كافكا قبلَ وفاتهِ بسنة

26 3 0
                                    

ﻛﺎﻓﻜﺎ، ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺴﻨﺔ ﻋﺎﺵ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ،  ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻟﻔﺘﺖ  ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ
، ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﺩﻣﻴﺘﻬﺎ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓي،ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎ
ﻓﺎﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺒﺤﺜﺎﻣﺠﺪﺩﺍ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻗﺮﺭ ﻛﺎﻓﻜﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻣﻴﺔ
ﻟﻠﻄﻔﻠﺔ، ﻭﻳﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﻴﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻟﻸﺑﺪ
: ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺗﻮﻗﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎء ﺃﺭﺟﻮﻙ ، ﺇﻧﻲ ﻗﺮﺭﺕ اﻟﺴﻔﺮ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺷﻴﺎء ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺎﺑﻼ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ وﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ
،ﻭﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻟﻘﺎءﺍﺕ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺗﺤﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺪﻣﻴﺔ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﻋﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻬﺎ وﺑﻄﻮﻻﺗﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﻤﺘﻊ، ﺟﻤﻴﻞ ﻭ ﺟﺬﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺃﻫﺪﻯ
ﻛﺎﻓﻜﺎ ﻟﻠﺒﻨﺖ ﺩﻣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺁﺧﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻣﻴﺔ
ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻏﻴﺮﺗﻨﻲ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺃﻧﺎ
.
.
.

ﻛﺒﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ بﺪﻣﻴﺔ ﻛﺎﻓﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺎء ﻳﻮﻡ ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺒﺄﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻢ ﺩﻣﻴﺘﻬﺎ  ﻭﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ:
"ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺐ ﻣﻌﺮﺿﺔ -ﻟﻠﻔﻘﺪﺍﻥ ﺩﻭﻣﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﻳﻨﺎﻩ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺨﻠﺺ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﻊ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺘﻤﺎ  ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ
ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻈﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ اﻷﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻧﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ  ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺟﻤﻞ❤

Short writings ✒."حيث تعيش القصص. اكتشف الآن