندما أخبرتها صديقتها نورة بجميع التفاصيل فلقد رأته البارحه في السوق و هو ممسكا بعصاه السوداء و قالت لفاطمة بنبرة غصب " ماذا تريدين من شاب أعمى ؟ آلن تتركي أحلام اليقضة ؟! صدقيني هو لا يعلم بكِ اصلاً ، فلما تتمسكين فيه؟؟! " ولكن فاطمة لم يعجبها كلام نورة فقالت " ولكنه كان يبتسم لي ! ، أنا متأكدة انه يراني و انه يعلم بي !" ، " إنهُ شا بُُ أعمى !! أعمى !! الا تفهمين ذلك !؟؟"
3
دخلت فاطمة الغرفة و أخذت تبكي بحرقة ، ماذا ستفعل مع هذا الشاب ؟ هل تتركه يمضي إلى حال سبيله ؟ ، ام تصارحه بمشاعرها ؟ ؟ ، وقفت حائرة أمام جميع تلك الأسئلة و هي تتذكر كلمات صديقاتها ، لكنها لم تستسلم فقررت أن تلحق به فهو أول شخص أحبته في حياتها ولو كان أعمى فقد وعدت أن تكون عصاه و قررت أن تتقدم خطوة في الأمر فبحث في جميع المواقع عن شيء يوصلها إليه ، و أخيراً ها هي تفتح صفحته على ال" فيسبوك " و تتصفح صورة ولكن صورة واحدة كان أن توقف قلب فاطمة فما كان في الصورة ليس الشاب الذي أحبته فقط بل فتاة كان تقف بجانبه و الجميع يبارك له بخطوبته ! ، لقد تأخرت كثيراً لقد خطب هذا الشاب فتاة أخرى ، ولم تستطع فاطمة أن تغلق الصفحة ولم تستطع الحراك لفترة حتى أحست أن ما رأته واقع وليس خيال لا يفارق مخيلتها ، و لم تنم تلك الليلة و لم تغلق عينيها ولو لمرة كانت الثواني تمر ببطء شديد و الظلام كان يحيط بفاطمة من كل إتجاه و لأول مرة أحست أنه أحبت الظلام كثيرا و أرادت أن تبقى فيه ...
4الفتى الذي أحبته فاطمة كان متطوع في الجامعة و كان يريد تحقيق حلمه منذ الصغر و هو مساعدة الأخرين حتى و إذ لم يستطع أن يرى شيئاً .
لقد كان حسن في نظر الجميع أفضل من الكثير من المبصرين فهو لم يكن ناجحاً في دراسته فحسب بل في حياته و مع أصدقاءه و أقرباءه أيضاً ، لقد كان يعلم و يدرس كثيراً حتى أستطاع تحقيق حلمه .
منذ الصغر كان حسن يحب ابنه عمه عائشة لأنها كانت دوماً تهتم به و تساعده ، لقد كانت عائشة تشتري له المثلجات عندما يسقط و يبكي و كانت تصف له الأماكن و الأشياء عندما لم يستطع رؤيتها ، لقد كانت له أكثر من مجرد ابنه عمه ، لقد كانت كل شيء . كَبُر الإثنان و ازداد حبهما و لم يستطع أحد تفريقهما إلا أن قرر أب حسن أن عائشة هي أفضل زوجة لحسن و بهذا تزوج حسن من عائشة .
لقد كانت في مخيلته أكثر مما كان في مخيلتها ، تلك الفتاة التي أخبره صديقة عمر أنها تنظر إليه يومياً و تبتسم ، أراد أن يعرف من هي تلك الفتاة و لما كانت تبتسم له و لكنه كان يبتسم لها أيضاً في كل مرة يخبره صديقه عنها و يصفه لها .
لقد شعر حسن بشعور لم يشعر به سابقاً ، رغم أنه لم يتعرف على الفتاة من قرب و لكنه شعر بأنها تختلف عن باقي الفتيات ، كم أراد أن يرد الله نوره ولو للحظة ليراها ، لم يتمنى أن يُرجع الله نوره من قبل إلا عندما سمع بكاء أمه في الليل و هي تقول " كفيف ! ماذا سأفعل بإبن كفيف !! " .
لم ينم حسن تلك الليله وهو يفكر، قرر أن يقول لصديقة عمر في الصباح أنه يريد أن يتحدث معها ، و كان يأمل أن يعرف ولو للحظة هل كانت تشعر بنفس شعوره أم لا ؟ .
5
( انتظروا التكملة )
أنت تقرأ
أُوكسجين
De Todoالقصة عبارة عن أجزء و سأقوم بأنزال جزء جديد بين فترة و فترة بسبب طول القصة قليلا و انشغالي فأعذروني و أتمنى ان تنال إعجابكم❤️