الجُزء الثالث ~

195 18 63
                                    


الحربُ ... تبدأُ بتبادلِ إطلاقِ الانظار
والطرفُ الأكثرُ ضعفاً .. هو الذي يستشهدُ
خجلًا.. لم أكن أعلم بأنهم استبدلوا النظرةَ برصاصة .
-مُقتَبس-
.
.
.
.
.
.
.
حَلَّ الليلُ وغَطى بسوادِه سَماءَ أسكُتلندا والقَمَرُ البادي في الظُلمات وَحولَهُ النجومُ حُراسٌ يُحيطونَهُ كان هذا هو المَنظَر الذي أَطالتْ طَبيبَةُ أُسكُتلندا التَأمُل فيه، تَنظُر كَيف أن الوَسط مَليئٌ بالهدوء والسكينة وَكَأن حَرباً لَم تَقُم وكَأنَّ دَماراً لَم يَحُلّ وَكأنَّ مَوتاً لَم يَحدُث .
....

أنزَلَت جفناها مُغطِيةً لمعان بُندقيتاها في مُحاوَلَةٍ يائِسَةٍ منها أن تَغطَ في نَومٍ عَميق هكذا هي يُزاوِلُها الأرَق عِندما تَكون في أماكنٍ كَهذه هي فَقط تَخشى أن يَحتاجُها أَحدُهم وهي غير موجودة...

بَعدَ دَقائِق مَرّت أستَشعَرت آيلا تَحرُك الجُندي الذي ينام على السَرير المُقابل نَعم أنهُ جُندي أنكلترا لَقد أستفاق ورَفرَفَ بِجفنَيهِ لتَظهَر بلورَتَيهِ السوداوتان مَعَ عَدم رؤيتِه بوضح مما سَبَب لَه صُداعاً في الرَأس لكن ماهي إلا ثوانيٍ وأتَضحَت الرؤية لَديه..
لكن لم يَتضِح لهُ أين هوَ ....

وَبعدَ أن رَأته وهو مُستفيق ويدور بعينيه بَحثاً عَن شَيءٍ يُخبِرُه بمكانه لكن من دون جدوى نَزَلَت مِن السَرير وأتجَهت إليه وحالما صارت في مَجال رؤيته تَصادَمَت سَوداويَةُ الجُندي بِبُندُقيَةِ الطَبيبة
تَوقَفَ الزَمَن وَ أنفَتَحَت أبعادٌ أُخرى
كَأن تَصادُمَ مَجرَتيهُما أَحدَثَ خَلَلاً في العالم
لَيسَ مِنَ المُفتَرَضِ أن يَتَصادَما
لَيسَ مِنَ المُفتَرَضِ أن يتعارفا
ليسَ مِنَ المُفتَرَضِ أن يكونا شيئاً
فَبِكُلِ تَصادُمٍ تَحدُث كارِثَة ...
.......

"أستَيقَضتَ أسرَع مِنْ ما تَوَقعت"
بَدءت الطَبيبَة الحَديث بينما تَتَفَقد مؤَشراتَهُ الحَيوية لتَلتَقِط أُذنيها صَوتَه الخارج بِصعوبة مَع بَحة جَعلَتهُ كَثيفاً "ماء...أُريدُ ماءً.."
تَوجَهت لتُحضِر الماءَ كَما طَلَب وبِصعوبَةٍ تامة جَعلَتهُ يَنهَضْ ليشرَب الكَأس بأكمَله فهو يَشعُر بالضَمَأ الشَديد
وبَعد أن أرجَعَتهُ ليَستَلقي بَدَت لَها تَعابِيرَهُ المُنزَعِجة بِسَبب الألم الذي يَفتُك بِجَسَدِه لذلِك ذَهبَت لعُدَّة الأدوية وسَحبَت مِنها حُقنة ومَحلولين مَزَجَتهُما سوياً بِكُل أحترافية وسَحبَته بالحُقنة كُل ذلِك كان تَحتَ نَظرات الجُندي الذي بَدَءَ يَستَوعِب بأن اللَهجة التي سَمعها فَورَ مَا أستَفاق كانت غَريبة وَيَأمُل أن مايُفَكِر بِه لَم يَحدُث...

"أينَ أنا ؟" سَألَ بصوتِه الثَقيل ليستَوقِفَ يَد الطَبيبة التي كانت على وَشَكِ حَقنِه فَتراجَعت وأَطلَقَت تَنهيدة عَميقة تُفَكِر بِماذا سَتُخبِرَهُ ، هَل تَكذِبُ عَليه أمّ تُخبِرهُ بالحَقيقة فَقط ،هو بالتَأكيد لن يَكون أقناعُه بالبَقاءِ حَتى شِفائه أَمرَاً سَهلاً لذلِكَ عَليها التَعامُل مَعهَ...بمُفردها...

وَطنّي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن