~الترنيمة الثانية~

34 6 2
                                    

بعد يوم عملٍ طويل تسيطر عليه هاي سو وكم كانت سعادتها بتولي زمام الأمور وهي تحسب ساعات اليوم المتبقية لتثبت أنها لم تتغير لأربعٍ وعشرين ساعة، لتعود إلى المنزل مبتسمة الثغر ولكن ما يكنه المنزل عكس ذلك وتأمل أن ينتهي اليوم بسلام

وجدت عمها وابن عمها ووالدها وجدتها جميعهم مجتمعون في مكان واحد وهذا لا يحدث عادة إلا وقد قامت الحرب العالمية الثالثة، لتلقي عليهم التحية..
"مساء الخير، عمي وابن عمي"

ليرد عليها عمها بلهجة قاصدًا بها استفزار والدها..
"مساء الخير يا وريثة شركة PHONE-SOO الوحيدة"

ليرد والدها بغضب..
"كم مرة عليَّ أن أخبرك أني أمتلك ابنًا، فابنتي ماتت منذ أربعة عشر سنة، توقف عن هذا وإلا غير مرحب بك في منزلي مجددًا"

رغم أن تلك ليست المرة الأولى التي تسمع بها هاي سو تلك الجملة ولكن وقعها على أذنها ما زال مؤلمًا وبشدة على قلبها

ليتحدث عمها من جديد..
"كيف لك أن تسمح لنفسك بقول أن بيك سو وريث الشركة الوحيد، ماذا عن ابني هل جننت؟ أمي، كيف تصمتين على هذا؟"

لتصرخ الجدة ويعم الصمت المكان وكأنهم أموات إذا نظرت لهم لم تعرف هم أحياء أم أموات سوى بوضع يدك على نبضهم، مهما كانت هيبة ومنصب جميع رجال العائلة فلا أحد يستطيع الرمش عندما تتحدث الجدة
"لا أريد سماع نقاشتكما التافهة أنتما الاثنان مجددًا، هذا القرار يعود لي، أنا من أقرر لمن ستكون الشركة، وأنا من أخبرته أن يقول هذا في الاجتماع، لذلك لا أريد سماع أي اعتراض"

ليتحدث عمها والوحيد القادر أحيانًا على الاعتراض أمامها..
"لماذا لا نزوج ابني بابنته حتى لا تذهب الشركة لشخص غريب"

ليعترض ابنه لائمًا إياه عن البوح عن خطتهما السرية..
"أبي!"

لينهض والدها من مكانه ويمسك بملابس أخيه ويصرخ به..
"هل جننت؟ أخبرت الجميع أني أمتلك ابنًا، توقف عن التحدث وكأني امتلك ابنة، أنا لا أنجب الفتيات في هذا المنزل"

بدأت رأسها تؤلمها وقد علا صوتهما أكثر من اللازم، بل أكثر من المحتمل وكأن قشرة مخها ستتشقق بسبب صوتهما، وهي تحدث نفسها..
"أرجوك اتركني أتولى زمام الأمور اليوم، صدقني سأستطيع التحمل، أرجوك استمتع لي مرة"

لتغلق عينيها متألمة وتفتحهما وترفع رأسها ويستقيم ظهرها وترفع شعرها للأعلى وتتحدث بصوت هادئ..
"هل انتهيتم؟ أنا لن أتزوج أحدًا، أنا بيك سو وريث الشركة الوحيد"

ليتلفت الجميع له ويندهشون على الاختلاف في كل شيء الذي يحدث في لمح البصر، وبالأخص من يركز أنظاره عليها ابن عمها الذي يستطيع أن يجزم أن تلك ليست ابنة عمه التي يحاول إقناعها بإعجابه، مستحيل

تَرنِيمَة اللُوتُس||PCYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن