~الترنيمة الأولى~

152 14 12
                                    

اهرب، اركض، هرول، أنت لست جبانًا لاعتزالك ما يؤذيك، لا تدعها تمسك بك، أفكارك، لا تدعها تخبرك أنك وحيد، لا تجعلها تستولي عليك، أخبرها أنك لست وحيدًا، أخبرها، أخبريها.
أنا لست وحيدة، أنا لست وحيدة، أنا لست وحيدة، أنا أمتلكه، هو معي، معي وحدي، وهو أفضل من الجميع، فهو الوحيد الذي لم يتخلى عني عندما بدأنا سباق الحياة من عنق رحم واحد، هو الوحيد الذي شاركني ظلمات الرحم، هو وعدني أنه لن يتركني وحيدة أبدًا، هو معي حتى في رأسي.
.
.
"هاي سو، ماذا تفعلين هنا إلى الأن؟"
نادت عليها صديقتها، لتخرج من الملعب وتلقي المضرب وتهرول إليها

"أتدرب، ماذا ترين؟"
قالتها بملامح هادئة وهي تلهث

"هل تعلمين كم الساعة؟ لقد تأخرتِ على ميعاد الاجتماع في الشركة"
قالتها صديقتها وهي تصرخ بها، لتفتح مقلتيها على اتساعها

"ماذا؟ أبي سيقتلني بالتأكيد عليَّ الذهاب إلى المنزل بسرعة وتبديل ملابسي"
قالتها متناولة حقيبة أدواتها الرياضية وبدأت في الركض

"تعالي، لا تذهبي ستتأخرين واشكريني فيما بعد، ولا تكرريها لأنه سيقتلكِ بالفعل المرة المقبلة"
أخرجت صديقتها من سيارتها ملابسها الرسمية لتأخذها وتهرول إلى الحمام لتبدل ملابسها

وقفت أمام المرأة تسحب أنفاسها وتخرجها بهدوء لتزيف ملامح لا تنتمي لها، لتحدث نفسها..
"يوم أخر من تزيف شخصية ليست شخصيتي، لا بأس أربعة عشر سنة ويوم لن يؤثر"
أرجعت شعرها القصير للخلف وخرجت إلى صديقتها

"تبدين رائعة، لو كان هنا لكان سيبدو هكذا بالضبط"
أخرجت أنفاسها براحة تتمنى أن لا تفشل في نظر والدها، ليس لأنها لا تريد تخيب أماله، ولكنها تعلم ما ستؤول إليه العواقب لو أساء إليها

"لنأمل أن يقتنع أبي أني هو، لقد افتقده"
ارتسم على ملامحها الحزن، لتربت صديقتها على كتفها وتشجعها..

"لنجعله فخورًا بكِ هيا"
لتبتسم كلاهما ويركبا السيارة ويرحلان في طريقهما إلى الشركة

بعد دقائق وبمجرد أن وصلتا صعدتا قاعة الاجتماعات لأنهما تعلمان أنهما متأخرتان بالنسبة لأول يوم لهما، وبمجرد أن دخلتا لمحها والدها ليخطو خطوات ثابتة تثقب الأرضية وتبث الرعب في قلب هاي سو ولكن تحاول السيطرة على أفكارها وضربات قلبها حتى تتولى السيطرة اليوم، ليجز والدها على أسنانه قائلًا..
"لماذا تأخرت بيك سو؟ لي چو ألم أخبركِ أن تحضريه مبكرًا؟"

لتتحدث صديقتها والتي تكون مديرة أعمالها كذلك..
"أعتذر سيدي، لقد.."
لتقاطعها هاي سو

"ليس لـ چو دخل في تأخيري، أنا من نسيت الموعد وكنت أتدرب على البيسبول"
تحدثت إليه بثبات وبصوت عكس صوتها تحاول التمثيل

تَرنِيمَة اللُوتُس||PCYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن