صوت من الماضي

5 0 0
                                    


الجزء الاول

قال الظابط حسام بصوت غليظ
" دخله "
رفع العسكري يده موازية لجبينه وقال بحدة
" حاضر يا فندم "
فتح الباب ودلف رجل في حدود الأربعين من عمره وهو يولول ويقول
" سرقت كل الي حيلتي يا سعادة البيه ، انا بنتي على وش جواز ومكنش معايا غيرهم ، اعمل ايه انا دلوقتي ، يا خربيتك يا مرتضى !"
رد عليه الظابط حسام قائلا
" أستاذ مرتضى ممكن تهدى شوية علشان نعرف نتصرف ، من فضلك اقعد هنا واحكيلي الي حصل بالتفصيل "
أشار له حسام على مقعد امام مكتبه فجلس عليه وبدأ يقول بحسرة
" انا روحت علشان اسحب الكام قرش الي حيلتي الي موجودين في البنك علشان جهاز بنتي ، وانا خارج من البنك وفِي لمح البصر لقيت الشنطة اتسحبت من أيدي ، ببص ورأيا لقيت واحدة بتركب عربية ومعاها الشنطة ، وعقبال ما الناس اتلمت كانت العربية فلسعت وكان فيه حد قاعد جمبها في العربية هو الي كان بيسوق "
ساله حسام
" مواصفاتها ايه البنت دي ؟"
قال مرتضى وهو يحاول تذكر ما حدث
" كانت .. كانت لابسة طاقية مخبئة نص وشها ولابسة بنطلون اسود وتيشرت اسود ولولا ان شعرها اتفك وهي بتركب العربية كنت افتكرتها ولد "
حسام
" الكلام ده حصل امتى ؟"
قال مرتضى وهو يضع يده على صدره
" كان من حوالي ٣ ساعات  .. انا مريض قلب يا سعادة البيه وكنا في عز النهار والجو حر مقدرتش أتحرك حتى من مكاني ولولا الناس الي اتلمت عليا لما وقعت في الارض وودوني المستشفى كان زماني ميت دلوقتي .. ولو ان الموت اهون عليا من أني أبص في عين بنتي وقولها مش قادر اجهزك "
ربت حسام على على كفه وهو يقول
" متقلقش فلوسك هترجعلك .. هو الي حصل ده كان قدام البنك مش كدة ؟'
قال مرتضى الذي بدأ العرق يتصبب من جبينه
" مكنش قدام البنك علطول ده كان قدام البنك بشارع "
قال حسام
" طب كويس انك مبعدتش اكتر من كدة ، كاميرا البنك تقدر تجيب قدامها بشارعين ، متخافش ، كم المبلغ اي اتسرق منك؟"
قال مرتضى بحزن شديد
" ٣٠ الف جنيه "
صرخ حسام على احد العساكر قائلا
" العربية برا جاهزة ؟"
رد العسكري
" ايوا يا فندم "
قال حسام وهو يقوم من كرسيه
" طب يلا تعالى ورأيا هنطلع على البنك !"
وجه بصره الى عّم مرتضى الذي كان مازال على حالته ثم قال
" حضرتك بردو لازم تيجي معانا "

انطلق حسام نحو البنك وأطلعهم مدير البنك على كاميرات المراقبة ورأى حسام المشهد الذي وصفه له عّم مرتضى يتكرر أمام عينه حيث طوال المشهد كان عّم مرتضى يشير الى الفتاة وهو يقول بحماس
" أهي هي دي الحرامية يا سعادة البيه !"
بالرغم من ان الرؤية كانت غير واضحة تماما نظرا لبعد المسافة عن البنك الا انهم استطاعوا كشف نمر السيارة
وفِي اليوم التالي حصل حسام على عنوان السيارة وانطلق هو واحد العساكر ذاهبين الى موقع السيارة الذي كان عبارة عن معرض لتأجير السيارات وعندما سألوا صاحب المعرض عن السيارة اخبرهم قائلا
" العربية دي أجرها مني شوكت النمر من يومين ولسة مرجعها امبارح"
قال حسام وقد بدا على وجهه التعجل
" عاوز عنوان شوكت النمر حالا "

شرفات الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن