من فينا لا يُضِلُّ طريقه أحيانًا ! يتُوه و ينعزل عن القطيع يُناجي و يُنادي دون جدوى و لكن ، أسألت نفسك يوماً لم كل هذا الضياع لم هذا الاحساس المؤلم ؟ ذلك الألم الكابس على قلوبنا منذ زمن؟
أحيانًا يكون صوتك الداخلي هو السبب في معاناتك ، يشوِّه داخلك و يخدعك في كثيرٍ من الأحيان و لا يكون عندها الضّوء الذي يجب أن تسير خلفه و لا يعكس الحقيقة ، فالخَوف هو المتسبّب الوحيد لحالات الضياع و التردد لكثيرٍ من البشَر فقلوب هؤلاء مغلفة يحوطها الخوف من كلِّ الجهات و هو الحاكم المسيطر على حياتهم ، و المؤسف أنّنا وسط كل هذه الأطلال خسرنا أنفسنا ، فكيف لنا أن نعود بعد كل هذا ؟ كيف لأناملنا المكسورة أن ترسم طريق العودة بعد كل العواصف التي عصفت بنا و المعارِك التي هزّت داخلنا ، سالبة إيانا نور وجهنا ليمتحق و يتلاشى معه الأمل ، و الشغف و كل شيء يبقينا قيد الحياة و يدفعنا للاستمرار، بعد كل ما مررنا به كيف للأمور ان تعود لسابق عهدها ، كيف لنا أن نشَيِّد ما هدمته الرياح فينا ليعود الصّبا في نفوسنا مرة أخرى ، ليعم السكونحين نفقد الإتّصال بالرّوح يتملكنا الخوف من كل جانب و لا ندري أيّ الأصوات نتبع فداخلنا مشوه و حولنا ضبابي ، تختلط علينا الأفكار و المشاعر و نتوه بين الأسطر و الأحرف بين كيف و متى ، لوهلة نتمنى ان نختفي مع كلّ هذا الألم... و نضيع بين السحاب بحثا عن الهدوء الذي طالما افتقدناه ، عن زاوية تحتوينا ركنً نستريح فيه لننفض اثار الثمالة عن اجسادنا ، فقد بلغنا نشوة الألم ! فمن الصعب ان تفقد نفسك وسط الجموع تخونك أطرافك و تتباطئ أنفاسك فيضيق صدرك و يحْمرُّ وجهك فينعكس البركان الذي تُخفيه بداخلك ، كما قال الفيلسوف و الروائي فيودور دوستويفسكي " ما يُزرع داخل أنفسنا ينبُت على ملامحنا "..فالذي نخفيه في أعماقنا سيأتي يوم و يظهر فيه حتما أمام الجميع حينها لن نكون قادرين على إخفاء شيء.
أنت تقرأ
من أنا
Adventure" من أنا " كتاب يتحدث حول أسرار النفس وَ ما تُخْفِيهِ بَوَاطِنُنَا، بين ما نقوله و ما لا نقوله ، ما نُخفيه و ما نُبدِيه ما بين الشفافية و التصنع ، أسرار نخفيها ، معارك خُضناها و تجارب عشناها الطموح ، القيود ، النجاح و الفشل .. القوة و الضعف ، ال...