شيئ ما يتحرك هناك بين ضباب المستنقعات قادما نحونا ... بعدما انتظر قرونا ....
انني لا أرى وجهه ..لنا الآن أن نتخيل الموقف كالاتي :
هيلين صعدت وثبا إلى غرفتها دون أن تنطق كلمة واحدة ، حيث ارتمت على الفراش بثيابها منبطحة على بطنها ....
راحت تدون كل الاحداث الاخيره في مفكرتها التي هي بين أصابعي الان ....بخط عجول يفتقر للنظام ..
ويا له من خط ..... !!!
كل حرف فيه يضج بالهستيريا والهلع وخشية الغد .
اندرو في الطابق الاسفل يجلس على الأرض أمام المدفأة محاولا شرح ما حدث للزوجين غير الفاهمين ....
في غباء يصغي جون وسارة لخلاصة الموقف لقد تهدم الجسر صلتهم الوحيدة بالعالم الخارجي والفاعل مجهول لكنه حتما ليس الريح ولا الذئاب ...
__" من يفعل شيئ كهذا ..؟؟"
__" لا ادري "
__" ظننت المنطقة معزولة حقا ... "
__" هي كذلك للأسف ..."
__" والحل ؟؟ ...لن نموت جوعاً هنا بهذه البساطة "
__" موت ؟؟ "
هتف اندرو بهذه الكلمة في شيئ من الاستخفاف ثم ضحك ضحكة عصبيه :
__" من تحدث عن الموت ؟؟ ...كل ما علينا هو عبور المستنقعات راجلين ....وسنجد القرية في الجانب الآخر "
نظر له جون في غباء :
__" قلت إن المستنقعات خطرة ...."
__" لمن يجهلها نعم ....أما أنا فأعرف كل شبر فيها ولن نحتاج إلا إلى أربع ساعات أو ست ..."
تأمل جون النار المتراقصة شارد الذهن لبضع دقائق ...
ثم قال وهو يشعل لفافة تبغ برغم كونه غير مدخن :__" هذا لا يروق لي يا اندرو ...أرى بأن الحكمة تقضي بأن يحاول أحدنا أو جميعنا عبور الجسر على الأقدام ...
ربما كان هذا عسيرا لكنه ليس مستحيلا مع إستعمال الحبال ...وحين نصل إلى الجانب الآخر نقطع مسافة طويلة لكنها آمنة حتى نصل إلى مكان مأهول ..."
__" سخيف !! "
قال اندرو محنقا :
__" لماذا نلجأ إلى المخاطرة مادام لدينا حل سهل تنعدم فيه درجة المخاطرة إلى الصفر ؟؟ ...ثق بأنني اعرف ما اقول ....."

أنت تقرأ
رعب المستنقعات || Swamp Horror|| للكاتب أحمد خالد توفيق
Mystery / Thrillerالظلام والبرد والمستنقعات غير المتناهية .....انت هناك .....لكن شيئا آخر لا تدري كأنه يطاردك شيئا تخشاه أكثر من المستنقعات والظلام ولهذا ستركض .....لن تكف عن الركض ...ولن تدير رأسك للوراء لانك لو فعلت ستراه ........!!!!!