" من أنا " كتاب يتحدث حول أسرار النفس وَ ما تُخْفِيهِ بَوَاطِنُنَا،
بين ما نقوله و ما لا نقوله ، ما نُخفيه و ما نُبدِيه
ما بين الشفافية و التصنع ، أسرار نخفيها ، معارك خُضناها و تجارب عشناها
الطموح ، القيود ، النجاح و الفشل .. القوة و الضعف ، ال...
من المؤسف و المجحف أن تجلدك إختياراتك التِي حاربت بكلّ قوتِك من أجلها ، فلا أنت قادر على رفضها بصوتٍ عال ، و لا حتّى تقبلها و التأقلم معها ، فيصبح الندم حينها مرضا ينهَشك من الداخل حتّى ينهيك ،فكم من الصعب ان تدرك أن بعد كل هذا الركض و بعد كل تلك المحاولات ، أن الطريق خطأ و النهاية تعيسة و في قول أبو تمام ؛ "البينُ جرعني نقيعَ الحَنظلِ و البينُ أثكَلني ان لم أثكلِ ما حسرتي أن كدتُ أقضي إنّما حسراتُ نفسي أنني لم أفْعلِ "أبو تمام. هكذا عبر الشاعر عن ندمه الشديد جراء ما ود فعله و لم يفعل فنندم حقاً على كل فرصة ضيعناها في هذه الحياة، على كل الأمور التي تراجعنا عنها ،و الأشياء التي تخلينا عنها ،نندم حقا على كل الأصوات التي حبسناها داخلنا على الأفكار التي لم نحررها ، ،تلك التفاصيل الصغيرة التي كان ينبغي أن نفعلها و لم نفعلها ، فثمة أمورٌ في هذه الحياة لا نستطيع ان نجتازها بسهولة و لانك اعتدت الصمت و البكاء في الزاوية فلن يصدقك أحد ! و لأنك تبتسم دائما لن يرى أحد الحروب التي بداخلك فتفاصيلك منتظمة و ظاهرك متزن ..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
هنا تُعزَف بداخلنا الألحان على أوتار كمان تليد و كأنها تخبرنا بأن ما ضاع لن يعود ، و جراح القلب لن تزول و غصة السنين باقية لا تطوب فما نحن الا ارواح خربة تعيش في قوالب حدودها يسبق وجودها يحسبها البعض انحرفت عن القطيع لكن لم تكن يوما مع القطيع ، فهي تعيش و تأمل أن تحلق يومًا ، بإيمان أحمق انها تستطيع ... ، فشغفنا في الحياة لم يعد كالسابق ،فالغبش يغطي المكان و الاحلام الدفينة تحت الوسائد قد تخلّت عنا منذ زمن ، فأنت لم تعد نفس الشخص الذي كنت عليه البارحة و لا العالم هو نفسه اليوم كل شيء قد تغير داخلك و من حولك ، كل شيء إلا الدمس داخلك فهو يعيش على انكسارك و فتور قلبك فأنت اليوم ضعيفٌ مُتإن الروح كسلان غير متحمس و أسير خوفك، كل تلك الأمور تولد في نفسك شعور لا يجديه التغاضي و لا الكتمان أمور ليست بتلك البساطة فحسب .
