المُهجة

94 5 3
                                    


يُقال أنّ النفوسَ أسرار و بعض الأسرار يجِب أن تبقى كذلك ، لطالما انتابَتني الشّكوك حول ذلك ، أحقا هناك من الأسرار و الخبايا ما لا يجب البوح بها ؟ و اِن لم نفعل ألن يكون الكتمانُ كالحصى التي تقرح في قلوبنا من حينٍ لآخر .

لطالما كنت كتابًا مفتوحًا ، و النوع الثرثار فيما يخص تفاصيل حياتي، حتى أفكاري و مشاعري لطالما كنت أشاركها مع الجميع، فانا الرغيدة التي تراعي الكل حتى مقولة {ما بقلبي في لساني} لا تنطبق علي فأنا أقف هنا أقبع في المنتصف لا أنتمي لأي ناصية ، لا ابيضَ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لطالما كنت كتابًا مفتوحًا ، و النوع الثرثار فيما يخص تفاصيل حياتي، حتى أفكاري و مشاعري لطالما كنت أشاركها مع الجميع، فانا الرغيدة التي تراعي الكل حتى مقولة {ما بقلبي في لساني} لا تنطبق علي فأنا أقف هنا أقبع في المنتصف لا أنتمي لأي ناصية ، لا ابيضَ...ولا اسودَ ! خشية أن تخدش حروفي أحدهم أبتلعها دون أن اُفكر حتى، لكن هل سيكون لذلك تأثيرٌ عكسي فيما بعد ؟ نعم، لا ؟
...
غالبا ما وجدت صعوبة في تشْييبِ نفسي بين الإزدراء و الإشادة ، أذمّ و أمدح و أستقبح محاسني التي أصفها بالنقائص و العيوب! كالتواضع و حسن النية، الثقة، الطيبة و العطاء...إلخ، التي باتت في يومنا هذا نقاطَ ضعفٍ يحاربنا بها الطرف الآخر، فجلست اتأمّل اتساءل لمن هذا الجسد النحيل، لمن هذا الشعر الطويل المتطاير من أنا كيف كنت و بماذا مررت متى كان التّحوّل مما كنت عليه إلى هذا الشخص، كيف تحولت إلى كيان دون إطار متى أصبحت هذه الفتاة ،أنظر إلى صورتي فلا أتعرف عليها ،
ولا أتعرف على هذا الجسد طالما أتحدث على ما كان يجب ان أكون ، يا ترى كيف يراني العالم هل يراني كفتاة حرة أم مكبّلة يتنازعها القلق بحثا عن هوية تستقر عليها و تحتويها ؟ كلها تساءلات تثقل كاهلي ، أجْبلـت جبلاً باذخاً راسخاً لا يرفعه عني شيء ، ففي كل مرة يُعسعِسُ الظلام داخلي أتمسك بحبل الله فيرفعني من هُوَّة الأرض إلى ذروة السماء .
إلا أنه مع كل يوم تشرق فيه الشمس معلنَةً بداية يوم جديد يتسائل المرء عن قيمة مُهجتِهم بل و يبحثون عنها في أعين و ألسنةِ الناس ، غير مدركٍين لفظاعة الجرم الذي يرتكبونه بحق أنفسهم، فبالرغم من انني اِندرجتُ سابقًا ضمن هذا الجرم ،
إلا أنني صاحبة قرار و مبدأ و قبل كل شيء صاحبة ضمير واثقة من نفسي لا يهمّني أمر أحد، و لا أكترِث لرأي أحد،
أو بالأحرى هذا ما كنت أظنه...!
فالحقيقة غير ذلك تمامًا . لطالما بحثت عن قيمتي في أعين الناس بين ألسنةٍ تمدح و أيادِي تُصفق ، تهاليل و هتافات تقْدير و جُلّ ما كنت ألقى كان تَعْيِير اِن لم نقل تشنيع حتى ، فلو لم أكن مؤمنة بنفسي لفقدتها منذ أمدٍ طويل ، فلم يكن شتمهم و لمزُهُم ليؤثر بي ! فأنا المتمردة الثائرة لا أرضخ لأحد أرفض الإمتثال، و لا أشتري حريتي بثمن بِخسٍ بل أقدم روحي فداءا لها.

من أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن