دخلت محل المجوهرات القابع بهذا الحي ،، بيديها صندوق صغير من خشب الصندل حملت بهِ بعض أغراضها وبعض الملابس التي قد تحتاجها والأهم حملت بهِ ذلك الكيس الصغير الذي حوي علي بعض مجوهراتها وليس كُلها .. أخرجته حينها من الصندوق متسائلة بتردد للرجل الذي حياها بحيرة فهوة أول مرة يراها بحيهم :
" معي بعض مجوهراتي وأحتاج بيعها ،، أحتاج للأموال " .كان معها أموال ولكن ليست أموال كافية بالتاكيد لتنفيذ ما عزمت عليه بقلب مفتور ،، أجابها الرجل :
" بالطبع أريني المجوهرات وعقود الشراء وسأشتري ما أستطيع " .توترت ملامحها الصغيرة قائلة وهي تقبض عليهم بارتعاش :
" ولكنهم كانوا هدايا ليس معي عقود شراء " .همهم الرجل بتفهم قائلاً وهو يخرج عدسته وبعض أدواته :
" حسناً دعيني أفحصهم " .أخرجت له بعض القطع التي قررت بيعها أولاً حتي تحتاج لبيع غيرها بوقت أخر :
" تفضل " .راقبت ملامحه المبهمة وهو يقلب القطع بين كفيه قبل أن تعلو شفتيه بسمة لم تفهم معناها قائلاً باستفسار وهو يفحصهم ولم يكن بحاجة لفحصهم فهو من صنعهم بيديه لإحدي الزبائن الثقال أو لزبونه الوحيد الثقيل الذي لا يطلب إلا قطع نادرة :
" من أين حصلتي علي تلكَ القطع إنها نادرة " .أجابته بجدية صادقة وكلها مهموماً لتخليها عنهم :
" أخبرتك أنها هدايا " .همهم الرجل قائلاً فجأة وهو يقف :
" انهم حقيقيين يبقي وزنهم ولكن الميزان معطل عندي اسمحي لي ببعض الوقت سأذهب لمحلي الأخر بنهاية الحي لآزنهم وأتي ،، انتظريني هنا " .توترت بعدم استيعاب للموقف قائلة بشك :
" ولكن .. " .ضحك الرجل الكبير برفق قائلاً :
" لن أسرقهم لا تقلقي سأؤمنكِ علي محلي بأكمله حتي أعود " .ثم تركها راحلاً من المحل الصغير بثوانٍ ولم يكن بيدها شئ غير انتظاره بوهن علي إحدي المقاعد .. سترحل !!
نعم قررت الرحيل ستذهب للميناء مباشرةً وسترحل لأي مكان أخر تحت حكمه ولكن ليس هنا ،، صوت الطبول الذي يتعالي بكل مكان يُدمرها لقد احتملته لثلاثة أيام بقلب ينزف بصعوبة جامة حتي لم تعد تطيق السماع واليوم يوم عرسه وشعبه يُهلل بكل مكان والأمر فقط يزداد سوءاً وخراباً بداخلها .
آني له أن يفعل بها كل هذا إذا فمن حقها الرحيل حتي تداوي نفسها رغم أنه يقينة بعجزها الدام عن الشفاء منه فهو منذ زمن أحكم علي حبالها بعشقه بكونه هو مروان دوناً عن غيره .مسحت الدموع التي كانت تتسابق علي خديها بصمت دون وعي منها حين رأت الرجل يدخل المحل مجدداً ولكن ليس بمفرده كان ولصدمتها مروان خلفه يرتدي ثياب العامة الذي يسير بها بين شعبه .
توسعت عينيه وهو كذلك وهو يرمقها بصدمة كونها هي ،، منذ قليل كان يسير هنا بين الأزقة لعله يراها قبل تلكَ الليلة ولمعرفته بصاحب المحل فقد مر عليه محيياً إياه أخذاً منه عقد ذهبي نادر كان طلبه منه من قبل وفوجئ به منذ لحظات يتعقب طريقه حتي وصل له قاطعاً الأنفاس مخبراً إياه أن يوحد فتاة بمحله تملك المجهورات الذي كان يشتريها منه لرحيق تريد بيعها .. لم يهديه تفكيره أن تكون هي وكل ما فكر بهِ بقلق أنها تعرضت للسرقة مجدداً .